يعتبر الحصول على أعلى معدل في الامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا منى كل تلميذ(ة) بالتعليم الثانوي المغربي، لذلك لم تصدق التلميذة هناء الشقاف شاشة هاتفها التي سجلت معدل 19.39، لأنها لم تكن تنتظر ذلك، فاتجهت إلى الشبكة العنكبوتية بحاسوبها لمزيد من التأكد من انفرادها بذهبية الباكالوريا هذه السنة عن شعبة العلوم الرياضية "أ" خيار فرنسية. هناء، التي كانت تتابع دراستها بالثانوية العمومية الزرقطوني التابعة للمديرية الإقليمية بمراكش، تقول ضمن تصريح لهسبريس: "تعودت على بذل المجهود خلال فترة دراستي الابتدائية والإعدادية؛ وبالمستوى الثانوي كان الاهتمام بدروسي أكبر، إذ كنت أحضر وأراجع بشكل يومي". ومن أجل بلوغ المنى، تنصح صاحبة ذهبية الباكالوريا بالتعليم العمومي لسنة 2019 التلاميذ ب"الاستعداد المسبق لشهادة الباكالوريا، منذ بداية التعليم الثانوي التأهيلي، بإعطاء العناية اللازمة لكل المواد، وعدم نسيان حق الترويح عن النفس"، وفق تعبيرها. وقالت هناء: "لما علمت أنني حصلت على أول معدل بالمدارس العمومية غمرتني فرحة لا توصف، لأن ذلك يعد فخرا لي ولأسرتي وعائلتي وثانويتي وكل من علمني حرفا منذ صغري"، مضيفة: "كانت مضامين امتحانات شهادة الباكالوريا لهذه السنة في متناولنا كتلاميذ، لأننا بذلنا مجهودا في التحضير والمراجعة وإنجاز التمارين بشكل فردي وجماعي". "تعرف شعبة العلوم الرياضية بصعوباتها، لكن العمل الجاد ودعم الأساتذة، الذين لم يبخلوا علينا بالمرافقة والدعم والمعرفة العلمية والنصائح، وساعدوا التلاميذ من خلال برنامج منظم للتقويم، جعلني أتغلب على معضلات الامتحان الوطني وأتجاوزها"، تردف هناء. وزادت التلميذة ذاتها: "محاربة الخجل في طلب العلم خاصيتي، والبحث عن المعرفة ضالتي، فأنا أسأل كل من يمكن أن يقدم لي مساعدة في فهم إشكال ما، وأطلب المعارف العلمية وغيرها من أساتذتي"، مضيفة: "كنت منفتحة على تلميذات وتلاميذ قسمي وثانويتي لمناقشة أي صعوبة في موادنا التعليمية". وفي ما يخص مستقبل دراستها الجامعية، تفضل هناء الالتحاق بالأقسام التحضيرية، لأن السنتين الدراسيتين الأوليين ستكونان كافيتين لمساعدتها على تحديد المسار الذي تود التخصص فيه، لأن قرارها الآن مازال يشكو من الضبابية. ولم تنس هناء أن تدعو بالتوفيق للتلميذات والتلاميذ المقبلين على اجتياز الدورة الاستدراكية، مشيرة إلى أن "عدم الحصول على النجاح في الدورة الأولى ليس نهاية العالم، وأن الإنسان ما دام حيا عليه أن يؤمن بالأمل".