بأحلام بسيطة لكن هدفها مصلحة الشعب، يتقدم هذه الأيام المئات من المغمورين لخوض الانتخابات الرئاسية في إيران مثل الشاب الجامعي عليرضا راستي، الذي يقترح إضافة وزارة جديدة للسعادة، رغم انه من المستبعد أن يتجاوزا تصفية مجلس صيانة الدستور، المكلف بفحص طلبات الترشح. واستقبل مقر وزارة الداخلية في طهران منذ 11 أبريل الجاري مئات الأشخاص من جميع الأعمار والظروف، بعدما تم فتح الباب الترشح في الانتخابات المرتقبة خلال ماي المقبل. ويستطيع أي إيراني بالغ أن يسجل اسمه ويدخل بشكل مؤقت في عالم السياسة عبر التقدم للترشح للرئاسة حتى يعلن مجلس صيانة الدستور قبول عدد قليل للغاية من المرشحين النهائيين. وفي تصريحات ل(إفي)، أوضح راستي (20 عاما) بعد ملء استمارة الترشح أن هدفه إذا وصل إلى الرئاسة العمل على خفض معدلات البطالة بين الشباب وإيصال فريق كرة القدم الذي يشجعه "استقلال طهران" إلى الفوز ببطولة دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة. وتابع "سوف اختار الوزراء من بين زملائي في الجامعة.. حاليا يوجد 17 وزيرا في الجمهورية الإسلامية لكن سوف يكون لدينا وزارة جديدة للسعادة". ومثل روستي، الذي جاء من مدينة شيراز الواقعة جنوبي إيران بدافع الشغف لرؤية ماذا يحدث وأي الشخصيات تتطلع إلى الرئاسة، هناك العديد من الأشخاص الذين ينظرون للتقدم للترشح في الانتخابات كتجربة جديدة أو لعبة. ويوجد أشخاص على قناعة بالقدرة على المساهمة بمعارفهم في القيادة وتحسين الدولة مثل النائب السابق والطبيب محمد علي كوزيجار (52 عاما) صاحب التوجه الإصلاحي. وفي تصريحات ل(إفي)، قال كوزيجار الذي قد يكون غير مستعد للتراجع لصالح مرشح آخر من نفس الأيديولوجية إن "برنامجي وشعاري هو حكومة الرفاهية وتقوم فكرتي على إنفاق أموال إيران في إيران وفي تطوير حياة الإيرانيين". وتناوب تكتلا الإصلاحيين والمحافظين المعروفين بالمبدئيين، بوصفهما التيارات الرئيسية في إيران، على السلطة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في 1979. ولم يؤكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، المنتمي للتكتل الأول، بشكل رسمي أنه يبحث عن إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، إلا أن ترشحه يعد أمرا محسوما. ويراهن التكتل المحافظ على رجل الدين، إبراهيم رئيسي، المقرب من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي. وفي اليوم الثاني بعد فتح باب الترشح، تقدم الرئيس السابق أحمدي نجاد، -ما ينظر إليه على أنه مفاجأة لأن خامنئي نصحه بعدم الترشح- إلى جانب حميد بقايي الذي تولى منصب نائب الرئيس مرتين في عهد نجاد. وحتى الآن، تقدم للترشح عشرة شخصيات معروفة ولديها خبرة في المناصب السياسية، ما تعد نسبة ضئيلة من بين أكثر من 600 شخص، أغلبيتهم العظمى من الرجال، ذهبوا لوزارة الداخلية لتسجيل بياناتهم. وبدأت الثلاثاء عملية تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية وتستمر حتى 15 أبريل الجاري. وستعلن وزارة الداخلية قائمة المرشحين المقبولين من جانب مجلس صيانة الدستور بين 26 و27 أبريل. ومن المقرر أن تنطلق الحملة الانتخابية في 28 من أبريل الجاري وتستمر حتى 17 من ماي، قبل يومين من موعد إجراء الانتخابات التي يصوت خلالها الإيرانيون أيضا لاختيار ممثليهم بالمجالس البلدية.