مدرب بركان يعلق على مواجهة الزمالك    فريق يوسفية برشيد يتعادل مع "الماط"    "العدالة والتنمية" ينتقد حديث أخنوش عن الملك خلال عرض حصيلته منددا بتصريح عن "ولاية مقبلة"    مكناس.. اختتام فعاليات الدورة ال16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    بايتاس: ولوج المغاربة للعلاج بات سريعا بفضل "أمو تضامن" عكس "راميد"    كلمة هامة للأمين العام لحزب الاستقلال في الجلسة الختامية للمؤتمر    البطولة: المغرب التطواني يضمن البقاء ضمن فرق قسم الصفوة وبرشيد يضع قدمه الأولى في القسم الثاني    مرصد يندد بالإعدامات التعسفية في حق شباب محتجزين بمخيمات تندوف    طنجة تسجل أعلى نسبة من التساقطات المطرية خلال 24 ساعة الماضية    اتحاد العاصمة ما بغاوش يطلعو يديرو التسخينات قبل ماتش بركان.. واش ناويين ما يلعبوش    ماذا بعد استيراد أضاحي العيد؟!    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس الجائزة الكبرى لجلالة الملك للقفز على الحواجز    أشرف حكيمي بطلا للدوري الفرنسي رفقة باريس سان جيرمان    الدرهم يتراجع مقابل الأورو ويستقر أمام الدولار    تعميم المنظومتين الإلكترونييتن الخاصتين بتحديد المواعيد والتمبر الإلكتروني الموجهة لمغاربة العالم    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    حماس تنفي خروج بعض قادتها من غزة ضمن "صفقة الهدنة"    بيدرو سانشيز، لا ترحل..    احتجاج أبيض.. أطباء مغاربة يطالبون بحماية الأطقم الصحية في غزة    مقايس الامطار المسجلة بالحسيمة والناظور خلال 24 ساعة الماضية    طنجة.. توقيف شخص لتورطه في قضية تتعلق بالسرقة واعتراض السبيل وحيازة أقراص مخدرة    الأسير الفلسطيني باسم خندقجي يظفر بجائزة الرواية العربية في أبوظبي    جمباز الجزائر يرفض التنافس في مراكش    محكمة لاهاي تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وفقا لصحيفة اسرائيلية    "البيغ" ينتقد "الإنترنت": "غادي نظمو كأس العالم بهاد النيفو؟"    الفيلم المغربي "كذب أبيض" يفوز بجائزة مهرجان مالمو للسينما العربية    اتفاق جديد بين الحكومة والنقابات لزيادة الأجور: 1000 درهم وتخفيض ضريبي متوقع    اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار المظاهرات المنددة بحرب إسرائيل على غزة    نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج    بيع ساعة جَيب لأغنى ركاب "تايتانيك" ب1,46 مليون دولار    بلوكاج اللجنة التنفيذية فمؤتمر الاستقلال.. لائحة مهددة بالرفض غاتحط لأعضاء المجلس الوطني    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    توقيف مرشحة الرئاسة الأمريكية بسبب فلسطين    حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على عزة ترتفع إلى 34454 شهيدا    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    شبح حظر "تيك توك" في أمريكا يطارد صناع المحتوى وملايين الشركات الصغرى    الفكُّوس وبوستحمّي وأزيزا .. تمور المغرب تحظى بالإقبال في معرض الفلاحة    المعرض الدولي للفلاحة 2024.. توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية    نظام المطعمة بالمدارس العمومية، أية آفاق للدعم الاجتماعي بمنظومة التربية؟ -الجزء الأول-    مور انتخابو.. بركة: المسؤولية دبا هي نغيرو أسلوب العمل وحزبنا يتسع للجميع ومخصناش الحسابات الضيقة    خبراء "ديكريبطاج" يناقشون التضخم والحوار الاجتماعي ومشكل المحروقات مع الوزير بايتاس    الحبس النافذ للمعتدين على "فتيات القرآن" بشيشاوة    المغرب يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    صديقي: المملكة قطعت أشواط كبيرة في تعبئة موارد السدود والتحكم في تقنيات السقي    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    سيارة ترمي شخصا "منحورا" بباب مستشفى محمد الخامس بطنجة    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    ابتدائية تنغير تصدر أحكاما بالحبس النافذ ضد 5 أشخاص تورطوا في الهجرة السرية    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل اللغات قادرة على صنع العلم
نشر في هسبريس يوم 20 - 07 - 2019

من لغة التوراة إلى لغة النانو (تقنية الجزيئات متناهية الصغر)
نريد بهذا المقالة أن نأتي بحجة يصعب دحضها، ما دام ما حبرناه من قبل لم يُجْدِ فتيلا. ونتحدث عن تطور اللغة العبرية تاريخاً ومشاكل وتطلعات، على مدى زمن بدأ حوالي القرن الثالث أو الثاني عشر ق.م، ويمتد إلى يومنا هذا. وكان بطله مجموعة إنسانية شغلت حيزاً جغرافياً ترامت أطرافه، فكانت شرقاً أوسطياً، وغرباً إسلامياً. فأوربا غربية وشرقية. وهي مجموعة تحدثت وكتبت لغات تباعدت زمناً وتباعدت أقواماً وسكناً، بدأت شرقية عروبية، وغَيَّرَ أهلها الآن وظيفتَها بجهودهم، فصارت غربية نِداً لغربيات. وقصة اللغة هي قصة تطور ألفاظها ومعانيها وإغنائها وقدرة أصحابها على إحيائها أو إقبارها. ولا توجد في الدنيا لغة عاجزة عن إشباع رغبات أصحابها في خدمة ما يريدون، شريطة أن يكونوا ذوي عزم ونظر بعيد خلفهم ونظر بعيد أمامهم. وهذه قصة إحياء اللغة العبرية بعد موات.
مرت اللغة العبرية في تاريخها بمراحل متعددة تمثلت فيها أصول اللغة العبرية الحديثة في مصادر أولها:
I– 1- لغة التوراة وهو العهد القديم.
لم يصل البحث التوراتي إلى تحديد تاريخ بداية الكتابات التوراتية، وينتهي عهدها في المائة الخامسة أو الرابعة ق.م. وتجدر الإشارة إلى أن العهد القديم لم يضم كل اللغة العبرية المعاصرة له، وأنه يضم جزءاً كبيراً مكتوباً باللغة الآرامية، ولم يخل من الدخيل، فبه آثار آكادية وسومارية ومصرية وفارسية ولغات أخرى. ولغته فقيرة، إذ لا يتعدى معجمه 8000 كلمة، استقت من مجتمع بدوي رَعَوي، فنما لذلك معجم (لغة) الظواهر الطبيعية المرتبطة بهذا الواقع، وقلت معاني التحضر والعمران والتجارة والمهن.
2- لغة التلمود والمدرشيم
وتسمى لغة الربيين ولغة المشنا (جزء التلمود المكتوب بالعبرية) وتختلف لغة هذه المصادر عن لغة التوراة نظرا لتأثرها بالآرامية، وتباعد العهد بينها وبين أصولها، وكثرة الكتابات والمتطلبات. وفيها أيضاً دخيل من الآكادية والفارسية واليونانية، وقليل من اللاتينية. أما الآرامية فقد كان لها في لغة التلمود والمدرشيم (الكتابات الدينية اليهودية بعد إنهاء فترة التلمود) تأثير كبير في الشكل والمضمون، بل أصبحت لغة الربيين خليطاً من العبرية والآرامية، وذلك لأنها كانت لغة حديث، إضافة إلى كونها لغة بحوث دينية وتفسير.
3- لغة العصر الوسيط
ظلت لغة اليهود في الشرق، خصوصاً في العراق، تسير على المنوال الذي أشرنا إليه أعلاه. ثم تضاءلت اللغات اليهودية مع مجيء الإسلام وانتشار العربية. فأصبح لسان اليهود لساناً عربيا كتابة وحديثاً ثم تمكن اللسان العربي من الفكر اليهودي في مواطن ازدهارهم الجديد، أي في بلاد الإسلام كمصر والعراق والشام والأندلس وأرض المغارب. فألف مفكروهم وعلماؤهم وفلاسفتهم ولغويوهم، باللغة العربية، مؤلفاتهم العلمية والفلسفية، بل والعقائدية، في حين حافظوا على اللغة العبرية في أشعارهم وكتب تشريعهم. ولم يكن استعمالهم اللغة العربية استعمالاً وظيفياً استفادوا منه في كتاباتهم وحديثهم، وإنما تأثروا أيضاً بمناهج البحث العربي الإسلامي، في كتبهم التفسيرية والنحوية واللغوية وأشعارهم وآدابهم، وفي مجادلاتهم العلمية. واهتموا في نفس الوقت بالعلوم الحقة من رياضيات وكيمياء وطبيعيات وفلك وتنجيم وفلسفة في لغتها العربية أخذاً وتأليفاً، حتى القرن الثاني عشر الميلادي. وعندها طرأ تغير على واقعهم في أرض الأندلس، فهاجر الكثير منهم جنوباً إلى أرض المغرب العربي، وشمالاً إلى إسبانيا المسيحية وجنوب فرنسا. ثم كانت الهجرات الكبيرة في أواخر القرن الخامس عشر، أي بعد خروج العرب واليهود من الأندلس، وعندها وجد اليهود بين أيديهم، بعد هجرتهم، تراثاً ضخماً يهودياً وإسلامياً مكتوباً باللغة العربية بحرف عبري، فدعتهم الحاجة إلى ترجمته للغة العبرية، حتى يستطيع اليهود الذين ترك آباؤهم الغرب الإسلامي، والذين لم يحظوا بشرف النبتة في روض الأندلس، الاطلاعَ على هذا التراث. وكانت لغة هذه الترجمات، ولغة علماء اليهود الذين عاشوا في الأندلس وأولئك الذين هاجروا إلى شمال إسبانيا وجنوب فرنسا فإيطاليا، مع بعض كتابات يهود المشرق، هي اللغة التي يطلق عليها لغة العصر الوسيط. وكان من الطبيعي أن تكون الميزة الغالبة على هذه اللغة، هي المسحة العربية أسلوباً وصياغة ونهجاً علمياً، مما أغنى معجمها ألفاظاً وصيغاً واقتباساً وصناعة. وانحسرت اللغة العبرية بوصفها منتجة، بعد القرن الخامس عشر حتى مطلع عصر الأنوار، فظهرت لغة عبرية اتسمت بمياسم جديدة متأثرة بعصر التنوير.
4 – الهسكلا (التنوير)
أو لغة عصر التنوير اليهودي في أوروبا، وهي نتيجة لرياح عصر النهضة الأوربية التي هبت على يهود الغرب. والهسكلا حركة فكرية اجتماعية ظهرت في نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر في أوربا الوسطى وألمانيا والنمسا ثم روسيا فأوربا الغربية. وكان الهدف منها تحرير اليهود من نير ما ظلوا يرزحون تحته من خنوع، والاعتراف بحقوقهم المدنية. فهي إذاً حركة سياسية تدعو إلى خلق هوية يهودية في الأوطان التي يوجد بها اليهود، وكان نتيجة لهذا التطلع، أن رأى مفكرو اليهود أن طريق التحرر تبدأ أولاً من اليهودي نفسه، إذ عليه أن يتخلى عن تقاليده العتيقة وثقافته التقليدية التي بليت في زوايا البيع المظلمة. ورأوا أيضاً أن اللغة العبرية يمكن أن تكون أداة لهذا الفكر اليهودي التحرري، شريطة أن يستعملها اليهود في نقل الآداب الإنسانية العالمية. فظهرت حركةُ ترجمةٍ نشطة، ترجمت أمهات الأدب الروسي والآداب الغربية عامة. وكتب اليهود أنفسهم شعراً وروايات استوحوا مواضعها من التوراة، ولكنهم أضفوا عليها واقع الحياة المعاصرة. ونظراً لأن بداية عصر النهضة الأوربية كانت دعوة للرجوع إلى الأصول والعودة إلى الآداب الكلاسيكية، فإن مفكري التنوير اليهودي اعتمدوا أسلوب لغة التوراة الصافي في كتاباتهم، أدبية كانت أم صحفية، ودعوا إلى إيجاد لغة واحدة مشتركة لدى كل اليهود، ورفضوا استعمال اللغات اليهودية الأخرى مثل اليدش (عبرية خليط بالأمانية) واللادينو (خليط بالعبرية والإسبانية).
5 – الآداب الحديثة
فشلت دعوة مفكري عصر التنوير اليهودي، وهي الدعوة التي تدعو إلى إدماج اليهود في الأوطان التي يوجدون بها كحل "للمسألة اليهودية". و نتيجة لأسباب سياسية معروفة، أهمها ولادة الصهيونية الحديثة مع تيودور هرتسل 1894، فوعد بلفور سنة 1917، بدأ عهد جديد للغة العبرية وآدابها، وهو العهد الذي نعرفه اليوم، فأصبحت اللغة العبرية لغة أدب وعلم وصحافة وحديث. لغة للمفكرين والعلماء والسوقة والعوام. وكان هذا انقلاباً في تاريخ اللغة العبرية دعا إلى إيجاد سيل من المعاجم، وفي مختلف المجالات. ودعا إلى استعمال عديد من اللغات للهدف المعجمي نفسه، أو للضرورة العلمية التي قضت بإيجاد مصطلح جديد لاحتياجات الحياة المعاصرة والبحث العلمي، وهذا ما سيكون الرافد السادس الذي هو الألفاظ والعبارات الأجنبية التي تعبرنت.
II الحركة المعجمية
توقف استعمال اللغة العبرية تداولاً مع النفي البابلي وسلطان الآراميين (586 ق.م)، وعندها أصبحت اللغة الآرامية لغة الحديث والكتابات الدينية لدى اليهود، فكان من الضروري أن تترجم التوراة إلى اللغة الآرامية، وتعرف هذه الترجمة ب : "الترﮔوم".
وإذا كانت الترجمة مرحلة أولى من عمل المعجم، أي معجم في انتظار الترتيب، فإن هذا العمل يعد أول معجم مزدوج كامل عرفته لغة التوراة. ولم يظهر معجم للغة العبرية أو لغة المشنا في تلك العهود، وإنما كانت هناك حركة يمكن أن نسميها حركة معجمية تجاوزاً، إذ ارتبطت بتفسير النص المقدس، كما عرف ذلك في تفسير القرآن عند ابن عباس وكبار المفسرين الذين كانوا ينطلقون من درس لغوي نحوي لينتهوا أخيراً بدرس أصولي أو شرعي أو بلاغي.
وأول معجمي يهودي هو سعديه ﮔؤون الفيومي (882- 942)، وهو عالم من علماء اليهود وشيوخهم، مصري المولد والنشأة، وكان من كبار العلماء بالأكاديمية اليهودية بالعراق، وله معجمان، أحدهما الإﮔرون، وهو كتاب لغة وشعر، إذ قسمه صاحبه قسمين : قسماً رتب فيه اللغة ترتيباً ألفبائياً، وقسماً رتب فيه القوافي على نفس الطريقة. وكان هدفه إحياء لغة التوراة وإبعاد الدخيل على لسان علماء التلمود. والمعجم الثاني هو كتاب السبعين لفظة، وهي الألفاظ التي وردت مرة واحدة في التوراة. وقد فسر هذه الألفاظ بلغة علماء التلمود. كما استعمل اللغة العربية في تفسيره لغوامض الكتاب المقدس. وتعتبر ترجمة التوراة إلى العربية أيضاً، أول معجم عبري عربي وقف في مرحلته الأولى، أي ما قبل الترتيب الألفبائي، كما رأينا في ترجة الترگوم السابقة الذكر.
وكان يعاصر سعديه ﮔؤون الفيومي، يهودا بنُ قريش الطاهرتي (نسبة إلى طاهرت في الجزائر) ووضع "معجماً" كان عبارة عن رسالة بعثها إلى يهود فاس. والأصل في عمله هذا هو تنبيه يهود فاس إلى أهمية استعمال الآرامية التوراتية، فبين لهم أن التوراة تحتوي عديداً من اللغات وكلها مقدس. وجاء في معجمه هذا كثير من الآرامية والعربية واللاتينية والأمازيغية. وعليه فابن قريش، يعد من أوائل المقارنين، كما أن معجمه يعد اللبنة الأولى في هذا الباب.
وظهر بقرطبة كبار أعلام اللغة العبرية، مثل مناحم بن سروق (ق. 10) صاحب كتاب "الكناشة". ودوناش بن لبراط، صاحب كتاب "الأجوبة". ويهودا حيوج (منتصف القرن 10) صاحب كتاب "الأفعال المعتلة". وأبو الوليد مروان بن جناح (النصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي) وهو أهمهم جميعاً، وله عديد من المؤلفات، أشهرها كتاب "التنقيح" الذي قسمه إلى قسمين، قسم خاص بالنحو وأسماه اللمع ، وقسم خاص باللغة وأسماه الأصول.
وظهر في آخر المائة الحادية عشرة بالأندلس، إسحق بن برون، صاحب كتاب "الموازنة بين اللغتين العبرانية والعربية". ويختلف هذا الكتاب عن سابقه، أي عن مؤلف ابن جناح. فإذا كان هذا الأخير يشرح النحو واللغة العبرية بالعربية، فإن ابن برون كان يقارن بين النحو العبراني والعربي واللغة العبرانية والعربية، ولذلك فإنه قسم أيضا الكتاب إلى قسمين، قسم خاص بالنحو وقسم خاص باللغة، أي المعجم، والقسم الأول منه هو الذي أدرجناه في مؤلفنا هذا.
وظهر في القرن الثاني عشر أبو سليمان داود أبراهام الفاسي، وهو أحد كبار المعجميين القرائين المتأثرين بالفكر الاعتزالي الإسلامي، ومعجمه هو " الأﮔرون" أو كتاب جامع الألفاظ. وقد أسسه على ثنائية الجذر، وبناه على مذهب القرائين اليهود، أي الذين لا يقبلون أصلا لليهودية إلا التوراة، ويرفضون سائر كتبها الأخرى مثل التلمود والمدرشيم.
وتتابعت الحركة المعجمية، سواء في كتب التفسير أو في كتب المعاجم الخاصة، مثل معاجم الأفعال، أو المعاجم العامة، سواء في الأندلس أو في جنوب فرنسا. غير أن أسلوبها ونهجها قد تغير، فلم تعد اللغة العربية لغة تحريرها. كما أن منهجية المقارنة فيها لم تعد ذات بال، وهذا طبيعي، إذ لم يعد اللسان العربي لسان العلماء اليهود، فتغير لذلك هدف المعجم. فبعد أن كان الهدف منه، إضافة تفسير الغامض من لغة التوراة، والغوص في عمق العبرية وبلاغتها، انطلاقاً من ثقافة عربية عرف أصحابُها الخليلَ، وابنَ المعتز، وعلماءَ البلاغة والبيان العربيين، أصبح القصد من المعجم ومن التأليف اللغوي العبري عامة، دراسة اللغة العبرية لذاتها وفهم نصوصها. ومن المعجميين الذين قاموا بهذه المهمة : أبراهام ابن عزرا (ق : 11) وأصله من الأندلس وهاجر إلى أوروبا، وشمله بن اسحق، (ق 11 12م)، ويوسف قمحي وموسى قمحي (ق. 12 13م) بفرنسا، ونتن بن يحيل، وشلمه بن فرحون بإيطاليا.
III العبرية في عصر التنوير والعصر الحديث
لم يظهر للغة العبرية معجم يذكر في عصر التنوير اليهودي، إذ كان هم المثقفين أثناء هذه الفترة، هو ترجمة الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العبرية، وكان هَمُّ النخبة وضعَ لبنات مذهب أدبي سياسي يدعو إلى الاندماج في المجتمعات المضيفة من جهة، والحفاظ على هوية ثقافية يهودية من جهة أخرى. وتجلت هذه الرغبة لخلق هوية ثقافية، في نشر كثير من آثار الفكر اليهودي الوسطوي في الثمانينات، من القرن التاسع عشر، خصوصا نشر نصوص كتابات يهود الأندلس وجنوب فرنسا، أدباً وفلسفة وعلوماً ولغة، سواء المكتوبة بالعربية بحروف عبرية أو المكتوبة أصلا بالعبرية. كانت صحيفة "هشحر" (الفجر)، وهي صحيفة يهودية عبرية، وكانت تصدر بفيينا (بالنمسا)، منبراً يروج لآراء أهل التنوير الداعية إلى الاندماج في المجتمعات مع الحفاظ على الهوية الخاصة. ثم حدثت أحداث كبرى بروسيا سنة 1880، فعرضت يهود هذا البلد إلى اضطهاد دام، مما جعل محرر الصحيفة المذكورة، برتزسمولينسكين يعيد النظر في أفكاره وما يعرض من آراء في صحيفته. ثم حدثت في فرنسا القضية المشهورة بقضية دريفوس الذي اتهم، وهو الضابط الكبير في الجيش الفرنسي، بالخيانة العظمى. فدفعت هذه القضية بصحفي شاب كان مراسلا للصحيفة المذكورة بباريس، إلى أن يكتب كتاباً أصبح ذا شهرة في تاريخ الصهيونية، ذاك هو تيودور هرتسل، وكتابه الدولة اليهودية l'Etat juif.
كانت الحادثتان وقوداً جديداً أشعل نار "المسألة اليهودية". وهذه المسألة هي التي عبر عنها صحفي يهودي آخر في الصحيفة المذكورة سنة 1879، في مقال بعنوان سؤال ذو أهمية خلاصة المقال هي:
1- إحياء وطنية يهودية عصرية.
2- إقامة وطن يهودي بفلسطين.
3 - استعمال اللغة العبرية في الحديث اليومي واستعمالها لغة التدريس في المدرسة.
والمقال هو في الحقيقة محاولة عكسية لمجريات التاريخ اليهودي. إذ اعتبر اليهود، منذ النفي البابلي، بقايا اللغة العبرية، أو بالأحرى اللغة العبرية الدينية، وطناً لهم يتعدى حدود الأوطان، ويزيل حواجز الزمن، على الرغم من ضعفها وانحسار معجمها، وكان مقال اليعزر بن يهودا، وهو كاتب المقال المذكور، قَلْباً لهذه المجريات، إذ يريد أن يجعل من فلسطين وطناً يحتوي الوطن القديم الذي هو اللغة. ويريد أن يتخلص من اللاحدود التي كانت صفة مميزة لليهودية، ليضع اليهود في حدود جغرافية معروفة. كانت أحداث روسيا وقضية دريفوس، بالإضافة إلى النشاط السياسي الذي قام به هرتسل، أبُ الصهيونية الحديثة، عاملاً مساعداً لتحقيق فكرة ابن يهودا اللغوية. ولكنه كان أيضاً عاملاً مقلقاً، إذ لا بد من لمِّ شتات آلاف من اليهود المهاجرين من أصقاع متباعدة وبلغات مختلفة. وكان على ابن يهودا أن يحقق من جديد، معجزة بابل، بطريقة مقلوبة، فإذا كان قضاء الإله، كما جاء في التوراة، قد قضى ب"بلبلة الألسن" وتفرقها وتشعبها واختلافها في بابل، فإن على ابن يهودا أن يُقَوِّم من شأن هذه البلبلة، وهذه الألسن، لتصبح لساناً واحداً هو العبرية. وتحققت له المعجزة كما قال هو نفسه في مذكراته المعنوة ب"الحلم وتعبيره"، وتحقق الحلم. أولاً لأنه لم يكن ليصدق معجزة العودة، وثانياً لأن بين يديه لغة فقيرة كانت تصلح لمتطلبات ما بين القرن الثاني عشر قبل الميلاد والخامس الميلادي. ترك ابنُ يهودا، عملاً لتحقيق الحلم، المشكلَ الأول، مشكلَ الوطن، للسياسيين، وشمر ساعدَه للمشكل الثاني، أي مشكل اللغة. وبدأ ابن يهودا بعائلته، فكان طفله أول طفل تحدث العبرية دون غيرها في العصر الحديث.
أدوات الإنجاز
فما هي الأدوات التي هيأها ابن يهودا لهذا الإحياء اللغوي والمعجم الجديد؟
تعددت هذه الأدوات، غير أنها انطلقت من عزمه وقلة من أصحابه، على أن يكون حديثهم بالعبرية وبها دون غيرها، لتكون بعد ذلك لكل اليهود، وسخروا لذلك وسيلتين:
وسيلة سياسية ووسيلة فكرية. تكفلت الأجهزة الصهيونية بالوسيلة السياسية داخل فلسطين وخارجها، وسخرت لذلك كافة أجهزتها التنفيذية والتشريعية والنقابية والمالية، مثل ذلك الملتمس الذي قدمه الشاعر بياليك وصموئل ازنشطدط سنة 1927 إلى المؤتمر الصهيوني السابع عشر، يدعوه فيه إلى مساندة لجنة إحياء اللغة العبرية، ومثل التقريرين اللذين قدمهما المندوب السامي البريطاني سنة 1920 وسنة 1922.
أما النشاط الفكري، فقد تجلى أولا في التدريس باللغة العبرية في مدارس القرى منذ 1890، وثانيا في خلق جمعيات ونواد أدبية لغوية خارج فلسطين وداخلها. من ذلك: تأسيس لجنة إحياء اللغة العبرية التي رئِسها ابن يهودا سنة 1890. تأسيس أول روض للأطفال بالقدس سنة 1903. تأسيس لجنة من اللسانيين لإغناء اللغة سنة 1910. تأسيس لجنة أخرى بيافا سنة 1913. تأسيس صندوق الثقافة العبرية أثناء المؤتمر الصهيوني الحادي عشر بفينا. تأسيس مدرسة المعلمين العبرية. تأسيس جمعية أنصار اللغة العبرية 1928. اتصال لجنة إحياء اللغة العبرية بأكاديمية اللغة العربية القاهرة 1931. رفض التدريس بلغة الإيديش (خليط من العبرية) أو اللغة الألمانية، بدل اللغة العبرية، في معهد فلاحي أقامته جمعية يهودية ألمانية في حيفا سنة 1913. وقد أحدث هذا الرفض ضجة لدى كل يهود فلسطين إذ ذاك. وأصبح يعرف في تاريخ اللغة العبرية ب"حرب اللغات". تأسيس مجلس الثقافة العبرية، باشتراك مع الجامعة العبرية وقسم التربية المنبثق عن اللجنة الوطنية ومركز الثقافة التابع لنقابة الهستدروت ونقابة المعلمين والعاملين في الإذاعة بفلسطين سنة 1946، ثم الإعلان عن أكاديمية اللغة العبرية 1948.
أما في خارج فلسطين، فقد تعدد نشاط هذا الإحياء بخلق مؤسسات ونوادي، كما حدث ذلك في روسيا سنة 1907، حيث ظهرت جمعية إحياء اللغة العبرية وجمعية ثقافية بموسكو سنة 1917، وفي برلين سنة 1923. وكان يواكب هذا النشاط الداخلي والخارجي، دعاية ثقافية منسقة، مثل المحاضرة التي ألقاها مدير مكتب لجنة إحياء اللغة العبرية، د. صموئل إيزنشطدط، برلين سنة 1929 بعنوان "إحياء اللغة العبرية في فلسطين ونشاط لجنة الإحياء"، محاضرة يوسف قلوزنر بتل أبيب سنة 1931 بعنوان "حاجات اللغة العبرية حاضراً"، محاضرة لنفس المحاضر سنة 1945 بعنوان " اللغة العبرية تدعو إلى قيام دولة عبرية)، محاضرة ايزنشطدط في نفس السنة بعنوان "تطور اللغة في سنوات الحرب" وأخرى له سنة 1947، بأكسفورد "ستون سنة من إحياء اللغة العبرية".
وبالرغم من هذه الجهود السياسية والفكرية التي كانت نتيجة لنشاط ابن يهودا مدة حياته - واستمرت بعد موته - فإن هذا الأخير ظل يشعر بحاجة اللغة العبرية إلى معجم عصري شامل يستجيب لرغبات الشارع والبيت والمدرسة والإدارة والطالب والعسكري والسوقي والعالم. فكرس ما بقي من حياته، أي منذ هجرته إلى فلسطين حتى وفاته سنة 1922، لإعداد معجم العبرية الحديثة. وقد أسس منهجه على رفض دعوى مفكري عصر الأنوار (النهضة اليهودية)، الذين يتشبثون بلغة التوراة وأسلوبها دون غيرها. إذ اللغة العبرية كانت عنده وحده متكاملة تبدأ بلغة التوراة، وتنتهي بكراسة الأطفال. فجاء عمله ضخماً، ضم سبعة عشر جزءاَ، رتب خمسة منها في حياته وأتم ترتيب الباقي وإعداده، رأس الأكاديمية العبرية، طور سيناي، فأخرجه آخر سنة 1959.
وإذا كان المجال لا يسمح بالإسهاب في وصف هذا المعجم، فإننا نكتفي بالقول بأن ابن يهودا اعتمد المناهج المعجمية العربية من بين ما اعتمد، واعتبر العربية مصدراً مفضلاً في كثير من ما وضعه من ألفاظ جديدة، سواء عن طريق الصياغة أو الاشتقاق أو النحت، وكذا في شرحه لكثير من غوامض الألفاظ التوراتية التي لم تشف فيها كتب التفسير غليلا.
كان معجم ابن يهودا موسوعة لغوية أحيت ماضي اللغة العبرية، كما كان ملتقى للغات، إذ بالإضافة إلى ما سبق أن ذكرناه، فإن صاحبه يضع لكل لفظة مقابلها بالفرنسية والإنجليزية والألمانية. وتعد مقدمته، وسماها المقدمة الكبرى، وطبعت في كتاب على حدة فيما يقارب الثلاثمائة صفحة، من أهم ما كتب عن تاريخ العبرية والعروبيات (الساميات) والمناهج المعجمية.
مات إليعزر ابن يهودا سنة 1922، أي قبل الإعلان عن قيام إسرائيل بستة وعشرين عاماً، حدث فيها فوق هذه الأرض، الكثير مما غير من المصائر، وتوالت عليها الهجرات العديدة، خصوصاً بعد 1948، فقامت مدينة بابل من جديد، نظراً لتقاطر أجناس يهودية تعددت لغاتهم وألسنتهم، ولم يستطع عطار ابن يهودا وحده أن يصلح ما أفسده الأقوام، فتوالت الحركة المعجمية متنوعة، وتتابعت فهارس النصوص المقدسة مثل فهرست التوراة والتلمود ولغة الربيين ولغة كبار المفكرين، وكثرت معاجم المصطلحات والمعاجم المتعددة اللغات والموسوعات العامة والخاصة. ولا يتسع المجال لذكر هذه الأعمال المتعددة والمتنوعة، غير أننا سنذكر بعض العناوين التي لها مغزاها، مع ذكر سنوات الصدور، لأن هذه السنوات كافية بنفسها لتصوير هذه الحركة المعجمية، ووضعها في إطارها التاريخي والسياسي، ففي 1928 صدر العدد الأول من مجلة לשונינו (لَشونِينو) (لغتنا) وهي أهم أداة لتطويع اللغة العبرية، وما زالت لحد الآن اللسانَ الناطق باسم مجمع اللغة العبري- ويترأس المجلة ومجمع اللغة العبري اليوم، موشي برأشر المولود في قصر السوق بالمغرب- ثم توالى صدور المعاجم، فصدر سنة 1925 معجم المصطلحات التقنية. 1930 معجم النباتات ومعجم المصطلحات الكهربائية: التلفون والتلغراف. 1932 معجم الأسماء الجغرافية المصوبة بفلسطين. 1933 معجم المصطلحات المهنية لسائقي القطارات. 1934 المصطلحات الطبية وعلوم الطبيعية. 1936 معجم مصطلحات فن الإعلام. 1938 معجم مصطلحات مسك الدفاتر. 1946 معجم نباتات فلسطين. 1947 معجم مصطلحات النسيج، ومصطلحات المطافئ. 1950 معجم علم النفس. بالإضافة إلى هذا تضاعفت النشاطات الصحفية التي اعتبرت معركة اللغة العبرية واجباً مقدساً استرخصت من أجله كل شيء.
لم يعد معجم ابن يهودا وهذه الحركة كافيين للاستجابة لمتطلبات المستجدات، فدعت الضرورة إلى إيجاد معجم آخر يستدرك ما استجد، فظهر المعجم الحديث لأبراهام بن شوشان، في سبعة أجزاء ما بين 1948 و 1952. وظهرت أول طبعة منه سنة 1966، فتناول 71251 مادة مع أصولها العروبية ومقابلاتها وشواهدها من كل عهود اللغة العبرية. وأورد فيه صاحبه عشرين ألفاً من الأقوال والأمثال والعبارات، عبرية ومعبرنة، وذيل الكل بذيل لمختصر نحوي وصرفي، وبأسماء المكاييل والأوزان والنقود والأعلام والمشاهير. ثم صدرت منذئذ الكثير من المعاجم المختصة في كل العلوم، لا يسمح الحيز بذكرها، وقد أعددنا مادة كتاب كامل في الموضوع، نرجو من الله أن يمد في العمر وبالقوة لإخراجه.
لم تقنع كل هذه الأعمال المعجمية علماء اللغة اليهود المعاصرين، فظهر مقال في مجلة Ariel، وهي مجلة خاصة بالآداب والفنون، تصدر في إسرائيل (العدد 13 سنة 1966)، يدعو إلى وضع معجم تاريخي للغة العبرية، وهو مقال فصل فيه كاتبه بن حييم، الدواعيَ التي دعته إلى التفكير في هذا المشروع، حيث بين أن فترة أربعين سنة، وهي الفترة الفاصلة بين إعداد معجم ابن يهودا وسنة 1966، تدعو إلى إنجاز مشروع المعجم التاريخي، وبين المنهج الذي يجب أن يبنى عليه هذا المشروع. وظهر أول إنجاز من هذا المشروع سنة 1969، وقد اعتمد الحاسوب كتابة وإنجازاً وتحقيقاً. ويستحق هذا العمل حديثاً خاصا لتبيان طريقة الانتقاء والمنهج واختيار المصدر وتقديس الهدف.
إنها حركة معجمية أوصلت لغة لم تكن شيئاً لتصبح كل شيء، لا يكتب فوقها أو تحتها أو بجوارها، أي لغة أخرى في المحافل الرسمية وغير الرسمية، لأنها هي الأشرف من غيرها عند أصحابها. ونكتفي بالوقوف هنا، لأن قصدنا أن نقول اليوم شيئاً، ونحن نعيش معركة لغوية مشوشة يتحدث في شأنها العارف وغير العارف، ولم نجد اللغة التي نعبر بها عما نشعر به في حال نحن فيها، غير استعارة تاريخ مجهود للغة لم تكن فصارت ولها من القوة ما علَّمت به وترجمت إليه واخترعت فيه في كل علوم العصر، ولها السبق في الكثير منه. فلنأخذ المثل من مجتمع تعلمت فيه الأمهات اللغةَ العبرية من أفواه أطفالها وما كانت تعرفها. مجتمع يغلق باب بيوته على عشرات اللغات، تبعاً لأصول القادمين والمهاجرين، ويسير في الشارع بلغة واحدة تضع قبعة الأوربي على رأسها وتتدثر بعباءة يعقوب وتخترع بمناهج أينشتاين. صحيح أن هذا المجهود رافقته كل لغات الدنيا. وهذا ما نريد مثيله، ونحث عليه، ونسعى إلى أن يتعلم طفلنا أكثر من لغة بوصفها أداة للتفتح والوصول إلى المعارف. وتعلم اللغات شيء، والتعليم بها شيء آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.