تجمّع الآلاف من مناصري حزب الله قرب ضريح أمينه العام السابق حسن نصر الله، السبت، إحياء للذكرى السنوية الأولى لاغتياله بضربات إسرائيلية قرب بيروت، مع تأكيد عدد منهم تمسكّهم بسلاح الحزب رغم قرار السلطات اللبنانية نزعه. وقتل نصر الله عن 64 عاما بضربات جوية استخدمت فيها أطنان من المتفجرات، على منشأة للحزب تحت الأرض في منطقة حارة حريك بمعقله في ضاحية بيروتالجنوبية في 27 شتنبر 2024، وذلك في خضم حرب خاضها الطرفان. وبعد أسبوع اغتالت إسرائيل كذلك القيادي البارز هاشم صفي الدين الذي أعلن الحزب لاحقا أنه كان عيّن أمينا عاما له خلفا لنصر الله. ويعد نصر الله قائدا تاريخيا للحزب، إذ تولى الأمانة العامة خلال 32 عاما شهدت تطوير قدراته العسكرية والتسليحية، وبناءه منظومة شاملة تضم مؤسسات تربوية واجتماعية وصحية. وتوافد مناصرو الحزب المدعوم من طهران على محيط ضريح نصر الله على طريق المطار جنوببيروت، استعداد لاحتفال مركزي إحياء لذكرى نصر لله وصفي الدين، يحضره أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي وصل إلى بيروت في وقت سابق؛ ورفعوا رايات الحزب الصفراء وأعلاما لبنانية وإيرانية، وصور نصر الله وصفي الدين، بينما بثت مكبرات صوت أناشيد دينية وحزبية، بحسب مراسل فرانس برس. وقالت طالبة علم النفس زهراء حيدر (18 سنة) لفرانس برس: "بعد عام من استشهاد السيد نصر الله نعيش مشاعر الحزن والفقد، مررنا بظروف صعبة لأنه استشهد في وقت كنا بحاجة إليه"، وأضافت: "لأجل دمائه ودماء الشهداء الذين قضوا باتت لدينا عزيمة وإرادة بأننا لن نسلم السلاح ولن نخضع للعدو" الإسرائيلي. وكان لاغتيال نصر لله وقع الصاعقة لدى مناصريه، وترافق مع ضربات قاسية على صعيد البنية القيادية والترسانية العسكرية تلقاها الحزب خلال المواجهة المدمّرة مع إسرائيل؛ وشكّل مقتله كذلك ضربة كبيرة لحزب الله بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان. وبعد الحرب يواجه الحزب ضغوطا لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية. ووضع الجيش مطلع سبتمبر خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، تقضي أولاها بسحبه من المنطقة الحدودية مع إسرائيل. وقال وسام حدرج (51 عاما)، وهو موظف في العراق حضر إلى مكان إحياء الذكرى: "السيد حسن نصر الله هو علمنا الأوحد، وهذا الطريق نتابعه حتى النهاية شاء من شاء وأبى ومن أبى"، وتابع: "ما جرى منذ الحرب الأخيرة زادنا حماسا وقوة، واليوم باتت لدينا قضية جديدة. لن نساوم على سلاحنا ولن نسلمه". وخلال الأسابيع الأخيرة كرر الأمين العام للحزب نعيم قاسم، الذي من المقرر أن يلقي كلمة بالمناسبة، السبت، رفض الحزب التخلي عن سلاحه، متهما الحكومة بارتكاب "خطيئة" كبرى تحت ضغط أمريكي لتجريده من السلاح. ورغم سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ نوفمبر يواصل الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات على ما يصفها ب"أهداف عسكرية" تابعة للحزب، خصوصا في الجنوب، ويقول إنه لن يوقف ضرباته ما لم تنزع السلطات سلاح الحزب.