توجت الكاتبة المغربية أسماء المرابط بجائزة "الأطلس الكبير" في دورتها الرابعة والعشرين، التي يرعاها المركز الثقافي الفرنسي بالمغرب، عن كتابها "الإسلام والمرأة". وتمنح هذه الجائزة الرفيعة للأعمال الأدبية الصادرة باللغة الفرنسية، التي أنشأتها السفارة الفرنسية لإضفاء القيمة على الإبداع الأدبي باللغة الفرنسية في المغرب، ويتم تنظيمها بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وقد تم الإعلان عنها اليوم الجمعة بالرباط. وقالت رئيسة لجنة التحكيم الأديبة الفرنسية من أصل مغربي ليلي السليماني، خلال حفل تتويج الفائزين بجائزة "الأطلس الكبير"، بحضور المستشار الملكي أندري أزولاي، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وشخصيات فكرية وثقافية رفيعة المستوى، إن فوز كتاب أسماء المرابط يأتي نظرا لتمحوره حول أحد المواضيع التي تشكل جدلا واسعا في المجتمع المغربي، خصوصا ما يتعلق بقضايا الدين والمرأة. وأشارت ليلى السليماني، الفائزة بالجائزة الفرنسية العريقة "غونكور" سنة 2016، إلى أن تتويج أسماء المرابط يأتي اليوم لدعم شجاعة الكاتبة على جرأتها على تناول وضع المرأة بشكل واقعي وواضح بعيدا عن الطابوهات التي تقيد المجتمعات الإسلامية. كما توج الكاتب الصحافي المغربي هشام حذيفة بجائزة خاصة عن سلسلة من التحقيقات الاستقصائية حول التطرف الديني بالمغرب، والتي تعالج ظاهرة التحاق الشباب المغربي بالجماعات الراديكالية في بؤر النزاع والتوتر، وتسلط الضوء على واقع الدراسات الإسلامية في الجامعات المغربية. في السياق ذاته، قالت أسماء المرابط، في تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن تتويجها اليوم هو شرف كبير بالنسبة إليها وبالنسبة أيضا إلى دار النشر التي يوجد على رأسها مجموعة من الشباب المستقلين، مشيرة إلى أن عملها "الإسلام المرأة" يعالج أحد المواضيع الحساسة في المجتمع المغربي، انطلاقا من نظرة إصلاحية للقضايا التي كانت دائما مقيدة برؤية رهينة بالتقليد الأعمى. وأضافت المتوجة بجائزة "الأطلس الكبير" أن المجتمع المغربي يتطور بشكل لافت للنظر، ويطرح الكثير من الأسئلة حول بعض المفاهيم التي أكل عليها الدهر وشرب. وأكدت أن الأعمال الأدبية يجب أن تجيب عن جزء من هاته الأسئلة التي تظهر أن الإسلام دين تحرري. أما الصحافي والكاتب هشام حذيفة، فأشار إلى أن عمله يناقش موضوع التطرف الديني، انطلاقا من البحث الأكاديمي في الجامعات، ثم الواقع المعيش في أحياء المدن الهامشية، التي ساهمت في تصدير الجهاديين إلى "داعش"، خصوصا في شمال المغرب. وبالمناسبة، قال جان فرانسوا جيرو، سفير فرنسا بالمغرب، إن "الأعمال المتنافسة تتمحور حول وضع المرأة والدين والسياسة والثقافة، وتطرح تساؤلات حول زمننا الحاضر، وتحاول فهم ما يحدث وفك ألغاز العالم الذي يتم توجيهنا نحوه". وأوضح المسؤول الفرنسي أن الأعمال المقدمة تظهر قوة الفرنكوفونية في المغرب وقوة إبداع اللغة الفرنسية، التي هي أيضا، وبشكل كامل، لغة المثقفين والفنانين المغاربة، وخلص إلى أن جائزة "الأطلس الكبير"، التي تمنحها سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي بالمغرب، تساهم في دعم الأدب لإيمانها بقدرته على التمكين من الانعتاق وفك تعقيد العالم.