وجه صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، مجموعة من الرسائل المشفرة للأمناء العامين لأحزاب المعارضة الذين يتهمون حزبه بأنه مجرد حزب "مكمل" للأغلبيات في عهد الحكومة الحالية وبعض الحكومات السابقة وقال مزوار، خلال تجمع جماهيري نظمه حزبه مساء يوم الخميس بمدينة الدارالبيضاء، أن الRNI هو "حزب وطني يتجاوز عمره 40 سنة، ويضم مجموعة كبيرة من الكفاءات، التي كانت لها كلمتها في العديد من المحطات الحاسمة". وأورد نفس المتحدث لدى تطرقه لموضوع التسيير في مدينة الدارالبيضاء، إن التجمع الوطني للأحرار هو من تمكن من إخراج العاصمة الاقتصادية من"عنق الزجاجة" ومن حالة الاحتقان و"البلوكاج" الذي أصاب دواليب تسيير مجلس المدينة. رئيس التجمع الوطني للأحرار ، وجّه كلامه بشكل غير مباشر لعمدة مدينة الدارالبيضاء المنتهية ولايته، "هل نسوا العمل الكبير الذي قام به محمد بوسعيد عندما كان يشغل منصب والي مدينة الدارالبيضاء، من أجل تجاوز حالة الجمود التي أثرت سلبا على المصالح الكبرى للمدينة". واستطرد قائلا "إذا نسوا سنذكرهم بالأمر، فزميلنا بوسعيد هو من فك هذه العقدة، ونجح في إعادة الأمور إلى نصابها، ورفعت حالة الشد والجذب بين مكونات الأغلبية المشرفة على تسيير العاصمة الاقتصادية". كما تطرق مزوار إلى مساهمة حزبه في ما وصفه بتقريب وجهات النظر بين مكونات الأغلبية الحكومية في العديد من المحطات التاريخية، حيث قال "حزبنا لم يأت من السماء، بل هو وليد المجتمع المغربي، ولم يتأسس في خضم الصراعات والتنافر حول السلطة بل ولد في مرحلة بناء المغرب الجديد بثقافة جديدة وبإرادة جديدة". وأشار في هذا النطاق إلى الدور الذي لعبه حزبه في مرحلة التناوب التوافقي، حيث قال إن المغرب كان في حاجة لحزب قادر على بناء الاستقرار وتقريب المسافات ورفع التحديات، والتجمع الوطني للأحرار لعب هذا الدور. وقال رئيس الRNI "التجمع الوطني لعب دورا حيويا في حكومة التناوب التوافقي، وهنا أطرح سؤالا لهؤلاء (الفهايمية) الذي يقولون إن التجمع حزب مكمل للأغلبيات الحكومية، ماذا لو لم يدخل التجمع لحكومة التناوب التوافقي ماذا كان سيقع في المغرب؟". وأشار إلى الدور الحيوي الذي لعبه الأحرار في حكومة عباس الفاسي، وأورد "لعبنا دورا هاما في تلك المرحلة ، قبل أن تأتي محطة 2011 بمخاضها لنعلن بعدها خروجنا للمعارضة، وأثناء ذلك عانت الحكومة من الفشل الذريع وارتفعت أصوات في بلادنا وطلبت من حزبنا الالتحاق بالحكومة وهو ما كان، لترتفع نفس الأصوات لتقول مرة أخرى إن الأحرار حزب مكمل للحكومة". وأفاد مزوار أن مجيء التجمع إلى الحكومة الحالية ساهم في بناء الثقة بين مكوناتها، وهو ما كانت تفتقد إليه في نسختها الأولى، مضيفا أنه "بعد سنتين من تقلدنا المسؤولية، سجلنا استقرار الحكومة، وأصبحت تعمل والتحقت الكفاءات وتقدمت البلد". وتابع نفس المتحدث قائلا "التجمع هو حزب الاستقرار وتقريب وجهات النظر وحزب الجد ورفع التحديات الذي يضع أولا مصلحة الوطن"، وخاطب أحزاب المعارضة بشكل ضمني بالقول "هذا الحزب أشرف منكم وهو حزب كفاءات". وفي معرض تعليقه على ما يروجه خصوم مزوار حول تبعية الRNI للقصر، قال رئيس التجمّع الوطني للأحرار "نعم نحن تابعون للقصر، وهو متجذر في المغرب وله قرون في هذا البلد ، وهو يلعب دوره كمؤسسة ملكية ويساهم في بناء البلد واستقرارها ويحافظ على طمأنينة البلاد ونفتخر به".