عرفت مدينة مليلية المحتلة، يوم الجمعة، احتفالاً عسكريا بالقاعدة العسكرية "بيدرو دي إيستوبينان دي فيرويس"، التابعة لوحدة اللوجستيك، بمناسبة الذكرى 92 لحصول وحدة الإمداد في البحرية على ميدالية نظير أدائها في "إنزال الحسيمة" سنة 1925. وترأس الاحتفال العقيد الرئيسي للوحدة العسكرية، بحضور شخصيات مهمة من المدنيين والعسكريين المرتبطين بشركة "بحر مليلية". وخلال هذا الاستعراض العسكري، تم تكريم العديد من الشخصيات العسكرية ومنحها أوسمة بهذه المناسبة، إلى جانب تقديم التحية للجنود الإسبان الذين ماتوا في هذا "الإنزال". وفي تصريح لهسبريس، قال عبد الرحمان مكاوي، خبير عسكري، إن "تصرف الإسبان في مليلية المحتلة هو تصرف استفزازي، مستنكرا ما قام به الجيش الإسباني "الذي ما يزال فيه العديد من الضباط الذين يحنون إلى عهد فرانكو ويستعرضون العضلات، خاصة بعد نشر المغرب لتقارير تثبت التطور السريع الذي عرفه الجيش الملكي المغربي بعد اقتنائه لأسلحة جديدة وأقمار اصطناعية مهمة". وجواباً على سؤال لهسبريس حول هذا الاحتفال العسكري، اعتبر مكاوي أن هذه الخطوة "لا مبرر لها، خاصة أن سنة 1925 سبقتها ضربات الجيش الإسباني لمنطقة الريف بالمواد السامّة، بما فيها غاز الخردل الذي قتل الآلاف وخلف آثاراً سلبية على الساكنة". وحول ما إذا كان هذا الاحتفال سيؤثر على العلاقات المغربية الإسبانية، قال الخبير ذاته: "قد تكون له آثار سلبية، خاصة أن المغرب يحاول أن يقوم بتطبيع علاقاته مع الدول الأوروبية الصديقة، لكن بعض هذه الدول ما تزال تحنّ إلى الماضي". جدير بالذكر أن "إنزال الحسيمة" لسنة 1925، أو ما يعرف عند الإسبان ب"Desembarco de Alhucemas"، هو عملية عسكرية بحرية وجوية قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8 شتنبر 1925، بساحل الحسيمة في المغرب، عرفت هزيمة المقاومة الريفية بقيادة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي. وقد تمت دراسة هذا الإنزال العسكري لاحقاً خلال الإعداد لإنزال "نورمانديفي" في الحرب العالمية الثانية. *صحافية متدربة