كشفت مصادر من السلطات المحلية بتلات نيعقوب لجريدة هسبريس أن المعطيات الأولية المتوفرة تفيد بأن "بؤرة الهزة الأرضية التي وقعت بتراب الجماعة بإقليم الحوز، صباح اليوم الأربعاء، توجد في دوار يسمى تاكندافت"، موردة أنه "لحسن الحظ، أن التصور الجديد للبناء منع الساكنة المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023 من البناء بالقرب من المناطق التي قد تفرز تساقطات حجرية". وأشارت مصادر هسبريس إلى أنه، وفقا للمعطيات الأولية دائما، "تم تسجيل تساقط بعض الأحجار الثقيلة من جراء الهزة؛ لكن دون أن تتسبب في أية خسائر، سواء أ كانت مادية أم بشرية"، مفيدة بأن "الساكنة في المنطقة بأكملها قضت ساعات في الخارج، بحكم أن شتنبر يحمل ذكريات قديمة مؤلمة ما زالت جراحها تعتمل في قلب الناس، حتى من كان يشعر أنه تعافى منها، فوجد أن الذاكرة تمّ تحريضها، بقوة، فجأة". البؤرة القريبة وذكرت مصادر من السلطات المحلية أن "الهزة الأرضية، التي بلغت قوتها 4.6 درجات على سلم ريشتر، وقعت تحديدًا في بؤرة قريبة من دوار تكندافت". وأوضحت المصادر نفسها أن "هذه البؤرة تبعد عن مركز تلات نيعقوب بنحو 8 كيلومترات، وعن البؤرة السابقة التي سُجّلت في جماعة إيغيل في 8 شتنبر 2023 بأكثر من 10 كيلومترات". وأبرزت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن الهزة كانت محسوسة بشكل قوي من قبل السكان؛ ما دفعهم إلى مغادرة منازلهم على عجل. وأضافت: "كان الخوف مبرَّرًا؛ فقد خرج الناس من بيوتهم، ليس فقط في المنطقة القريبة من مركز الهزة، بل حتى في قلب مدينة مراكش، حيث ظل كثير منهم في العراء حتى الصباح، بينما فضّل آخرون قضاء ليلتهم داخل سياراتهم". وأفادت المصادر ذاتها بأن "الهلع انتشر بين السكان فور شعورهم بالهزة، لا سيما أنها وقعت في وقت كان أغلب الناس نائمين؛ وهو ما جعل وقعها مختلفًا عن زلزال عام 2023، الذي حدث بينما كان الناس لا يزالون مستيقظين". ولفتت إلى أنه "لم يتم تسجيل أية خسائر بشرية أو مادية، رغم أن الهزة تسببت في تساقط بعض الأحجار من أعالي الجبل؛ لكن لحسن الحظ أن معايير البناء الحديثة قد أخذت هذا النوع من المخاطر في الحسبان، وتم اتخاذ الإجراءات الضرورية". "الوضع يُعيد إلى الأذهان السيناريو الذي عاشته مناطق الحوز خلال الزلزال المدمّر قبل عامين"، أوردت السلطات سالفة الذكر، لافتة إلى أن "الساكنة راكمت نوعا من المناعة؛ فعلى الرغم من الخوف، فإنهم أدركوا كيفية التصرف والخروج بسرعة من بيوتهم". وشدّدت مصادرنا على أن "السلطات تتابع الوضع ميدانيًا؛ والأهم هو أن السكان غادروا بيوتهم كإجراء احترازي ساهم في حماية الأرواح، على الرغم من أن المباني لم تتعرض لأي دمار هذه المرة". ذكرى أليمة ياسين آيت لحسن، أحد سكان منطقة أمزميز، قال إن "الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة، صباح الأربعاء، أعادت إلى الأذهان مشاهد لا تزال محفورة في الذاكرة، على الرغم من مرور الوقت". وأضاف آيت لحسن، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس: "شعرنا بها بوضوح... لم يكن هناك أحد لم يحس بها. وفورًا، خرج الجميع إلى الشارع، بتلقائية.. الطريقة التي تحركت بها الأرض في البداية كانت مألوفة بشكل مقلق... لحظة قصيرة، لكنها حملت معها شيئًا من الرعب". وتابع المتحدث عينه: "المشهد لم يكن غريبا"، لافتا إلى أن "الناس خرجوا مسرعين، واقفين في الشارع يحدقون في بعضهم البعض، وكأن شريطا يعاد أمام أعيننا؛ لكن هذه المرة، لم يكن هناك الذعر السابق نفسه.. نعم، كان هناك خوف، لكن مختلف... كان مزيجًا من الحذر والحيرة. بقينا واقفين في الخارج، لا ندري هل نعود إلى بيوتنا أم ننتظر ما قد يأتي". وأفاد المواطن القاطن بأمزميز قائلاً: "حوالي الساعة السادسة صباحًا، بدأ بعض الناس يعودون إلى منازلهم بحذر؛ بينما فضّل آخرون البقاء في الخارج. حتى الذين عادوا، لم يدخلوا بطمأنينة تامة. كانت لحظة محيرة، تساؤلات كثيرة، ولا شيء مؤكد"، وأبرز أن "ما ساعد في تخفيف التوتر هو تضامن الساكنة، إذ سادت روح المؤازرة، وكان كل فرد يسأل عن الآخر ويطمئنه". وختم ياسين آيت لحسن حديثه قائلاً إن "ما حدث كان تذكيرًا بأن الزلزال لا يزال حاضرًا في الذاكرة؛ ولكن الناس أصبحوا أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على التعامل مع الخوف.. الوضع ليس كما كان في 2023؛ لكن الهزة بينت أن الوعي قد ازداد، وأن التضامن لا يزال حاضرًا بقوة. في لحظات الخوف، يبقى أهم ما نملك هو أننا معًا".