وجّه الكاتب والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، أحد أبرز رموز اليسار الثقافي والسياسي في المغرب خلال سبعينات القرن الماضي، رسالة مؤثرة إلى الشباب المغربي تفاعلاً مع الاحتجاجات التي تعرفها مدن البلاد منذ أسابيع، قادها ما بات يُعرف ب"جيل زد". وفي تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك، يوم الجمعة، استعاد اللعبي مقطعاً من كتابه "مغرب آخر" الصادر عام 2013، تحت عنوان "رسالة إلى الشباب المغربي"، عبّر فيها عن تضامنه مع هذا الجيل، مؤكداً أن "التاريخ سيحتفظ له بصورة مشرقة رغم ما يعانيه من آلام ومعاناة".
وقال اللعبي، الذي سُجن لسنوات في سبعينات القرن الماضي بسبب انتمائه إلى حركة "إلى الأمام" اليسارية، إن الشباب "كانوا دوماً في طليعة المعارك من أجل الحرية، وهم من قدموا التضحيات الكبرى في سبيلها"، مضيفاً أن "الأنظمة الاستبدادية ليست خالدة، قد تناور وتشتري الضمائر، لكنها تنهار في النهاية لأنها قائمة على أسس فاسدة ومواد مسروقة". وأضاف الكاتب المغربي أن شباب اليوم "أعادوا الروح إلى ساحة سياسية باع كثير من الفاعلين فيها أرواحهم للسلطة والمال"، معتبراً أن "الأحلام التي يحملونها لا تموت لأنها منقوشة في جوهر الهوية الإنسانية، تماماً كما يمهّد الشتاء الطريق لقدوم الربيع". وختم اللعبي رسالته قائلاً: "لقد كنت في سنكم، ناضلت من أجل أحلام قريبة من أحلامكم، وتعرضت للمحن، وها أنا بعد ستين عاماً ما زلت هنا، أناجيكم باسم الحرية".