اهتزت المؤسسات التعليمية في مدينة تارودانت، يوم الجمعة الماضي الذي تزامن مع إعطاء الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي الحالي، على وقع اغتصاب وصف بالوحشي. ضحية الاعتداء الوحشي تلميذة ذات 8 سنوات، والجاني هو معلمها الأربعيني. وحسب ما روته والدة الضحية، فإن تفاصيل الفاجعة تعود إلى يوم الجمعة الماضي. وأوضحت المتحدثة أن معلما يدرس في إحدى المؤسسات التعليمية بتارودانت قام ب"إدخال جهازه التناسلي في دبر التلميذة بالعنف، بعد أن هدّدها بالقتل إن أخبرت والديها"، مضيفة أن المتهم ظل ينتظر فترة خروج التلاميذ "واستغل خروجهم إلى ساحة المؤسسة التعليمية". ويورد الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال، الذي دخل كطرف مدني في الدعوى القضائية المرفوعة ضد المعلم، أن الاعتداء الجنسي جرى تنفيذه بطريقة بشعة وأنه أدى إلى أضرار جسيمة جسدية ونفسية للطفلة، "حيث رفضت العودة مجددا إلى مقاعد الدراسة، بعد أن دخلت في أزمة نفسية حادة". وطالبت الجهة الحقوقية ذاتها، ضمن بلاغ توصلت به هسبريس، بإصدار حكم مشدد في حق المعلم المذكور لا يقل عن 30 سنة سجنا وفقا لمقتضيات القانون الجنائي، "يجب على القضاء عدم التساهل أو التسامح بشأن هذه الجريمة البشعة.. خصوصا أن الضحية قاصر وتعرضت لاغتصاب مع استعمال العنف والتهديد من طرف رجل تعليم مسؤول عن حراسة التلاميذ وتربيتهم وتعليمهم كما له سلطة عليهم". واعتبر الائتلاف أن الاعتداء الجنسي على التلميذة الضحية باعتبارها قاصرا "جريمة تدنس براءة الطفولة، وتترك آثارا جسمية ونفسية وخيمة على شخصية الطفل طوال حياته"، مضيفا أن هذه الجريمة يصعب معالجتها في كثير من الحالات، "خاصة عندما يكون الاعتداء الجنسي مصاحبا بالعنف أو التهديد أو التعذيب". وأثارت الحالة، التي باتت تتكرر في السنوات الأخيرة داخل المؤسسات التعليمية بالمغرب، حنق النشطاء الحقوقيين وعائلات وأسر التلاميذ في تارودانت، خاصة أنها تزامنت مع أول أيام الموسم الدراسي الحالي؛ وهو اليوم الذي أشرف فيه الملك محمد السادس على الافتتاح الرسمي للسنة الدراسية بمدرسة "مولاي يوسف" بحي بني مكادة بطنجة، أشرف خلالها على التسليم الرمزي لمحفظات ومقررات مدرسية، في إطار المبادرة الملكية "مليون محفظة".