تجمعان نقابيان، ومسيرة احتجاجية، واستنفار أمني، ومقاطعون، أهم ما ميزال احتفالات بعيد الشغل بمدينة الناظور، حيث استجابت أغلب التمثيليات النقابية لدعوة مقاطعة تخليد العيد العمالي الذي دعت إليه مركزيات نقابية، احتجاجا على ما أسمته "السلوك الحكومي اللامسؤول اتجاه النقابات". واستفاقت الناضور، صباح اليوم الجمعة، على إيقاع انتشار واسع لرجال الأمن في كل مكان، ومنع لركن السيارات بشوارع المدينة، فيما غابت تجمعات نقابات ظلت إلى وقت قريب تحشد العشرات أمام منصاتها، من أجل انتقاد الحكومة والتنديد بسياستها الاجتماعية إزاء الطبقة الشغيلة". الفيدرالية الديموقراطية للشغل كانت الاستثناء من بين المقاطعين، حيث عقدت تجمعها قبالة ساحة التحرير بالناظور، وردد المنتسبون إليها شعارات منتقدة لسياسة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، واصفين إياها ب"اللاشعبية والماسة بحقوق ومكتسبات الطبقة العاملة". ولم تخل شعارات هذه النقابة من انتقاد وصف بنكيران للمعارضة بالسفهاء، واستحضار قضية "الكوبل الحكومي"، سمية بنخلدون والحبيب الشوباني، فيما تم التذكير بما أسمته "فضائح" كل من الوزير عبد العظيم الكروج، ومحمد أوزين، وزير الشباب والرياضة السابق. الكاتب المحلي لفرع الفيدرالية، وفي كلمته أمام العشرات من المنتسبين للتنظيم النقابي، اعتبر أن التشاور مع المركزية النقابية أفضى لقبول عقد التجمع الخطابي كاستثناء، وذلك بهدف التطرق إلى المشاكل المحلية، معلنا عدم تفعيل مسيرة احتجاجية كما جرت العادة بذلك. واعتبر المتحدث أن سياسة الحكومة، المعتمدة على الزيادة في الأسعار، وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وفشلها في محاربة الفساد واقتصاد الريع، وعدم الاستجابة لمطالب فئة العمال، أجبر النقابات على مقاطعة الاحتفالات، مقدما مجموعة مما وصفها ملفات عالقة محليا تستوجب النضال". تجمع نقابي آخر شهدته أحد ساحات المدينة، والذي التأم حول منصته منتمون للنقابة المتوسطية للنقل والمهن، حيث رددوا شعارات منتقدة لوضع الطبقة الشغيلة، مطالبين بالعمل على الاستماع لجميع المطالب التي ينادون بها، والحسم في ملفات مطلبية أخرى. مسيرة موحدة جابت شوارع المدينة، نشطها منتمون لفرع الناظور من الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والاتحاد الوطني لطلبة المغرب موقع سلوان، حيث نددوا بالتضييق على الاحتجاجات، واستمرار الاعتقالات السياسية، مطالبين بالكف عن التراجعات الحقوقية. وطالب المحتجون بضرورة العمل على إصلاح التعليم الجامعي، والاستماع لمشاكل جميع الفئات المجتمعية، والعمل على حلها، وتوفير الشغل للمعطلين، والكف عن استهدافهم بالاعتقالات والمحاكمات، داعين إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين. الإعلان عن مقاطعة الاحتفالات بالعيد الأممي للشغل، لم يثن المنطقة الإقليمية لأمن الناظور عن استنفار جميع عناصرها للتواجد بالشارع العام، والسهر على حسن مرور الاحتفالات في جو آمن، حيث تمت الاستعانة بتعزيزات أمنية من مدينة زايو، والمدن المجاورة، فيما لوحظ تفعيل دوريات جابت جميع شوارع المدينة.