من عروس الشمال طنجة إلى الفحص أنجرة وأصيلة، ثم العرائشوالحسيمة، مرورا بالجوهرة الزرقاء شفشاون ووزان، ثم القصر الكبيروتطوان، ينطلق الفنان التشكيلي محمد أغصاي في جولة فنية محضة هي الأولى من نوعها، على صعيد طنجةتطوانالحسيمة، بهدف الترويج للوحته الفنية الراصدة لطقس البيعة، وذلك بالتزامن مع حفل الولاء، مفعلا بذلك صفة "المواطن العضوي" على أرض الواقع. منذ سنوات، ظل الشاب محمد مهووسا بحب الرسم والفرشاة، باعتبارهما صديقين للبيئة والمواطن والمجتمع، ومن هذا التأثر نبعت فكرة تفعيل جولة تستهدف 10 مدن بجهة طنجةتطوانالحسيمة، واختار أن تكتسي حلة مبادرة فنية مواطنة تكريسا وترسيخا لطقس البيعة والولاء المتجذرين في تاريخ الدولة العلوية. ويقول الفنان الشاب، متحدثا لهسبريس عن الجولة التي تزور 10 مدن بجهة طنجة: "بعد نجاح جولتي الفنية التي جاءت على شكل معرض متنقل داخل الجهة، ضم لوحات فنية للأسرة الملكية العلوية. وعقب الإشعاع الذي ناله المعرض والإعجاب الذي حظي به من لدن ساكنة الجهة من خلال التفاعل مع اللوحات، تولدت فكرة الانخراط في وتعزيز روابط التضامن والتلاحم بين الشعب والملك". اختار محمد لقافلته التي تنطلق يوم الإثنين من مدينة طنجة شعار "شعبك يبايعك"، وسيلتقي خلالها بمواطن عن كل حاضرة قصد المساهمة في "طابلو البيعة"، ليضع لمسته باللون الأحمر ويملأ حرفا من الأحرف العشرة المكونة لعبارة "شعبك يبايعك"، كعربون "ولاء وإخلاص دائم ومتجذر بالنظر إلى رابط البيعة المقدس الذي يجمع شعبا عظيما بملك همام"، وفق تعبيره. وأبى الفنان التشكيلي أغصاي إلا أن يشارك ساكنة جهة الشمال حبه وولاءه الذي يكنه للعرش العلوي والتعلق المتين الذي يعتريه، واختار التعبير عن مكنونه هذا من خلال لوحة فنية يعتبرها أجمل ما جادت بها قريحته وباحت بها أنامله. وأضاف الفنان: "أخذ مني هذا العمل أزيد من سبعة أشهر بين التخطيط والإنجاز لكونها لوحة تركيبة وليست لها صورة مرجعية واحدة، بل هي من وحي الخيال والاقتباس، وتضم مشهدا مهيبا لحفل البيعة المقدسة والمتجذرة في عمق هويتنا المغربية الأصيلة التي نفتخر ونعتز بها". من خلال هذه اللوحة، يقول التشكيلي نفسه، "أصبحت الألوان والتفاصيل الكبيرة والصغيرة لمراسيم تقديم البيعة راسخة في ذهني ومخيلتي وواقعا يلازمني أينما حللت وارتحلت". ويهدف الفنان ذاته، من خلال هذه الجولة، إلى تخليد الذكرى العشرينية لعيد العرش المجيد والتعبير عن ولائه وبيعته الدائمة، إلى جانب مشاركة هذا الولاء مع ساكنة جهة الشمال، مؤكدا أن ختام الجولة بمدينة تطوان سيعرف رفع هذه اللوحة الفنية باسمه وباسم ساكنة جهة طنجةتطوانالحسيمة إلى السدة العالية "على سبيل الإهداء في عيد العرش المجيد.. في الذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه الميامين"، على حد تعبيره.