أعلنت مجموعتا "ألكوا" الأمريكية وأيروليا" الأوربية، المتخصصتان في مجال صناعة الطيران، عن إطلاق مشروعين استثماريين بقيمة 45 مليون أورو في مجال صناعات الطيران بالدار البيضاء. وقال مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، إن Aerolia المتخصص في تصنيع هياكل الطائرات، يعتزم استثمار ما قيمته 40 مليون أورو من أجل إحداث وحدة إنتاجية بالمحطة الصناعية المندمجة ميدبارك، متخصصة أساسا في تجميع الأجزاء الفرعية الرئيسية وهياكل الطائرات المرَكّبة. وأورد المسؤول المغربي أن الاستثمار الثاني يهم مجموعة "ألكوا فاستننغ سيستم " التي تعهدت باستثمار غلاف مالي تبلغ قيمته حوالي 5 ملايين أورو، من أجل رفع قدرتها الإنتاجية بالمغرب"، مضيفا أنهما "من الاستثمارات المهيكلة التي تضاف إلى قائمة الاستثمارات العديدة الأخرى التي اختارت الوجهة المغربية". وأكد العلمي، الذي كان يستعد لامتطاء الطائرة المتوجهة من لندن للدار البيضاء بعد أن أشرف اليوم على مراسم توقيع اتفاقيتين استثماريتين مع المجموعتين، أن "هذين الاستثمارين يعتبران الأهم من نوعهما في قطاع صناعات الطيران في المغرب خلال هذا العام، وهناك شركات مناولة أجنبية أخرى سيتبعون العملاق الأوربي إيرباص الذي استثمر عبر فرعه أيرولينا ما يناهز 40 مليون أورو". وأضاف الوزير أن "مجموعتي Aérolia الأوربية التابعة لمجموعة إيرباص وAlcoa الأمريكية، من الشركات العملاقة في مجال تخصصهما، وتعزيز استثماراتهما في المغرب سيساهم في خلق مناصب شغل مباشر تزيد عن 700 منصب إلى جانب مناصب الشغل غير المباشرة". وأكد المسؤولون أن شركة أيروليا، التابعة لمجموعة إيرباص، شهدت نموا جد سريع بنسبة 75 في المائة في غضون 5 سنوات، برقم معاملات بلغت قيمته 1،5 مليار دولار، تطوير قطب تنافسي ثانٍ بالمغرب من أجل مواكبة نموها التجاري ورفع وتيرتها الإنتاجية. وتلتزم المجموعة الأوربية، المختصة في تصنيع هياكل الطائرات، بإحداث وحدة إنتاجية بالمحطة الصناعية المندمجة ميدبارك، متخصصة أساسا في تجميع الأجزاء الفرعية الرئيسية وهياكل الطائرات المرَكّبة. وسيُنفذ المشروع، حسبما هو مقرر من قبل المجموعة، عبر مرحلتين. الأولى ستُسفر عن إحداث 500 منصب شغل مباشر وعدد مماثل من مناصب الشغل في سلسلة التوريد المباشر المغربية، ستتمحور حول نشاط تجميع أجزاء الطائرات الذي يغطي منتوجات مِحفظة شركة Aerolia .وتعتزم المجموعة في مرحلة موالية رفع مستوى وتيرتها الإنتاجية وتنويع أسواقها لتزويد شركات أخرى مُصنعة للطائرات. ويأتي توسع "ألكوا"، التي تحتل مكانة الصدارة على مستوى إنتاج الأليمينيوم، تلبية لاحتياجات رفع القدرة الصناعية للمجموعة الأمريكية التي تشهد حاليا نموا متسارعا. وسيتم، من خلال هذا الاستثمار، إحداث 200 منصب شغل. واستهلت شركة "ألكوا فاستننغ سيستم "، نشاطها في الحظيرة الصناعية لبوسكورة بتصنيع أدوات التحكم، تتجه شركة "ألكوا فاستننغ سيستم "نحو إنتاج أدوات التثبيت الخاصة بصناعة الطيران، وهو النشاط الذي تعتزم مباشَرته بالوحدة الإنتاجية الجديدة بمحطة "ميد بارك". وقال مسؤولو الوزارة إن هذين الاستثماران يندرجان في إطار تطوير منظومات صناعية فعالة في قطاع صناعة الطيران، الذي يمثل الهدف الرئيسي لمخطط تسريع التنمية الصناعية 2014-2020. وفضلا عن الانعكاسات على مستوى إحداث فرص الشغل ونقل المهارات اللذَيْن سيُسفر عنهما المشروعان، فإنهما سيعززان تشييد قاعدة متينة من الموردين المحليين، وسيُكمّلان سلسلة قيمة قطاع الطيران المغربية. وتلتزم شركة Aerolia، بالخصوص، بتشجيع تطوير المهن اللازمة لنموذجها الصناعي وستُوفر مواكبةً في عملية التسويق المباشر الأصلية لموردين من أجل الاستثمار في المغرب. يشار إلى أن مخطط تسريع التنمية الصناعية، الذي قدم أمام الملك، بتاريخ 2 أبريل 2014، يرمي إلى تعزيز مكانة الصناعة كمُحدثة لفرص الشغل وكرافعة تنموية. ويُرتقب، في أفق سنة 2020، أن يُسفر البرنامج عن إحداث نصف مليون منصب شغل في القطاع مع ارتفاع ملحوظ لحصة الصناعة في الناتج الداخلي الخام من 14 في المائة إلى 23 في المائة. وتعتمد الإستراتيجية مقاربة جديدة تستند إلى تطوير منظومات صناعية فعالة تروم تقليص التجزؤ القطاعي وإحداث دينامية وعلاقة جديدة بين المجموعات الكبرى والمقاولات الصغيرة جدا والمقاولات الصغرى والمتوسطة. ويتعلق الأمر بالإدماج المحلي للنسيج الصناعي حول قاطرات لديها منظومات صناعية يمكن أن تكون مقاولات صناعية وطنية رائدة، أو مجموعات مهنية أو مستثمرين أجانب. وستطور هذه القاطرات شراكات مفيدة للطرفين مع المقاولات الصغرى والمتوسطة وستوضح لها الرؤية المستقبلية. وسيترجم هذا بالخصوص من خلال عقود مناولة مع النسيج المحلي، وتأهيل مستوى جودة المنتوجات، وقدرة عالية على التصدير، علاوة على تطوير الصناعات البديلة. وسيسمح هذا التعاون الجديد في المغرب بمضاعفة الاستثمار والارتقاء في سلاسل قيم القطاعات الصناعية.