ينتظر أن تنهي مؤسسة "البيضاء" للتعاون بين الجماعات، التي تشرف على ملف النقل بالدار البيضاء، العقد المبرم مع شركة "مدينة بيس"، المفوض لها تدبير قطاع النقل، والذي سينتهي رسميا في نونبر من السنة الجارية. وقرّر رؤساء الجماعات، المنضوون تحت لواء المؤسسة المذكورة، إنهاء العقد مع الشركة التي تثير غضب ساكنة العاصمة الاقتصادية والمحمدية، دون منحها إمكانية التمديد التي يتيحها القانون. ووجّهت مؤسسة "البيضاء" رسالة إلى شركة "مدينة بيس"، تعلن من خلالها أن العقد الذي سينتهي في نونبر المقبل لا رغبة لها في القيام بالتمديد، مرجعة ذلك إلى مجموعة من الاختلالات التي باتت تثير امتعاض الساكنة، والتي وصلت حد احتراق الحافلات بشكل يهدد حياة البيضاويين. وأكد عبد العزيز العماري، رئيس المجلس الجماعي للدار البيضاء، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أنهم "كسلطة مفوضة، أخبرنا الشركة بعدم الرغبة في التمديد لها، وذلك نظرا لعدم قيامها بالمهام المطلوبة منها، ناهيك على إخلالها بالتزاماتها التعاقدية". وشدد العماري، بخصوص الدعوى القضائية التي تقدمت بها الشركة المذكورة، على أن "هناك دعاوى متبادلة، وسنترك القضاء يقول كلمته"، لافتا إلى أن الشركة التي صدرت في حقها تقارير المجلس الأعلى للحسابات وأثبتت تقصيرها يجب أن تعتذر للساكنة. وأثار قرار إنهاء العقد مع شركة "مدينة بيس" مخاوف العديد من البيضاويين؛ وعلى رأسهم طلبة الكليات سواء بالدار البيضاء أو المحمدية، إذ عبروا عن تخوفهم من توقف الخدمات هذه الأيام، أو دخولهم في مشاكل مع "الكونترولات". وأكدت تنسيقية ممثلي الطلبة بمجالس كليات ومعاهد جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاءوالمحمدية أنها ستوجه رسائل إلى مختلف الجهات الوصية للنظر في هذا الملف، داعية الطلبة بعد توصلهم بخبر إنهاء العقد إلى "أداء واجب التذاكر ذهابا إلى الكليات لتجاوز الدخول في أي مناوشات مع المراقبين تعرقل وصولهم إلى الكليات وتضيع عليهم إجراء امتحانات الدورة الاستدراكية، على أن لا يقوموا بأدائها خلال رحلة العودة إلى منازلهم". واحتج، الاثنين، العشرات من مستخدمي شركة "مدينة بيس" أمام مقرها الرئيسي بالدار البيضاء، على إثر تأخر صرف أجورهم ومستحقاتهم، مؤكدين أنها تتأخر بشكل كبير؛ وهو ما يؤثر على وضعيتهم الاجتماعية. ويعيش المواطنون بالعاصمة الاقتصادية معاناة كبيرة مع حافلات "مدينة بيس"، بسبب تهالكها إلى درجة باتت معظمها لا تتوفر على فرامل ولا تضمن التنقل في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية لهم، ناهيك عن الاحتراقات التي تطالها بشكل مستمر. ويطالب البيضاويون بإنهاء معاناتهم التي استمرت منذ سنة 2004 تاريخ انطلاق "مدينة بيس" بالبيضاء، ووضع حد للرداءة التي يعرفها، حيث شهدت في فترة سابقة تزايد حالات احتراق الحافلات، ناهيك عن تنامي ظاهرة السرقة بها لتتطور إلى وضع لا يحسد عليه خاصة بعد محاولة اغتصاب فتاة على متنها.