يحتفظ محمد البريني، الرئيس المؤسس لأول يومية خاصة صادرة باللغة العربية، بالكثير من التفاؤل المشروط حيال مستقبل الصحافة الورقية، التي تمر في المغرب من أحلك أيامها، بسبب التراجع الكبير لمبيعاتها ومداخيلها من الإعلانات، إلى درجة أن المتحدث لم يستبعد أن تفقد الصحافة الورقية معركتها أمام الصحافة الرقمية. ولا يخفي البريني افتخاره بتجربته في مجال الصحافة الحزبية والتابعة للقطاع الخاص، هو الذي قاد منذ 18 سنة تجربة إطلاق يومية "الأحداث المغربية" التي حققت أرقاما قياسية في المبيعات لامست سقف 180 ألف نسخة؛ وهو المعدل الذي لم تتمكن أية يومية بلوغه بعد ذلك. البريني، الذي حلّ ضيفا على مؤسسة HEM للتعليم العالي الخاص، رسم صورة قاتمة وصفها بالواقعية لوضعية الصحافة الورقية في المغرب، معتبرا أن الصحافة الوطنية الورقية ومسيري مؤسساتها مطالبون بالبحث عن نموذج اقتصادي للمقاولات الصحافية، من أجل تمكين القطاع الإعلامي الورقي من مواجهة التحديات التي تفرضها ظاهرة رقمنة المنصات الإعلامية على الشبكة العنكبوتية والتطبيقات الذكية، وتوسع هيمنة الصحف الإلكترونية على المشهد الإعلامي في المغرب. وفي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس المؤسس لأول يومية خاصة صادرة باللغة العربية أن استمرارية الصحف الحزبية تظل محط تساؤل في ظل عدم قدرتها على مواكبة التطورات وحاجيات القارئ، يعتبر المتحدث أن الصحف الورقية المستقلة يتوجب عليها أن تتأقلم مع المعطيات الجديدة وتبحث لها عن إطار يحميها من الاندثار. ويقول البريني: "وضع الصحف الورقية المستقلة بالمغرب مقلق للغاية، نظرا لتراجع عدد القراء من جهة، ومن جهة ثانية لتقهقر مداخيل الإعلانات التي أصبحت تتحول نحو الصحافة الرقمية"، مضيفا: "بشكل عام، يجب التأكيد على أن الجرائد الحزبية تحتضر في المغرب، كما أن الصحف الورقية المستقلة ليس بمقدورها الصمود أمام كبار المعلنين". وأكد شيخ الصحافة المستقلة في المغرب أن "من سوء حظ هذه الصحف المستقلة أنها ترعرعت في الوقت الذي شهدت فيه الصحف الرقمية طفرة حقيقية، وهي تعاني اليوم من أزمة ولا أستبعد أن تخسر الصحافة الورقية معركتها أمام الصحافة الرقمية الجادة".