دخلت الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة يومها ال700، وسط حصيلة دامية تتجاوز 64,231 شهيداً و161,583 جريحاً منذ السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض وفي السجون أو على قارعة الطرقات، وفق معطيات رسمية فلسطينية. منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس 2025 فقط، ارتقى 11,699 شهيداً وأصيب 49,542 آخرون، ما رفع إجمالي الضحايا إلى أكثر من 225 ألفاً بين شهيد وجريح. وأفادت وزارة الصحة بأن نحو 19,063 طفلاً و14,500 امرأة قتلوا خلال هذه الحرب، فيما وثّق استشهاد 1,590 من الطواقم الطبية و245 صحافياً و123 من عناصر الدفاع المدني.
دمار غير مسبوق بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دمّر الجيش الإسرائيلي نحو 88% من مباني القطاع، بإجمالي خسائر أولية تتجاوز 62 مليار دولار. وشمل التدمير أكثر من 223 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و212 ألفاً جزئياً، و38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية و144 سيارة إسعاف، إضافة إلى 149 مؤسسة تعليمية دُمرت كلياً و369 جزئياً، و828 مسجداً بشكل كامل و167 جزئياً، فضلاً عن 3 كنائس و40 مقبرة. كما استهدفت الغارات والقصف أكثر من 206 مواقع أثرية وتراثية من أصل 325 موقعاً مسجلاً في غزة. حصار وتجويع يعاني أكثر من 2,4 مليون فلسطيني في القطاع من أوضاع وُصفت بأنها تطهير عرقي وتجويع جماعي. فقد أُغلقت المعابر لنحو 165 يوماً، بينما يواجه أكثر من 600 ألف طفل خطر الموت جوعاً أو بسبب سوء التغذية. وارتفع عدد الشهداء جراء المجاعة إلى 370 شهيداً بينهم 131 طفلاً. استهداف المدنيين على امتداد 22 شهراً، ارتكبت القوات الإسرائيلية أكثر من 15 ألف مجزرة، أُبيدت خلالها نحو 2500 عائلة بشكل كامل من السجل المدني. وتحدثت جهات فلسطينية عن استخدام إسرائيل أدوات ذات صبغة "إنسانية" مثل ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" لفرض معادلات خضوع عبر المساعدات المحدودة التي تحولت إلى مصائد قتل. مشروع تهجير إلى جانب العمليات العسكرية، تتحدث تقارير فلسطينية عن خطط إسرائيلية لدفع أكثر من مليون شخص نحو جنوب القطاع وخلق واقع سياسي جديد يُفضي إلى التهجير القسري، وهو ما يرفضه سكان غزة الذين ما زالوا متشبثين بأرضهم رغم الجوع والدمار. ويصف مسؤولون فلسطينيون وحقوقيون الحرب الجارية بأنها "نكبة ثانية" تستهدف ليس فقط البشر، وإنما أيضاً الحجر والذاكرة التاريخية للشعب الفلسطيني.