نعم.. لو!!

على هامش المصادقة على قانون التجنيد الإجباري.
هل بناء قوة احتياط عسكرية تبدو من الأولويات الملحة في المغرب؟! في عالم يتحدث اليوم عن نوعية المجندين وليس عددهم.. وأن العبرة في التفوق التقني وليس العددي؟!
وماذا لو خرج القانون بعيدا في توقيته عن موجة الاحتجاجات التي عرفتها البلاد، والتي كان وقودها شباب يطالب بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية، احتجاجات تلونت بأكثر من لون، بدءا بحراك الريف وجرادة، ومرورا بالمقاطعة وركوب قوارب الموت نحو الضفة الأخرى؟!
وهل الخدمة العسكرية ستنجح في تحييد الشباب المحتج وإدماجه، وتخفيف احتقان الشارع، واحتواء غضب شباب عاطل مهمش؟!
هل إن المشروع المصادق عليه سينجح في " حكان الشباب المفشش وتربيته" كما ذهبت إلى ذلك بعض الأصوات؟!
التربية.. مسؤولية وزارة الدفاع أم وزارة التربية والتعليم؟!
هل ستنجح وزارة الدفاع في مدة 12 شهر في تربية شباب أنفق 12 سنة من عمره على الأقل في ضيافة وزارة التربية والتعليم بين تعليم أساسي وثانوي، وفي مدارس مصنفة عالميا في ذيل الترتيب؟!
هل بإمكان الثكنات حل مشكل البطالة ،أم أن المشكل سيتم تأجيل حله لمدة 12 شهر هي مدة الخدمة؟
مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة، تحدث عن "تعميق منظومة القيم خاصة ما يهم الدفاع عن الوطن والدفاع عن وحدته ".
ألا يرى السي الخلفي أن تنمية الحس الوطني يكون بإشاعة العدل، والحق في التعليم والصحة والعمل، والعيش بكرامة في وطن يسع الجميع، ولا يدير ظهره لشباب استفاق على توزيع غير عادل للثروات، وفساد مستشري في جميع القطاعات، لم يترك له حتى الفتات ليحفظ به ما تبقى من كرامة؟!
ثم نحاسب بعد ذلك شبابنا أنهم أقل وطنية.. أوليست الوطنية هي محاسبة المسؤولين ومعاقبة المفسدين؟!
هل إن حب الوطن والأرض يبنى على إرادة شخصية اختيارية أم على الخوف والخضوع؟!
ولماذا لم يتم إشراك 3 مليون شاب في هذا القرار بفتح باب للنقاش العمومي حوله قبل تفعيله، أم أننا لا زلنا نعيش في زمن نزول القرارات " مل الفوق" وتطبيقها على مواطن لم يعد يقبل أسلوب الوصاية هذا؟!
سؤالنا الأهم:
أبناء الوزراء والبرلمانيين والعمال والباشوات ورجال الأعمال والمقربين من دوائر القرار معنيون هم كذلك بهذا القانون؟!أم أن المواطنة ستقتصرحين تفعيل القانون على الطبقات الفقيرة والمهمشة والمتوسطة؟!
هل سنرى جميع شبابنا بكل فئاتهم يلتقون داخل الثكنات يقتسمون الأسرة وياكلو العدس مجموعين، عل الهوة تتضاءل ويذوب حقد وكراهية السنين؟!
أليست قطاعات التعليم والصحة والشغل أولى بضخ ميزانية 50 مليار درهم التي رصدت لتجنيد الشباب سنة 2019؟!
مجرد تساؤلات راودتني..
أقول نعم للتجنيد الإجباري..
لو...!!