في الوقت الذي استبشرت ساكنة إقليمطانطان بمشروع توسعة وإصلاح المسلك الطرقي الرابط بين مطار طانطان ومدينة الوطية على مسافة يبلغ طولها حوالي 18 كلم، وتمتدّ مدة انجازها 14 شهرا ابتداءً من أكتوبر 2013، أصبح هذا المسلك الطرقيّ يثير تذمّر ساكنة المنطقة وعابريه. المشروع كان يحمل في طياته العديد من الانعكاسات الايجابية على التنمية المحلية والسلامة الطرقية، لكن بعد أن باشرت الشركة المكلفة بإنجازه أشغالها تحولت الفرحة إلى كابوس يقض مضجع ساكنة الإقليم ومستغلي هذا المسلك الطرقي الذي يربط بين المغرب ودول جنوب الصحراء، حيث أصبح يعرف عدة حوادث. وأكد مصدر محلي لجريدة هسبريس أنه بمجرد انتهاء الشطر الأول بهذه الطريق، برز خلاف بين المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل بطانطان والشركة المكلفة بأشغال التوسعة بخصوص الاعتمادات المالية المرصودة للمشروع وبعض الإجراءات الإدارية، مما تسبب في توقف الأشغال لحوالي أكثر من أربع أشهر. وقد تسبب تعطل الأشغال في تهديد سلامة مستعملي الطريق، خاصة أنها ضيقة وجنباتها حادة، لا سيما أن هذه الطريق تعرف حركية كبيرة لشاحنات نقل البضائع والحافلات، حيث لا تبعد سوى ب15 كيلومترا عن مكان "فاجعة طانطان"، الذي شهد أخيرا حادثة سير أودت بحياة 35 شخصا أغلبهم أطفال. وأكد سائق طاكسي لهسبريس أن هذه الطريق تحولت إلى مسالك خطيرة تهدد سلامة سائقي مختلف العربات الذين يسلكونها يوميا لكونها طريقا دولية، وأضاف نفس السائق أن الأشغال المتوقفة خلفت العديد من الحفر والتشققات. هذا التعثر في المشروع أثار موجة غضب واستياء في صفوف المواطنين و المسافرين، وتزداد حدة مخاوفهم كل سنة مع اقتراب فصل الصيف، بحيث يعرف هذا المسلك الطرقي حركة دؤوبة وإقبالا كثير لمرتادي شاطئ طانطان الذي يعبرون منه. وفي المقابل لم تنته فترة الأشغال، حيث من المفروض أن تنتهي بداية السنة الجارية، وكما عاينت هسبريس لم تتمّ توسعة سوى 200 متر من أصل 18 كلم، وفي نفس السياق أشار أحد المنتخبين أن الشركة المنفذة ظلت تعاني من نقص في المعدات والآليات. وبعد مضي الأشغال لأكثر من سنة ونصف إلا أنه لم يكتمل حتى الآن المشروع، وما يزال الطريق مشكلا كبيرا تزداد حفره وتتآكل قارعته، ويتصاعد غباره، ليزيد السكان مآسي جديدة تتمثل في حوادث تحصد أرواح الأبرياء.