همّت منطقة الحوز أمطار طوفانية، تركزت على الفضاءات الجبليّة ابتداء من ليل أمس، ما جعل الاستنفار يطال مسؤولي الإدارة الترابية ومصالح الأمن والإنقاذ بمجموع الجماعات المحلية بعدما ارتفع منسوب الأنهار بشكل كبير ورصد أضرار مادية وبشرية خلفتها الظاهرة الطبيعية. بلدية سيدي رحال والمناطق المجاورة لها شهدت ظروفا عصيبة بعدما عملت مياه "وادي غذات" على قطع الطريق الرابطة بين مركز البلدية ومدينة مراكش وأفلحت في فرض الشلل على المحور الطرقي المخترق لجماعة آيت سيدي داوود، وزاد من المخاوف اكتشاف شقوق طالت القنطرة التي تعتلي النهر المذكور. أمّا جماعة أولاد حسون فقد عملت بها سيول "وادي بورويحات" على إثارة الرعب وسط الساكنة، خاصة على مستوى الدواوير.. وبرز قائد المنطقة ورئيس الدائرة وهما يتابعان الأوضاع محليا وسط المتضررين.. وقد لاحت كبريات المضار المادية ب "دوار أولاد بوزيد" الذي أغرقت مساكن قاطنيه السيول. الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين بني ملالومراكش طال السير فوقها التوقف، وذلك على مستوى جماعة أولاد حسون كنتيجة لفيضان "واد الحجر" وسقوط القنطرة المقامة عليه، ما اضطر العديد من مستعملي ذات الطريق إلى تحويل الاتجاه صوب طريق سيدي بوعثمان لقصد مراكش أو بني ملال. من جهة أخرى، طالبت ساكنة "دوار الشمس" التابع لجماعة اغواطيم من عامل إقليمالحوز التدخل العاجل لإنقاذهم من مخاطر الفيضانات التي باتت تهدد سلامتهم، منادين بوجوب إعادة تأهيل القنطرة الوحيدة التي تربط تحناوت بتجمعهم السكني القروي، ويتعلق الأمر بالطريق رقم 210 المؤدية الرابطة بين جماعتي تمصلوحت وأمزميز. منطقة أوريكة السياحية عرفت نيل الفيضانات من بنايات لمرافق عمومية، كما قطعت الطريق بجرف السيول لجزء من جسر يربط بين ب"اثنين أوريكة".. وسجلت أكبر الخسائر المادية بكل من "والماس" وستي فاطمة" على مستوى مقاه ومطاعم قريبة من النهر. وعاشت مجموعة من دواوير جماعة زرقطن، على طريق ورززات مراكش، حالة طوارئ أملتها التساقطات المطرية القوية، وقد رصد عزل مجموعة من الدواوير عن محيطها، كما توقفت دينامية النقل على مستوى عدد من النقط المرورية، كما سجّل إتلاف مزروعات عدد من الهكتارات الفلاحية زيادة على الغطاء النباتي بالمنطقة. الفضاء السياحي "النخيل" بمراكش لم يسلم هو الآخر من مضار التساقطات القويّة، وقد استدعى التدخل استنفارا أمنيا لتسهيل دينامية السير والجولان، خاصة على مستوى القنطرة الرئيسية المنتصبة فوق الطريق المفضية نحو وجهة الدّار البيضاء والتي عرفت اعتلاء المياه لبنيتها.. وقد عرفت مؤسسات فندقية، بذات المجال، غمرا تسببت فيه المياه التي حادت عن مجراها المألوف. واضطر العشرات من ساكنة دوار الرويحة، التابع للنفوذ الإداري لملحقة "الازدهار" من مقاطعة كِيليز، والمحاذي لواد تانسيفت، إلى إخلاء منازلهم مخافة التعرض للإيذاء جراء الوضع الذي أسفر عنه حلول موسم الإمطار. أمّا إقليمشيشاوة فلم يسلم هو الآخر من الخسائر إثر السيول الجارفة، وقد سجل سقوط لبعض المنازل القروية الطينية، إضافة لانهيار أخرى لم تمكّنها بنيتها المتهالكة من الصمود، ووجد عدد من القاطنين أنفسهم مجبرين على مغادرة مسكنهم صوب الشارع والجيران.. فيما سجلت وفاة شاب، في ال26 من عمره، بعد أن هوى فوقه سقف البيت الذي يقطنه بمعية أسرته وسط دوار "إبرداتن" بالجماعة القروية "أداسيل" من قيادة "أسيف المال". وبجماعة المخاليف، من قليم الصويرة، علق طفلان وسط أغصان شجرة حاولا التشبث بها بعد جرفهما من لدن مياه "وادي تانسيفت"، ويقترن المعطَى بمنتميين لإحدى دواوير المنطقة اللذان بقيا على ذات الحال لأزيد من ساعتين قبل أن يتم إنقاذهما وتوجيههما صوب المركز الصحي ل"تالمست" من أجل تلقي الرعاية الصحية التي تستوجبها وضعيتهما.