الإجهاز على مكتسبات الموظفين والمتقاعدين بالكنوبس    استثمار تجربة هيئة أخلاقيات الصحافة وحرية التعبير    أَسيرُ حرب: السَّرد الجريح    أسعار النفط تتراجع وسط تقييم اقتصادي لتأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة    إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول عسكري في حزب الله جنوب لبنان    الصين تعتزم توسيع شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة لتصل إلى 50 ألف كيلومتر بنهاية 2025    تجدد الدعوات لمقاطعة المنتدى العالمي لعلم الاجتماع بالرباط بسبب مشاركة إسرائيل    سايس يعود إلى التداريب بعد غياب دام لأربعة أشهر بسبب الإصابة    رياض: "أبذل قصارى جهدي للعودة للميادين وهدفي هو المشاركة في "الكان"    الناظور.. إحباط محاولة تهريب 4382 قرصا طبيا مخدرا إلى داخل التراب الوطني كانت على متن سيارة نفعية لنقل البضائع تحمل لوحات ترقيم مغربية.    عندما ينقلب "الحياد الأكسيولوجي" إلى سلسلة ثنائيات شاردة!    هل يمكن للفن أن يوجد بدون مُشاهد؟    مجلس المستشارين يصادق في قراءة ثانية على مشروع قانون المسطرة المدنية    طقس الأربعاء: أجواء حارة بعدد من الجهات    كيوسك الأربعاء | إجراءات جديدة بميناء طنجة المتوسط لتسهيل عبور الجالية    بركة: نسبة تقدم أشغال إنجاز سد الرتبة بإقليم تاونات تصل إلى حوالي 30 في المائة    الجديدة: أزقة سيدي بوزيد تسائل جماعة مولاي عبد الله وعمالة الإقليم    كأس العالم للأندية لكرة القدم.. تشلسي يحجز بطاقة النهائي بتغلبه على فلوميننسي (2-0)    الدوري الإنجليزي لكرة القدم.. سندرلاند يضم الظهير الأيسر رينيلدو ماندافا قادما من أتلتيكو مدريد الإسباني    من أين جاءت هذه الصور الجديدة؟ .. الجواب داخل واتساب    فرص أكثر للشباب والنساء .. التشغيل يتصدر أجندة حكومة أخنوش    الشاعر حسن نجمي يفوز بجائزة ابن عربي الدولية للأدب العربي    حادثة سير مروعة بطنجة تخلف وفاة سيدة وإصابة ثلاثة أشخاص    إقليم شفشاون .. تنظيم يوم تواصلي حول تفعيل الميثاق المعماري والمشهدي لمركز جماعة تنقوب    "اللبؤات" يجهزن للقاء الكونغوليات    تورونتو تحتفي بعبق السوق المغربي    تحقيقات أمنية في حادث رشق بالحجارة بحي مغوغة تسفر عن استدعاء أطراف مشتبَه فيها    المغرب يؤكد بجنيف التزامه بنظام ملكية فكرية "شامل وداعم للتنمية"    مجلس المستشارين يصادق على مشروع القانون المتعلق بالمسطرة الجنائية    الطالبة ماجدة بن علي تنال شهادة الدكتوراه في الكيمياء بميزة مشرف جدا    قيوح: القطارات المغربية وصلت إلى نسبة انتظام في السير بلغت 85.6%    من الناظور إلى الصويرة.. تعاونيات شبابية تتألق في جائزة "الجيل المتضامن" الوطنية    أخنوش يتتبع تنزيل خارطة التشغيل    انخفاض معدل الاعتقال الاحتياطي بالمغرب إلى أقل من 30% من الساكنة السجنية        مجلة فرنسية: المغرب يرسخ موقعه كوجهة مفضلة لكبار المستثمرين    قطر: مفاوضات الهدنة تحتاج إلى وقت    أداء الثلاثاء إيجابي في بورصة البيضاء    لوكا مودريتش يعزز صفوف ميلان الإيطالي    المغرب ‬يواصل ‬تعزيز ‬صمود ‬المقدسيين ‬في ‬مواجهة ‬الاحتلال    مجلس ‬المنافسة ‬يكشف ‬عن ‬هوامش ‬الربح ‬في ‬المواد ‬الغذائية ‬وعن ‬الأسواق ‬المتحكمة ‬فيها    قطاع الإسمنت بالمغرب يسجّل أداء إيجابيا في النصف الأول من 2025    جواد الزيات يعود لرئاسة الرجاء الرياضي لكرة القدم    عواصف وأمطار غزيرة تتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية بعدة مناطق بإيطاليا    مبابي يسحب شكوى المضايقة الأخلاقية ضد سان جرمان    بعودة حنان الابراهيمي.. سعيد الناصري يصور "تسخسيخة"    مؤسسة منتدى أصيلة تسدل الستار على الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي ال46 (صورة)    مقتل 5 جنود إسرائيليين بكمين لكتائب القسام في شمال قطاع غزة    ممارسة الرياضة بانتظام تقلل الشعور بالاكتئاب والتوتر لدى الأطفال    حين تصعد وردية من رمادها وتمشي فوق الخشبة    دراسة ألمانية: فيروس التهاب الكبد "E" يهاجم الكلى ويقاوم العلاج التقليدي    التوصل إلى طريقة مبتكرة لعلاج الجيوب الأنفية دون الحاجة للأدوية    دراسة: ليس التدخين فقط.. تلوث الهواء قد يكون سببا في الإصابة بسرطان الرئة    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على هامش الدخول البرلماني : نحو عقلنة الخطابة البرلمانية
نشر في هسبريس يوم 10 - 10 - 2014

إن المتتبع للمشهد البرلماني وتفاعلاته وحراكه ما بعد دستور 2011،يشهد على تبلور فصل جديد في لغة "المقول البرلماني" وانزلاقه نحو المحظور أخلاقيا ومجتمعيا وركوبه منطق العنف اللفظي وسط سيل من المناكفات والمزايدات السياسية والحجاج المغالط وغياب تماسك الاستدلال والسجال العقيم والسب والشتم والاحتقار والإهانة، وما نتج عنه من ضحالة في الكلام والخطابة ،حيث أضحى البرلمان يسوق منتوجا خطابيا رديئا يفتقد إلى الإقناع وبالمقابل يعزز من تيمات النفور في صفوف الجمهور ، والزيادة في منسوب تكريس الصورة النمطية السلبية تجاه البرلمان.
فالمخرجات الخطابية للبرلمان لم تستطع إنتاج خطاب يلائم رهانات المرحلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهي سمة تطبع الأغلبية والمعارضة على حد سواء، في تغييب قسري للحد الأدنى من "المعقول السياسي" ،وتغليب كفة المهاترات السياسية والانتصار لثقافة "المنافرة والمفاخرة" بين أطراف النقاش البرلماني دونما إبداء أي محاولات من اجل فك الارتباط مع مقامات الخطاب المتحجر والمتكلس الذي يعبر عن البراغماتية السياسية الضيقة التي تغلب كفة مصالح الحزب عن المصلحة العامة.
وحتى في النزوع والإيغال في "استعمال العامية" أو الدارجة الميسرة المفعمة بالعبارات الساقطة وما يواكبها من "تهجين" و"تذريح" أي استعارة بعض الكلمات من لغات أجنبية وإقحامها في بنية الخطابة البرلمانية، لم يكن بالقدر الذي يبتغى من ورائه التيسير والتبسيط وإنما لم يؤدي إلا إلى إسقاط الخطابة البرلمانية في أتون الابتذال والسوقية في كثير من الأحيان،وأضف إلى ذلك مشكل التهجي وما يثيره من ردود فعل منتقدة للوضع وترسخ معطى "البرلماني الأمي"، في ظل بروز إكراهات تكنولوجيا المعلوميات والاتصال وبدء الحديث عن تبلور ما يسمى ب "البرلمان الالكتروني".
إن "البرلمانية المغربية" le parlementarisme marocainفي سياقاتها ومقاماتها وصيرورتها بحاجة إلى تغيير لغة الخطاب البرلماني وتشطيب معتلاته وتشذيبه بما يكفل إنتاج خطابة تعبر عن الواقع وتنضبط لمقومات الخطاب الأخلاقي بعيدا عن "السوقية".
إنتاج خطاب راق في بناءاته وملفوظاته يحترم السامع المتلقي والذي من شأنه أن يؤسس لمنظومة علائقية جديدة مع الجمهور والتي ستساهم حتما في تكسير الصور النمطية السائدة.
إن السياق التاريخي وبحساسيته بحاجة إلى التأسيس لبلاغة خطابية برلمانية جديدة مقنعة ومعبرة ومبنية على أساس نقاش برلماني تحترم فيه قواعد الحوار ،تقارع في طياته مختلف الاشكالات المجتمعية بروح من المسؤولية وبالدليل والبرهان وإقامة الحجة وبعيدا عن زيف الأكاذيب والوعود الواهية ومنزلقات السجالات الفارغة المتأسسة على نوع من التعصب وشحنات العدوانية السياسية التي تزداد مع زيادة حدة النقاش .
إن الخطابة الحقيقية والجادة والجيدة هي الخطابة التي تقطع مع الاعنات والمغالطة والعنف المادي الذي يلبس لبوس الألفاظ والنأي بالخطابة البرلمانية عن التهويل والتقويل والإيهام والإبهام واللبس والتدليس والاستهواء والتضليل ،وهي المكنات الداعمة والاسنادية في ترشيد وعقلنة الخطابة البرلمانية ،فلا يخلو الفعل البرلماني الجيد من توظيف الخطابة البرلمانية الجيدة والكلام المنثور المسجع،والبرلماني بحاجة إلى امتلاك فن الخطابة لتمرير رسائله إلى الرأي العام الوطني والمحلي ،من اجل الإقناع والاستمالة بعيدا عن أساليب الابتذال والتمويه والتزييف .
إن دوائر النقاش البرلماني بحاجة إلى "التذاوت" intersubjectivité بالمعنى الهابرماسي ، نسبة إلى "يورغن هابرماس" والذي يخدم العقلانية التواصلية حيث عدم مركزة الخطاب واحتكاره من ذات واحدة، والقطع مع الاستئثارية والاقصائية ،حتى وان كان المجال البرلماني يعتبر ساحة للصراع السياسي، لكن ليس بمعنى الصراع "الصفري"،وإنما بالشكل التنافسي في مسعى تلاقح الأفكار والآراء والتصورات التي تؤدي إلى عقلنة القرار البرلماني بما يخدم السياسات العمومية والمصلحة العامة، وهذا الأمر سيساهم إلى حد كبير في عقلنة وترشيد الخطابة البرلمانية بجعها مقنعة ومثمرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.