بعد موجة داء السل التي اجتاحت مستشفى الرازي التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس، وأدت إلى إغلاق المجال الخاص بهذا المرض، ظهرت حالة من الهلع من جديد بالمؤسسة الصحية سعادة للأمراض العقلية والنفسية بمراكش. هذا الوضع دفع ممرضا بمستشفى السعادة إلى الاعتصام، بعد ظهور حالة إصابة بالسل الرئوي بين المرضى، ما دفع المسؤولين إلى نقله إلى مستشفى الرازي لإخضاعه للفحوصات الطبية. وأفاد بلاغ للنقابة الوطنية للصحة العمومية "فدش" بأن الحيسن محمد أشرف، الكاتب المحلي لمستشفى سعادة، "أصيب بسعال شديد ونقص في الوزن، وأصبح من المستحيل التوجه إلى منزله دون التأكد من عدم إصابته"، مضيفا: "كل هذا يحدث أمام صمت رهيب من المسؤولين الذين يعتبرون السبب الأول في هذه المشاكل". وواصل التنظيم النقابي: "ومنه قرر الكاتب المحلي الدخول في اعتصام مفتوح، حتى إيجاد حل لهذه المشكلة"، محملا المسؤولية ل"كل من مدير مستشفى ابن زهر المسؤول عن تدبير مشفى سعادة كذلك، والمديرة الجهوية والمندوب الإقليمي للصحة". الحيسن محمد أشرف قال من جهته لهسبريس: "كل نزلاء مستشفى سعادة الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية، وأطره الطبية والتمريضية وموارده البشرية، مهددون بالإصابة بداء السل"، مشيرا إلى أن "مريضا أصيبت إحدى رئتيه والأخرى في الطريق"، وأضاف: "ما يزيد الطين بلة هو توقف رجال الأمن عن العمل بهذه المؤسسة الصحية، بسبب عدم توصلهم برواتبهم لأزيد من ثلاثة أشهر، وهذا الوضع يجعل الممرضات في فوهة بركان مع مرضى يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية". وأورد الممرض ذاته: "يعيش هذا المستشفى الذي يضم ما يفوق 100 نزيل كارثة إنسانية بسبب انتشار داء السل الرئوي الذي ينتشر في الهواء"، مشيرا إلى أن هذه الداء ظهر بالمشفى منذ ثلاثة أيام، "دون أن يتكفل أي مسؤول بالحضور، خوفا من إصابتهم به". في المقابل أوضح بلاغ توضحي توصلت به هسبريس من المندوبية الإقليمية أن فحوصات طبية لنزيل من نزلاء عملية "كرامة" لبويا عمر، من طرف الطبيبة المختصة في أمراض الجهاز التنفسي بالمركز الاستشفائي الجهوي "ابن زهر"، كشفت، يوم الأربعاء، حالة واحدة للإصابة بداء السل. وأكدت الوثيقة أن "هذا المريض تم التكفل به وعزله بغرفة عن باقي النزلاء وإعطاؤه الأدوية اللازمة"، مضيفة: "وبما أن مرض السل الرئوي يعد من الأمراض الوبائية، تم القيام يوم الجمعة ببحث وبائي من طرف الطبيبة المختصة؛ وذلك حسب القواعد المتعارف عليها دوليا، إذ تم إجراء فحوصات إشعاعية لخمسة نزلاء مقيمين مع المريض، والممرضين العاملين بالمصلحة". وتابع البلاغ: "تبين من خلال هذه الفحوصات غياب أي إصابة جديدة بمرض السل، كما قامت الطبيبة المختصة بتقديم كل الشروحات للممرضين حول داء السل الرئوي، وتم تزويدهم بوسائل الوقاية الأساسية، والمتمثلة في أقنعة طبية لاستعمالها في حال تواصلهم مع المريض أثناء تقديم الأدوية الخاصة به. كما سيتم إجراء الفحوصات الإشعاعية لباقي النزلاء بالقسم بعد فرزهم من طرف الأطباء، وكذلك العاملين بالقسم". تجدر الإشارة إلى أن نزلاء عملية كرامة الذين تم إجلاؤهم من بويا عمر، والذين عانوا من انتشار عدد من الأمراض الوبائية، بما فيها داء السل، بسبب ظروف عيشهم المتدهورة، يستفيدون بمستشفى سعادة من ظروف صحية للإقامة، حيث التهوية لكون الأقسام بالمستشفى تتوفر على حدائق يظل بها المرضى، وهي من الشروط الأساسية للوقاية من مرض السل الرئوي. كما يتوفر المستشفى على عقود مع شركات مناولة تقوم بالنظافة والبستنة وغسل الأغطية والمطعمة. وتقوم إدارة المركز الاستشفائي الجهوي بتمكين النزلاء من جميع الفحوصات والاستشارات الطبية والجراحية المتوفرة وإعطائهم الأولوية في ذلك؛ كما قامت بتعيين تقنية في حفظ الصحة مهمتها مراقبة ظروف إقامة النزلاء والتدخل فورا لدى شركات المناولة ووضع برنامج دوري للتنظيف العام لجميع أقسام المستشفى، على حد مضمون البلاغ المذكور. وتعقيبا على ما ورد في وثيقة المندوبية الإقليمية للصحة، قال الحسين محمد أشرف لهسبريس: "خضعت للفحوصات الطبية، وأخبرتني الطبيبة بأن الأعراض لن تظهر إلا بعد فوات 15 يوما، لأن جهاز الكشف لم يظهر أي علامة، ولذلك تصعب معرفة مدى حضور الباكتيريا في جسدي".