قلعة السراغنة إقليم شاسع يضمّ ساكنة تقارب 500000 نسمة، ارتبط ب"بويا عمر"، الضريح الذي جرى إغلاقه وترحيل نزلائه في عملية "كرامة"؛ وهو الإقليم الذي يراهن اليوم على تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية بفضل أوراش مفتوحة في عدد من القطاعات، بفضل موقعه الجغرافي بين مراكش وبني ملال. وعرف الإقليم ذاته هذا الموسم قلة التساقطات وارتفاع درجة الحرارة؛ ما أثّر على المنتجات الفلاحية التي يعتمد عليها الفلاحون، كالزيتون والحليب والخضروات؛ ما أدّى إلى ارتفاع أسعارها. كثرة وجودة المنتج تغري بالاستثمار حسن البوزيد، أحد المشرفين على إحدى "معاصر" الزيتون بإقليمقلعة السراغنة، قال في تصريح لهسبريس إن "الإقليم معروف على الصعيد الوطني بإنتاج الزيتون، ما شجّع على انتشار "المعاصر" العصرية والتقليدية به، ويقصده عدد من المواطنين من أجل الاستفادة من خيرات الزيتون"، مردفا بأن "المعاملة تنقسم حسب رغبة الزبون، إذ إن هناك من يريد شراء الزيت الجاهز، وهناك من يشتري الزيتون من الأسواق والضيعات ثم يتوجّه به إلى "المعصرة"". وحول المراحل أوضح المتحدث ذاته أنه "يتم أولا جني الزيتون وجلبه من الضيعات أو الأسواق من قبل المواطنين إلى المعصرة، وبعد وزنه يتم إفراغه وترقيمه في مكان خاص من أجل تنقيته، ثم نقله بالتدريج بواسطة آلة كهربائية إلى "الرّحى" من أجل الطحن، وبعدها ينقل ب"المصاور"، ثم يوضع تحت آلة أخرى للضغط خاصة بالعصر، لتمر الزيت بعدها عبر أنابيب، ثم تصفّى وتوضع في براميل حسب كمية الزيتون التي كان قد وضعها الزبون لدى صاحب المعصرة". مكتب الحوز..قلّة التساقطات أثرت على الإنتاج حسن فاصكا، منسّق مكتب الحوزبإقليمقلعة السراغنة، قال في تصريح لهسبريس إن المساحة المزروعة الخاصة بالزيتون تقارب 272 ألف هكتار. وبخصوص الموسم الفلاحي 2015/2016، قال فاصكا إن هناك ما يقارب 111 ألف طن من الزيتون، مسجّلا نقصا يقارب 30 في المائة بالمقارنة مع الموسم الفارط، بسبب قلة التساقطات، إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة السنة الحالية، وهو ما أدّى إلى ارتفاع الأثمان. وأشار المتحدث ذاته إلى أن إقليمقلعة السراغنة معروف بإنتاج الزيتون على المستوى الوطني، بالإضافة إلى الحليب والحبوب، موضّحا أنه "في إطار المخطط الأخضر جرى تكوين وحدات عصرية في ما يسمّى "نظام التجميع"، لفائدة الفلاحين الصغار لتحسين المردودية، بالإضافة إلى غرس عدد من أشجار الزيتون في عدد من المناطق في إطار الدعامة الثانية للمخطط الأخضر الذي يدخل في إطار الفلاحة التضامنية". المجلس البلدي يطلب ودّ المستثمرين نور الدين أيت الحاج، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة قلعة السراغنة، أشار إلى النقص الحاصل على مستوى البنية التحتية للوحدات الصناعية من أجل إدماج شباب الإقليم في الحياة العملية، مرحبا بالمستثمرين، وموضّحا أن المدينة تتوفر على فرص تتمثّل في الوعاء العقاري للمنطقة الصناعية، الذي يقارب 60 هكتارا وضعها المجلس رهن إشارة المستثمرين بثمن رمزي. وأوضح أيت الحاج أن القلعة تعتبر أكبر منتج للزيتون والحليب واللحوم الحمراء والبيضاء التي تسوّق بطريقة بدائية، داعيا المستثمرين إلى إنشاء المجازر العصرية بما يسمح بتوفير فرص الشغل للشباب. وأوضح الرئيس ذاته أن المجلس البلدي قام بإنشاء فضاءات لتنظيم الباعة المتجولين، لتسهيل ممارستهم للأنشطة التجارية بالمدينة، إلى جانب مشاريع تنموية عدّة منها دار للجمعيات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى ملاعب القرب ومركب ثقافي ومركب ديني في طور الإنجاز، وآخر للحرفيين ومؤسسات صحية.