البواعثُ التِي دفعتْ المغرب إلى الإحْجام عن المشاركة في مسيرة الأحد الماضي التضامنيَّة مع صحيفة "شارلِي إيبدُو" الفرنسيَّة بباريس، إثر الهجُوم الذِي استهدفَ مقرهَا فِي السابع منْ يناير الجارِي، لا تزَال تذكي فضُول الفرنسيِّين، وإنْ عزتها وزارة الخارجيَّة في المغرب، بصورةٍ مسبقة، إلى رفع رسوم مسيئة للرَّسُول. التوتر في العلاقات الثنائيَّة بين باريسوالرباط، الذِي غذَّاهُ أكثر من حادث، بدءً منْ استدعاء المدير العام لمراقبة التراب الوطني،عبد اللطيف الحموشي للتحقيق، مرورًا بنسبة تصريحاتٍ مقذعة في حق المغرب إلى ديبلوماسي فرنسي بنيُويورك، قبل الوصول إلى تفتيش رئيس الديبلوماسيَّة المغربيَّة بطريقة مهينة في مطار"رواسيشارلْ دوغُولْ"، أمر دفع للتساؤلُ عمَّا إذَا كان الانسحاب، ومستوى التمثيليَّة، المحصور في وزير الخارجيَّة، رسالة إلى باريس. إذاعة "إرْ إفْ إِي" الفرنسيَّة، لمْ تغفلْ في البحث عنْ سبب مقاطعة المغرب للمسيرة، الإشارة إلى حالة الجمُود في العلاقات مع البلدين، وجمود التعاون الأمنِي بين البلدين، محيلةً إلى تصريح وزير الداخليَّة الأسبق، شارلْ باسكوَا، حول التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا. بيدَ أنَّ فرضيَّة وقوف الانزعاج من الرسوم وراء الانسحاب تظلُّ قائمة، بحسب المنبر الفرنسي ذاته، بالنظر إلى موقع إمارة المؤمنين في المملكة، وكون الملك المغربي محمدًا السَّادس، أحد حفدَة النبِي، الذِي كانتْ صحيفة "شارلي إيبدُو" قدْ نشرتْ عدَّة رسوم ساخرة من شخصه. صحيفة "ليبراسيُون" أشارت بدورها إلى التوتر الديبلوماسي بين المغرب وفرنسا، في الحديث عن المقاطعة، التِي يجرِي التساؤلُ عمَّا لوْ كان المغربُ سيختارُها في حال أنَّ علاقاته بباريس ظلَّتْ في أوجهها، على اعتبار أنَّ زعماء عربًا ومسلمِين حضرُوا الوقفة، كالملك الأردنِي، عبد الله الثانِي وعقيلته، والرئيس الفلسطيني، محمود عبَّاس، ورئيس الوزراء التركِي، أحمد داوُود أوغلُو. في غضون ذلك، لقي تعاطِي المغرب، مع الحادث بالإدانة ثمَّ إيفاد وزير الخارجيَّة والتعاون إلى تقديم التعازِي للرئيس الفرنسي، بينما رشحَ أنَّ صلاح الدين مزوار قدْ التقى لوران فابيُوس، ترحيبًا منْ قبل شرائح واسعة في المغرب، كما فِي خارجه، على اعتبار أنَّه كان استثناءً وسطَ عرب ومسلمِين قبلُوا بالسير خلف نتانياهُو المتضامن مع "السلام"، زيادة على رفع مشاركين في الوقفة شعارات مسيئة للرسُول. بيدَ أنَّ ثمَّة منْ يرى في المقابل، أنَّ المقاطعة المغربيَّة، ليستْ سوى حلقة في سلسلةٍ منْ التوتر مع فرنسا، قدْ تكون مؤشرًا على "لاعودة"، يصعبُ معهَا إعادة الود للسريان بين الرباطوباريس، إثر فشل أكثر منْ بادرة في إذابة الجليد، وعجزِ لحظةٍ صعبة عاشتها فرنسا، في أنْ تستثير تعاطفًا أكبر لدى الجانب المغربي.