اهتمت الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية بتطورات سياسة الهجرة المثيرة للجدل المقترحة من قبل إدارة ترامب، وبالنقاش بشأن التحويلات الفدرالية في مجال الصحة الموجهة إلى الأقاليم في كندا. وتحت عنوان "قيود تهدد وعد ترامب لكبح الهجرة"، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن جهود الرئيس الأمريكي الرامية لتأمين الحدود ومكافحة المهاجرين غير الشرعيين تواجه مشاكل لوجستية جدية، بالإضافة إلى التحديات القانونية التي تهدد قدرته على الحفاظ على وعد الحملة الانتخابية، مبرزة أن التدابير المتوخاة تتطلب موارد ضخمة، من بينها توظيف 15 ألف عنصر جديد من أفراد شرطة الحدود والهجرة. في سياق متصل، لاحظت صحيفة (واشنطن بوست) أن محاولات إدارة ترامب لتجسيد خطاب الحملة الانتخابية في مجال الهجرة يواجه عقبتين رئيسيتين تتمثلان في تعقيد إصلاح نظام للهجرة، وغياب مقاربة من جانب الرئيس من أجل تغيير ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي سعى فيه ترامب لاستخدام صلاحياته التنفيذية خلال الأسابيع الأربعة الأولى في البيت الأبيض من أجل الالتفاف على العقبات التشريعية والبيروقراطية وإحراز تقدم سريع في وعوده، فإن أهدافه ووسائل تحقيقها كانت "غامضة". وبخصوص البداية الصعبة لإدارة ترامب، لفتت صحيفة (بوليتيكو) إلى أن مرشحي الرئيس ترامب يظلون إلى غاية اليوم معرقلين، وأن الجمهوريين منقسمين بشدة بشأن الرعاية الصحية والضرائب. وأوضحت الصحيفة أنه في مجلس الشيوخ عرقل الديمقراطيون اختيارات ترامب، مما أدى إلى تأخير أجندة الحزب الجمهوري إلى غاية الربيع، في وقت أثارت فيه الخلافات بين الجمهوريين في مجلس النواب بشأن الرعاية الصحية وزيادة الضرائب شكوكا جدية بخصوص ما إذا كان مشروع قانون بشأن أي مسألة أخرى سيتجسد في الأفق. على صعيد السياسة الخارجية، ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن نائب الرئيس، مايك بينس، أعرب في ميونيخ عن الدعم الراسخ لإدارة ترامب في منظمة حلف شمال الأطلسي، مؤكدا أيضا على أحد الجهود الملموسة لإدارة ترامب لطمأنة الشركاء القلقين، لكنه طالب بأن تكثف أوروبا من نفقاتها العسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسالة تشكل جزء من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة الأمريكيةالجديدة لطمأنة أوروبا، مذكرة بأن وزير الدفاع جيمس ماتيس حمل الرسالة ذاتها إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، كما هو الشأن بالنسبة لوزير الخارجية، ريكس تيلرسون، خلال اجتماع مجموعة ال20 في بون. بكندا، كتبت (لودروا) أن حكومة كولومبيا البريطانية توصلت إلى اتفاق مع أوتاوا بشأن التحويلات الفدرالية في مجال الصحة، مشيرة إلى أن إبرام هذه الاتفاقية يشكل قطيعة مع لهجة الحكومة الليبرالية بزعامة كريستي كلارك، الذي حافظ دائما على معارضته لعرض الحكومة الفدرالية، والذي كان متضامن مع الجبهة الموحدة للأقاليم المتمردة مع كيبيك وأونتاريو وألبرتا ومانيتوبا. بدورها، قالت (لو جورنال دو مونريال) إن الجبهة المشتركة للأقاليم في ملف التحويلات في مجال الصحة تستمر في التآكل مع توقيع اتفاق بين كولومبيا البريطانية وأوتاوا، مبرزة أن الاتفاق لمدة عشر سنوات ينص على غلافات مالية بقيمة 1.4 مليار دولار، منها 785 مليون دولار بالنسبة للعلاجات بالمنزل و655 مليون دولار في مجال الصحة العقلية. من جهة أخرى، أبرزت (لابريس) أن رئيس الوزراء جوستان ترودو، يبدو أنه أجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يود في أن يؤدي كافة أعضاء حلف شمال الأطلسي "حصة عادلة"، بالتأكيد في برلين على أن كندا تشهد على التزامها تجاه الحلف الأطلسي بطريقة تتجاوز مجرد النفقات العسكرية. بالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن المكسيك، وعشرة بلدان أخرى، وقعت في برازيليا بالبرازيل، إعلانا بشأن التعاون القانوني لمكافحة الفساد بعد قضية الرشوة لشركة البناء أودبريشت، التي مددت، وفقا للتحقيقات، في كافة أنحاء القارة. وأضافت الصحيفة أن البيان يتضمن تعزيز فرق دولية للتحقيق في القضية، مشيرة إلى أنه في الحالة المكسيكية فإن تحقيق قطاع العدالة أكد أنه قد تم تلقي رشاوى بأزيد من 10 ملايين دولار في شركة شبه حكومية، لذلك فتحت شركة النفط المكسيكية تحقيقا داخليا. أما صحيفة (لاخورنادا) فأبرزت أن أسعار البنزين والديزل ستنخفض بمقدار سنتين للتر الواحد، وستظل على هذا المستوى لمدة ثلاثة أيام ومن ثم سيتم إعادة النظر فيها الثلاثاء المقبل، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الحين فإن السعر قد يتغير يوميا حسبما ذكرت وزارة المالية والائتمان العام. ببنما، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أن مصداقية النظام القضائي بالبلد أصبحت في الحضيض بعد الانتقادات المتعددة التي طالت بعض المتابعات "الانتقائية" أمام العدالة، موضحة أن تدخل السياسية في بعض الملفات يضر بسير المؤسسات القضائية بشكل جسيم. ونقلت الصحيفة عن مجموعة من المراقبين أنه أمام هذا الخلل في سير المؤسسية القضائية، قد "يكون الوقت قد حان لطلب مساعدة قضاة دوليين للفصل في بعض قضايا الفساد الكبرى، لتفادي التأثير على القرارات والأحكام القضائية". في موضوع آخر، أشارت صحيفة (لا إستريا) أن الحكومة تعول على وزير الأمن العمومي ألكسيس بيتانكور لاستعادة مجموعة من الأموال المهربة والمختلسة في إطار قضايا فساد خرجت للعلن خلال الأشهر الأخيرة، مبرزة أن اختيار هذا الوزير كان لدواع تقنية صرفة لكونه على اطلاع على مساطر التحقيق وطرق الاختلاس وتبييض الأموال وتهريبها إلى الخارج بسبب خبرته على رأس وحدة تحليل البيانات المالية.