فتحت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، الاثنين، تحقيقا في وفاة الطفلة كوثر بوجليل، التي كانت تبلغ قيد حياتها 13 سنة من العمر، بقسم العناية المركز بمستشفى الأم والطفل بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بالمدينة ذاتها. وتنفيذا لتعليمات الوكيل العام لدى المحكمة سالفة الذكر، استمعت الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش لأسرة الطفلة كوثر، التي كانت تقطن قيد حياتها بجماعة وقيادة تزارات دائرة توامة بإقليم الحوز. وكانت الطفلة الهالكة قد أصيبت بكسر على مستوى ورك رجلها اليسرى، وهي في طريقها إلى المدرسة، ونقلت إلى المستشفى الجامعي في اليوم الثاني من الشهر الجاري، حيث أجريت لها عملية جراحية في اليوم التاسع منه وخضعت للعناية المركزة وهي في حالة غيبوبة تامة لم تستفق منها، بعدما وافتها المنية يوم الأحد، حسب بلاغ توصلت به هسبريس من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وطالب يوسف أبيدار، نائب رئيس الفرع المحلي للشبكة الوطنية لحقوق الإنسان بجماعة تزارت مسقط الطفلة، "إدارة المشفى بتقديم التوضيحات اللازمة حول أسباب وفاة كوثر"، معبرا باستغراب عن طول المدة الفارقة بين ولوج الطفلة كوثر إلى المستشفى وتاريخ إجراء العملية الجراحية، ولمدة مكوثها بقسم العناية المركزة. وفي السياق نفسه، قالت الفاعلة الجمعوية فوزية ميموسي: "دخلت هذه الطفلة بصحة وعافية سوى كسر برجلها؛ لكنها منذ ولجت مستشفى الأم والطفل لم تخرج منه سالما". وواصلت فوزية ميموسي قائلة: "كنا نطمئن عليها من خلال زجاج غرفة العناية المركزة فقط، لم نرها تتكلم أو تتحرك، على الرغم من دخولها إلى غرفة العملية الجراحية بعد ما قضت فترة وهي تلعب بحديقة المركز الجامعي". وأجمعت كل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والفرع المحلي للشبكة الوطنية لحقوق الإنسان بجماعة تزارت والفاعلة الجمعوية المذكورة على مطالبة السلطات بفتح تحقيق لمعرفة أسباب وفاة الطفلة كوثر بوجليل وترتيب الجزاءات القانونية الضرورية وجبر ضرر أسرتها طبقا لقواعد العدل والإنصاف.