طالب العديد من النشطاء بالأقاليم الجنوبية للمملكة على مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك وتويتر"، بالعمل على إطلاق مشروع طريق سيار يربط الشمال والجنوب، وذلك عقب "فاجعة طانطان" التي أودت بحياة 34 شخصا، أغلبهم أطفال، بمنطقة الشبيكة القصية عن مركز طانطان ب54 كيلومتر. واشتعلت صفحات وحسابات لمجموعة من الناشطين الحقوقيين والجمعويين بتعليقات الاستنكار لضعف البنية التحتية بطرق الجنوب، ومطالبتهم بإنهاء معاناتهم معها، موردين أنهم ما فتئوا يطالبون بإصلاحها منذ سنوات عدة دون جدوى . وقام ذات النشطاء بإطلاق حملة إلكترونية تحت عنوان "جميعا من أجل الطريق السيار بالصحراء"، داعين الجميع لتبنيها ونشرها من "أجل حفظ الأرواح التي تزهق مرارا وتكرارا على طرق الصحراء، ومن أجل دموع الثكالى من الأمهات والأسر التي فقدت فلذات أكبادها، ومن أجل الذين عبّدوا الطريق بدمائهم، ومن أجل أولئك الذين يعانون في صمت مما خلفته حرب الطرق". وعبر أحد النشطاء في تغريدة له "لا يزال الطريق الرابط بين كلميم والداخلة والذي يبلغ طوله أكثر من 1200 كلم، مستمراً في حصد الأرواح ومهدداً سلامة عابريه لعدم ازدواجيته، وضيق مساراته، وتصدع بعض أجزائه، والتي نتج عنها حوادث مأساوية متكررة كان آخرها فاجعة طانطان". ودعا نافع الوعبان أحد المنتخبين بالمنطقة في تصريح لهسبريس، إلى ضرورة توسيع وتقوية المسالك الطرقية بالجنوب المغربي، أو إنشاء طريق سيار "لما تعرفه المنطقة من رواج اقتصادي كبير، مؤكدا على ضرورة أن تكون الطريق آمنة". وناشد سكان المناطق الجنوبية الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، بإنهاء معاناتهم، والحد من الحوادث اليومية المميتة التي أصبحت هاجساً مقلقاً لجميع العائلات ومرتادي هذا الطريق الذي يربط المغرب ودول جنوب الصحراء. وعبر العديد من المواطنين في تصريحات متطابقة لهسبريس عن استيائهم من ضعف البنيات التحتية وخاصة الطريق الوطنية رقم 1 الذي باتت غير صالحة، و"تفتقد لشروط السلامة المرورية، حيث أصبح معيقة لحركة السير، بعدما تفتت طبقة الإسفلت، وأصبحت الطريق عبارة عن ممرات مملوءة بالحفر العميقة والتشققات الكبيرة". وقال محمد بولنوار أحد سائقي الشاحنات لهسبريس ، بأن الطريق هي ذات مسار واحد وتمرّ عبرها السيارات والشاحنات بشكل يومي، ما"أدى إلى تهالك الطبقة الإسفلتية، علماً بأنه يعتبر الخط الوحيد الرابط بين المغرب وموريتانيا، خاصة وأن الطريق تم إنشائها منذ الاستعمار الاسباني، ولا تتوفر على أدنى مواصفات الجودة والسلامة الطرقية". وفي نفس الصدد، قدم عبد العزيز الرباح وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، تعازيه لأسر ضحايا فاجعة طانطان على صفحته الفايسبوكية، في الوقت الذي طالبه العديد من الفايسبوكيين على ذات موقع التواصل الاجتماعي بتقديم استقالته باعتباره المسؤول الأول عن القطاع.