عادت مجلة الفنون إلى الساحة الثقافية المغربية، في سلسلة جديدة أُعلِنَ عددها الأوّل برسم شهر فبراير سنة 2019 بندوة صحافية نُظّمت بقاعة خوان غويتيسولو، في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الخامسة والعشرين. محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، قال إن عودة المجلة التي أثّرت في النقاش الثقافي بالمغرب "حدث ثقافي"، مضيفا أن "الوزارة انتقلت من التنشيط الثقافي إلى الإنتاج الثقافي فالصناعة الثقافية". وذكر الأعرج أن هذا العدد الأوّل من المجلة يأتي بمستجدات حول تأسيس واستمرارية الفنون المغربية، ويطرح تساؤلات مرتبطة بالإبداع الفني والثقافي، مبرزا تشكيل "مجلة الفنون" رصيدا وثائقيا مهما للجميع، ومواكبتها للعديد من التظاهرات الثقافية والفنية داخل المملكة المغربية. وسيسدّ هذا المنشور الجديد، حسب وزير الثقافة والاتصال، النقص في مجال الإبداع الفني بالمغرب، وسيواكب طفرته النوعية، مشيدا بإصدار المجلة في زمن قياسي لا يتجاوز شهرين، ومُذكّرا بأن غاية دعم الوزارة الوصية كل ما يتعلّق بالإنتاج الثقافي هي المساهمة في الإنتاج الثقافي والتسويق الإعلامي للتراث والثَّراء المغربي من أجل الوصول إلى مجتمع المعرفة بمشاركة الجميع. فوزية البيض، ناقدة مسرحية مديرة نشر المجلة، أشادت من جهتها بمبادرة إحياء مجلة لها صيت ووزن، موضّحة أن قصدَ ربط الإنتاج الفني في صيغته المكتوبة بالصيغتين الورقية والإلكترونية هو ضمان انتشاره على طول الخريطة الثقافية. وستعمل المجلّة، حسب مديرتها، على مرافقة الإنتاج الفني والمبدعين في جميع مجالات الفنون الحديثة والحداثية، ومواكبة كل ما يتم إنتاجه على المستوى الوطني فنيا، واصفة هذا المنشور الجديد بكونه "صرحا ثقافيا ينبع عن قناعة تنمية التواصل الفني والثقافي بين المبدعين المغاربة والباحثين". وترى المتحدّثة في "مجلّة الفنون" معبرا لتجميع وتوثيق مختلف الفنون التي تدخل في إطار التراث اللامادي، لكونها "رصيدا يؤرخ للهوية الثقافية المغربية والنبوغ المغربي"، بهدف "خلق طفرة ثقافية وفنية، وفتح أفقِ البحثِ والإنتاج والتميز في المجال الفني، وضمان الإشعاع حتى تكون المجلّة سفيرة للدبلوماسية الثقافية بحضورها في المعارض الدولية". ويتضمّن العدد الأوّل للسلسلة الجديدة من مجلّة الفنون شكرا وعرفانا لمدير نشرها السابق الراحل أبو بكر المريني، كما يتناول مواضيع، على سبيل المثال لا الحصر، مثل: السينما المغربية، والفن الفطري المغربي، وتاريخ الفوتوغرافيا بالمملكة، والمسرح المغربي، والملحون المغربي، ويرافقه كتيّب يتضمّن "مسرحية الكراسي" التي اقتبسها المسرحي المغربي الراحل الطيب الصديقي عن أوجين يونيسكو.