اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بجملة مواضيع في مقدمتها الأوضاع في فلسطينين في ظل المواجهة بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال، والأزمة السورية ومشكلة اللاجئين خاصة السوريين منهم، والحرب في اليمن ، والإنتخابات التشريعية في تركيا، ومواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في عمود للكاتب الصحفي المخضرم مكرم محمد أحمد عن لقاء فيينا وقالت إنه لأول مرة يلتقي وزيرا خارجية السعودية وإيران وجها لوجه بعد أن وجدت واشنطن نفسها مرغمة على قبول دعوة إيران لحضور المؤتمر" لأن طهران تعتبر جزءا من الحل يستحيل وجود تسوية سلمية للأزمة فى غيبتها". وبعد أن أشارت إلى أن بقاء الرئيس بشار الأسد من عدمه ما زال محل خلاف قالت إنه لا يبدو حتى الآن امكانية بزوغ تيار ثالث داخل المؤتمر يتبنى حلا وسطا " ولهذه الاسباب يكاد يتعذر على مؤتمر فيينا الذى تم توسيعه (..)الوصول إلى قرار واضح ينهى الحرب ويفتح طريق التسوية السلمية". وفي الشأن الداخلي تحدثت صحيفة (الجمهورية) عن دور الإعلام المصري والإنتقادات الموجهة له مؤخرا لطريقة معالجته لعدد من القضايا وقالت إن لا أحد ينكر مدى خطورة غياب الرؤية الإعلامية الصحيحة لما يجري في مصر من أحداث منذ ثورة 25 يناير ثم 30 يونيو. وأكدت أن " المؤسسة الإعلامية على حالتها الراهنة(..)تواجه مأزقا خطيرا ليس أمام الحاكم وحده بل أيضا أمام الشعب الذي يريد الأمن والاستقرار(..)بينما معظم الإعلام غائب في واد آخر يطرح قضايا فرعية تثير الخلافات الفئوية والشخصية ". وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها عن انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في كلمة له الإعلام المصري وما يبدر من بعض الإعلاميين وتصرفاتهم التى تسىء للدولة وقالت إن "أزمة الإعلام المصرى فى وقتنا الراهن تكمن فى انفلاته، فقد أصبح جزءا منه خاصة المرئى فوضويا" . وفي قطر ، نوهت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها بفوز حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) وبجدارة في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الاول ونجاحه في استعادة الغالبية المطلقة مرة أخرى . وقالت الصحيفة "إن الإرادة الوطنية للشعب التركي أظهرت تأييدها للاستقرار في تركيا كما أن هذه النتائج جاءت انتصارا للديمقراطية ". على صعيد آخر ، أكدت صحيفة (الشرق) أن التغيير في سوريا "بات قريبا وأن إرادة الشعب السوري ستنتصر وسيرحل الأسد إما سياسيا أو عسكريا ، كما ان أيام نظامه معدودة، وأي تدخل لن يطيل من عمره، وإنما يفاقم معاناة الشعب السوري. " واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "سوريا.. حتمية التغيير " أن اجتماع فيينا خطوة باتجاه الحل السياسي، مشددة على ضرورة وقف الحرب والمجازر التي ترتكب من قوات النظام وحلفائه، و مؤكدة على أن حماية المدنيين من واجب المجتمع الدولي. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) في مقال أنه يتعين أن تعمل بلدان المنطقة على بناء "نموذج للقوة"، هدفه الأساسي قدرة دول المنطقة على الدفاع عن نفسها، وتمكنها من حماية مكتسباتها. وشدد كاتب المقال على أن الأخطار التي تواجهها المنطقة " حقيقية وعميقة، ما يعني أنها يمكن أن تؤدي إلى صراعات أكبر وأكثر اتساعا وأبعد تأثيرا من منطقة الشرق الأوسط"، وهو ما يتطلب إعادة النظام الدولي صياغة الحلول التي يقدمها لدولها التي تعاني من الإرهاب الداخلي والتدخل الخارجي. وأكد أن "أكثر المطالبين بذلك هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، الحليف الاستراتيجي الذي فقد ثقة حلفائه في الخليج والمنطقة العربية، خصوصا بعد موقف واشنطن مما يسمى بالربيع العربي، ومن الملف النووي الإيراني". أما صحيفة (البيان)، فأبرزت في افتتاحيتها أنه "بعد الإنجازات الباهرة التي حققتها قواتنا المسلحة في اليمن، تستعد دفعة جديدة من قواتنا للمشاركة في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، فيما تعود الدفعة الأولى من أبطالنا الذين شاركوا باستبسال في تحرير أجزاء كبيرة من اليمن، يعودون وقد حققوا انتصارات كبيرة". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، أن مشاركة الجيش الإماراتي في اليمن كشفت أنه "جيش متقدم واحترافي ومعاصر، حين تعني المعاصرة الدخول في العصر بإمكانات العصر، ثم مواكبة مستجدات العلم والعمل ". واستعرضت الصحيفة جانبا من منجزات الجيش في اليمن، حيث كان له حضور لافت ومؤتمر، وأسهم بشكل أساسي في "تحرير عدن من براثن جماعة الحوثي والمخلوع صالح". وفي الأردن، قالت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، إن معاملة اللاجئين "الصلفة" في أوروبا شكلت "مفاجأة صاعقة" للإنسانية بأسرها، ذلك أن أوروبا التي حملت ألوية حقوق الإنسان والحريات "ذعرت من أفواج اللاجئين وأصابها ذهول تسبب في شلل منظومة الأخلاق". وحسب الصحيفة، فإن أزمة اللاجئين كشفت حقيقة أن قبول الآخر في أوروبا "يكاد يكون معضلة، فحتى من يعيشون بين ظهراني بعض من دول غرب أوروبا منذ سنوات طويلة يجاهرون بمشاعر تحمل الألم من صعوبة اندماجهم". وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "تحديد أهداف الانتفاضة¿"، أنه لم يتم تطوير أهداف فعلية مباشرة للهبة الفلسطينية الحالية، "فإذا كان هناك اتفاق فلسطيني عام على أن هدف أي حراك فلسطيني هو بالضرورة إنهاء الاحتلال (...) إلا أنه لا يوجد في المدى المنظور تصور واضح لطبيعة الهدف المتوقع من الحالة الراهنة في فلسطين". واعتبر كاتب المقال أن افتراض أن هدف إنهاء الاحتلال كنتيجة لهذه الهبة "غير ممكن"، وأن الظرف الموضوعي والدولي "غير مواتيين لطرح أو توقع نهاية احتلال"، ليخلص إلى القول إنه لو حدث "التجاوب مع الفعل الشعبي المقاوم من قبل السياسيين، فإن هذه فرصة لترجمة مثمرة للطاقة الشعبية الراهنة". وفي مقال بعنوان "وقفة مع نتائج الانتخابات التركية "،أبرزت صحيفة (الدستور) "تكتيك" رجب طيب أردوغان في "العزف على الوتر القومي التركي، أظهر نجاعة فائقة، بعد أن أخفق (تكتيك) العزف المنفرد على وتر (الهوية الإسلامية السنية) للبلاد". وعلى صعيد السياسة الخارجية، تستطرد الصحيفة، فإن نتائج هذه الانتخابات لم تحمل أخبارا سارة للنظام في دمشق، "ولا لحلفائه في موسكووطهران، والمؤكد أن عددا من العواصم العربية، تلقت الخبر بكثير من الامتعاض والضيق". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن مشكلة الدولة الريعية أنها لا تساعد كثيرا على تنويع مصادر الدخل بسبب الثقافة التي تولدها في المجتمع، ولا تساعد على الإنتاجية والابتكار، مبرزة أن القول إن هناك مخاوف من مراجعة هذا النموذج "قول مردود عليه، فاحتمالات المستقبل تتطلب مراجعات مستمرة". وأوضح رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "هل كان خيار الدولة الريعية كخيار استراتيجي صحيحا¿"، أن نموذج الدولة الريعية كان مناسبا للدول الخليجية طوال فترة القرن العشرين، "ولكن لمرحلة ما بعد القرن العشرين يبدو أنه غير مناسب ويتطلب نقاشا سريعا، وإجراءات فعالة لضمان أمن واستقرار هذه الدول ". وفي مقال بعنوان "الفساد والطائفية"، قالت صحيفة (الوسط) إن ما حدث في سورية والعراق من انهيار لسلطة الدولة في مناطق شاسعة لم يأت بسبب عوامل خارجية فقط، موضحة أنه "في الوقت الذي تضافرت جهود من خارج هاتين الدولتين لإفساح المجال للإرهابيين للسيطرة على مدن وموارد إستراتيجية، فإن انتشار الفساد الإداري - السياسي، وانتشار الطائفية، ساهما بشكل مباشر في انهيار جيوش بكاملها، وسقوط مدن بمجتمعاتها بسرعة مذهلة". وكتب رئيس تحرير الصحيفة أن الفساد والطائفية يخلقان الفرصة لانتشار العنف والإرهاب، كما يوفران الأرضية لانتشار الاستبداد والقمع، وفي النهاية لا يحققان أمنا أو استقرارا، ويتسببان في إنهاك الإمكانات وتمزيق نسيج المجتمعات، وتوتير الأجواء بما يشتت الجهود، ويضعف قدرة البلدان على الصعود مقارنة مع البلدان الأõخرى التي لا تعاني من هذه الأمراض. وبلبنان، كتبت صحيفة (المستقبل) في افتتاحيتها إنه "لا بديل أمام اللبنانيين سوى الحوار أيا تكن مصاعبه ومتاعبه ومطباته"، كما أن "تراكم الأزمات ذات الأبعاد الوطنية الشاملة، ما عاد يحتمل ترف الانتظار أو القعود من دون أي مبادرة لمعالجة ما يمكن معالجته منها". وفي ذات السياق، وبخصوص أزمة رواتب العسكريين وقوى الأمن التي تأخر صرفها، أشارت صحيفة (الجمهورية) الى أن "سياسة حافة الهاوية" تحولت "إلى نهج تعتمده وتحترفه معظم القوى السياسية التي عندما شعرت أن إقحام الجيش في الخلافات السياسية ستكون تداعياته كبيرة عليها، تراجعت فابتكرت صيغة استثنائية أمنت بموجبها رواتب العسكريين". أما (السفير) فكتبت تحت عنوان " رواتب العسكر في الجيوب.. بعد حفلة التهويل" أن الأمر "لم يصل الى حد تجمع أهالي العسكريين أمام مصرف لبنان أو وزارة المالية من أجل صرف أموال رواتب العسكر والضباط،(..) بل تم التوصل الى صيغة قانونية واستثنائية ومؤقتة، بعد حالة الضياع والارتباك وتقاذف المسؤوليات، تؤمن الرواتب لشهر واحد، على ان تجري قوننتها لاحقا من خلال مرسوم يصدر عن مجلس الوزراء مجتمعا".