علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر مسؤول في الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، التي يترأسها أسامة حماد، أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة ذاتها تستعد لتوجيه مراسلة إلى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بنغازي بشأن خريطة بمقر الأخيرة تحتوي على تمثيل جغرافي مثير للجدل، إذ تضم خريطة المغرب مبتورة منها الصحراء. وأكد المصدر ذاته، الذي تحدث للجريدة في هذا الشأن، أن الخارجية الليبية تسعى من خلال هذه المراسلة إلى التأكيد على ضرورة تجنّب أي أخطاء قد تمس العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصًا في سياق موقف الحكومة الداعم لوحدة الأراضي المغربية. وظهرت الخريطة التي تفصل المملكة المغربية عن أقاليمها الجنوبية في عدة مناسبات ضمن الصور التي نشرتها غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بنغازي في حسابها الرسمي على موقع "فيسبوك"، ووثّقت الأنشطة والفعاليات التي نظمتها في الآونة الأخيرة، آخرها صورة نشرت أمس بمناسبة استقبالها وفدًا عن شركة ليبية في مجال الصناعات الكهربائية. وتقابل حوادث نشر الخرائط التي تضع خطًا فاصلاً بين المغرب وأقاليمه الجنوبية، أو تلك المنقوصة، برفض واسع واستياء شديد من طرف المواطنين المغاربة الذين يعتبرون ذلك مساسًا صريحًا بوحدتهم الترابية، خاصة في ظل التضحيات الجسام التي قدمها أجدادهم وآباؤهم في سبيل تحرير الصحراء من قبضة الاستعمار الإسباني. وسبق أن أكد سعيد ونيس، رئيس لجنة الأمن القومي بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، في حوار مع هسبريس أواخر دجنبر الماضي، على هامش اجتماع تشاوري بين الفرقاء الليبيين بمدينة بوزنيقة، أن "الليبيين مع وحدة المملكة المغربية واستقرارها وسيادتها على أراضيها، وهذا من الثوابت الوطنية بالنسبة إلينا، إذ إن نجاح نموذج الحكم في المغرب والتطور الذي شهده هو نتيجة للاستقرار السياسي في هذا البلد"، وزاد: "بالتالي فنحن مع كل ما يراه المغرب مناسبًا لتدعيم وتثبيت هذا الاستقرار". في سياق آخر اعتبر عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المكلفة من طرف مجلس النواب، في ندوة احتضنتها قاعة المؤسسة الليبية للإعلام في مدينة بنغازي نهاية الأسبوع الماضي، أن "ليبيا تسعى إلى تعزيز أواصر الأخوة والتعاون مع أشقائها في المغرب الكبير، وإرساء شراكة سياسية وفكرية من شأنها أن تخدم المصالح المشتركة وتفتح آفاقًا أرحب للتعاون الإقليمي". كما سبق للدبلوماسي الليبي ذاته أن عبر عن رفضه فكرة إنشاء كيان مغاربي بديل للاتحاد المغاربي بصيغته الخماسية ويقصي المغرب، وذلك على خلفية اجتماعات سابقة جمعت الرئيسين الجزائري والتونسي مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، معتبرًا في تصريح لهسبريس حينها أن "المنطقة المغاربية ليست بحاجة إلى تأسيس كيانات جديدة"، مبرزًا أن "الاتحاد المغاربي هو حلم كل الشعوب المغاربية، لكن مازال لم يحقق الأهداف التي أُسِس من أجلها بسبب بعض العراقيل التي توضع هنا وهناك؛ وهو يحتاج اليوم إلى إعادة هيكلة على المستوى الوزاري وعلى مستوى القمة أيضًا".