عاد ناصر الزفزافي، قائد "حراك الريف"، مساء الخميس، إلى سجن طنجة، بعد أن سمحت له السلطات المغربية بحضور جنازة والده الراحل أحمد الزفزافي بمدينة الحسيمة. وكان المعتقل قد استفاد من ترخيص استثنائي من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، مكّنه من مرافقة أسرته والمشاركة في مراسيم الدفن. وقد شارك الآلاف من المواطنين في تشييع جنازة أحمد الزفزافي، الذي توفي يوم الأربعاء بعد صراع طويل مع مرض السرطان، حيث رافقوا جثمانه إلى مثواه الأخير في جو ساده الحزن والتأثر. وخلال مراسيم العزاء، ألقى ناصر الزفزافي كلمة أمام الحضور من سطح منزل العائلة، أكد فيها على انتمائه للوطن بكل جهاته من الريف إلى الصحراء، قائلا: "الوطن لا نقصد به الريف فقط، بل كل شبر من البلاد". وأضاف الزفزافي أن "مهما اختلفنا، ومهما كانت لنا من آراء وأفكار، فكلها تصب في مصلحة الوطن"، موجها الشكر للمندوب العام لإدارة السجون الذي مكّنه من الحضور إلى جانب عائلته في هذه اللحظة المؤلمة. وختم كلمته بعبارة مؤثرة: "عاش الوطن ولا عاش من خانه". خطوة السماح للزفزافي بحضور جنازة والده أثارت تفاعلات واسعة، حيث اعتبرها مصطفى الرميد، وزير العدل الأسبق، "لحظة استثنائية" تعكس رسائل إيجابية توحي بقرب طي ملف حراك الريف. وأكد الرميد في تدوينة له أن "المغرب شهد لحظة خاصة، ظهر فيها الزفزافي وسط المئات، حرا دون أصفاد، يتحدث بحرية وبنضج ومسؤولية". وبالعودة إلى سجنه بعد انتهاء مراسم الجنازة، يبقى التساؤل مطروحا حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستشكل مقدمة لانفراج أكبر في ملف معتقلي الحراك، خصوصا مع الدعوات المتكررة من حقوقيين وسياسيين لإيجاد حل نهائي لهذا الملف الذي ظل مطروحا منذ سنوات. دليل الريف