اعتبر أشرف الطريبق، رئيس مركز هسبريس للدراسات والإعلام، أن الأزمة التي تعيشها اليوم الصحافة المغربية كشفت عن "هشاشة الصحافة الورقية"، مرجعا الأمر إلى أزمة النموذج الاقتصادي للمقاولة الصحافية. وأوضح الطريبق، الذي كان يتحدث ليلة الأربعاء في برنامج "مباشرة معكم" على القناة الثانية، بحضور عدد من الوجوه البارزة في المجال الإعلامي، أن الصحافة المغربية تعيش أزمة نموذج اقتصادي؛ إذ اعتمدت على المعلنين ودعم الدولة دون أن تواكب الثورة التكنولوجية الحديثة. وما زاد من تعميق هذه الأزمة، يردف المتحدث: "تعدد الوسائط والوسائل التي يمكن أن ينهل منها القارئ المغربي؛ حيث يفضل الوسيلة الأرخص والأسهل". وبخصوص علاقة الصحافة الورقية بالإلكترونية، لفت الطريبق إلى أن "المساوئ التي شهدتها الصحافة الورقية قد تنتقل إلى الإلكترونية"، مردفا أن أزمة الأولى قد تنطلي على الثانية، إلا أنه أكد أن انتشارها لم يكن بالأمر المتاح لو لم تقدم نوعا جديدا للمواطن، ضاربا بذلك المثال ببداية عهد الصحافة المستقلة التي استطاعت جذب القراء إليها حينها. وبعد أن شدد على أن الدعم الذي تقدمه الدولة للمؤسسات الإعلامية ليس كافيا لإنقاذها من أزماتها، لفت رئيس مركز هسبريس للدراسات إلى أن "الصحافة الالكترونية تعاني الأمرين؛ إذ إنها لا تستفيد من الاعلانات حيث بات المستشهر يقصد بشكل مباشر مواقع التواصل الاجتماعي". واعتبر رئيس مركز هسبريس للدراسات والأبحاث أن المؤسسات الصحافية الإلكترونية لا تطلب دعما من الدولة، بل ترغب في تمكينها من المعلومة، وتوفير التقنيات والوسائل التي تجعلها ذائعة الانتشار وتحظى بشعبية، الشيء الذي سيمكنها من الحصول على الإعلانات. وعكس الأصوات المنتقدة لاعتماد مفهوم الصحافي المواطن بالإعلام الحديث وجعله أحد مصادر المعلومة، دافع الطريبق عن هذا الأخير، مبرزا أنه "لولا انخراط مجموعة من المواطنين في نقل بعض الأحداث والوقائع، مثل فيضانات الجنوب، لما تحرك الصحافيون المهنيون إلى عين المكان لإنجاز تغطيات بشكل احترافي". ودعا المتحدث نفسه إلى التفكير الجيد في كون مستقبل الإعلام يكمن في الصحافة الإلكترونية، بالرغم من العلات التي يمكن أن تلحق بهذا النوع من الصحافة، مشددا على ضرورة تطوير محتواها حتى تقدم خدمة جيدة للمواطن ولمواجهة أعداء الوحدة الترابية.