لم يُصدق الأهل والجيران بعد أن تلك الطفلة البريئة، التي كانت تلعب قبل أيام أمام منزلهم، تحولت إلى جثة بشعة بعدما تَمّ تقطيعها إلى أشلاء وحرق وجهها. خديجة ذات الست سنوات اختفت عن الأنظار الاثنين الماضي، قبل أن تتلقى والدتها خبر العثور على جثة طفلة ملقاة تحت شجرة بحي حبونة بمدينة صفرو، مقطعة إلى عدة أجزاء، ولم تتمكن من التعرف على جثة ابنتها إلا بواسطة جزء من فستانها الوردي. الفاجعة، التي اهتزت لها مدينة صفرو، تحكيها والدتها نهاد أحضري لهسبريس: "منذ اختفائها عن الأنظار، قمتُ بإبلاغ السلطات قبل أن أتوصل يوم الخميس بخبر العثور على جثة لطفلة مقتولة.. لم أصدق أن تلك الطفلة بدون أطراف ووجه محروق ابنتي خديجة؛ لكن لا أحد يمكنه أن يثبت لي العكس، بقايا الملابس التي ما زالت عليها هي لفستان وردي لفلذة كبدي". من جهتها، تضيف منار المناري، خالة الطفلة، أن "خديجة لم تضِع؛ بل تم اختطافها". وتابعت المتحدثة ذاتها: "بمجرد اختفائها، أخبرنا سلطات المدينة، وقمنا بنسخ صورها وتوزيعها ونشرها على مواقع التواصل، لعل أحد أبناء المدينة يتعرف عليها؛ لكن الخبر جاء بمثابة الصاعقة، بعدما رأيت جثة ابنة أختي ملقاة على وجهها دون يدين ولا أرجل وحرق وجهها وقص شعرها". وأوردت خالة الطفلة أن "خديجة" سبق أن تعرضت لاعتداء جنسي من لدن أحد الجيران، الذي يوجد رهن الاعتقال، وقالت: "عند تعرض الطفلة للاعتداء تمَ اعتقاله، والكل وقف بجانبه وضد تلك الطفلة البريئة؛ لأنها بدون عائلة ولا أقارب، وتم إطلاق سراحه دون حساب ولا عقاب". وأوضح إدريس الرجواني، عضو التنسيقية الوطنية للأطر المعطلة المساندة لقضية الطفلة خديجة، أن عائلة الضحية لم تتوصل بعد بالجثة، أمام غياب معطيات تؤكد مجرى التحقيق، مشيراً إلى أن ساكنة المدينة نفذت وقفة احتجاجية تضامنية مع أسرة الطفلة المكلومة.