استفحل مشكل الباعة المتجولين بساحة لالة آمنة وشوارع يوسف بن تاشفين والجنرال امزيان وابن رشد وسط الناظور ووصل مرحلة جد مستعصية؛ إذ أصبح الباعة الجائلون يحتلون الساحات والشوارع والأرصفة. فعندما تتجول وسط مدينة الناظور، تندهش لكمية ونوعية السلع المعروضة في كل مكان. شوارع وأزقة وممرات مزدحمة وباعة متجولون يفترشون الطرق ويروجون لسلعهم بأصوات عالية. منهم من يستعمل قطع قماش كبيرة يكوم فوقها سلعته، ومنهم من يظل مفترشا طول النهار إلى غاية الصباح ليبدأ من جديد في بيع بضاعته خوفا من أن يحتل مكانه شخص آخر، ومنهم من يجلس تحت مظلة مهترئة، ومنهم من يفترش الكارتون. سلع مستوردة وأخرى محلية، قديمة وجديدة، قد لا تراها في أي مكان آخر سوى في "الحي الإداري" وسط الناظور. المشهد الأكثر إثارة الذي يستغرب له المواطن الناظوري على وجه الخصوص، والوافد على المدينة على وجه العموم، هو تواجد أكبر الإدارات، كالمحكمة الابتدائية ومصلحة الضرائب والخزينة العامة والجمارك ومصالح وزارة النقل والقرض الفلاحي وبريد المغرب وبنك المغرب ومستشفى ومجموعة من الأبناك وأكبر مسجد بالإقليم "لالة آمينة"، ناهيك عن الوكالات التجارية والإدارية... وغيرها، يتوسطها سوق عشوائي من الباعة المتجولين. لم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل يعرف الحي الإداري فوضى عارمة نتجت عن هذا الوضع، تتجلى في انتشار القاذورات والفضلات وحتى نفايات الدواب المتراكمة هنا وهناك، وأصبح محيط مسجد "لالة آمينة" عبارة عن مطرح عشوائي، وبات المصلون لا يؤدون شعائرهم داخل المسجد في خشوع بسبب الضجيج الذي يصدره الباعة المتجولون، ونهيق الدواب، والصراخ عبر مكبرات الصوت. والوضع نفسه تعيشه الشوارع الرئيسية المجاورة. شكايات عديدة توجه بها أصحاب المحلات التجارية وجمعيات المجتمع المدني وجمعيات التجار إلى القائد وباشا المدينة وعامل الإقليم، توصلت هسبريس بنسخ منها، عقدت حولها مجموعة من الاجتماعات المباشرة معهم. وتطالب هذه الشكايات ب"فتح المنافذ والطرقات والأرصفة والساحات المحتلة بواسطة العربات اليدوية وعربات الجر والدراجات النارية، وإعادة الطمأنينة للمسجد وللمصلين والتجار والساكنة والمارة، والقضاء بشكل نهائي على الفوضى التي يعرفها الحي الإداري والشوارع والأزقة المجاورة له"، وفق أصحابها الذين بدى على وجوههم استياء وسخط عارمين، مبرزين أنهم يتلقون "وعودا شفوية وتسويفا لإيجاد حل لهذه الظاهرة الكارثية، لكن لا حياة لمن تنادي"، كما جاء في تصريحاتهم لهسبريس.