متلمسة دنو "سواد الأفق"، الآتي من الأراضي الليبية، التي تعاني من أطماع دولية متفرقة، اتفقت مختلف الدول المغاربية على رفض التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي الليبي، وهو ما دفع الاتحاد المغاربي إلى طرح فكرة تفعيل الدور المحلي لاحتواء "أزمة الجيران"، دون تحويلها إلى بركة للصدام العسكري، قد يجر مشاكل جمة على منطقة شمال إفريقيا. وأشاد الأمين العام للاتحاد المغاربي، الطيب البكوش، ب"موقف الدول المغاربية الرافض للتدخلات الأجنبية والعسكرية الرامية إلى تحويل ليبيا إلى ساحة للحرب بالوكالة"، واعتبر هذا الموقف الموحد "خطوة إيجابية نحو تفعيل الدور المغاربي لاحتواء الأزمة الليبية"، مشددا على "ضرورة تغليب الحوار والحلول السياسية لتسوية الأزمة داخل الفضاء المغاربي"، ومؤكدا أن "الحل في ليبيا يكون سياسيا ومغاربيا وإفريقيا بدعم أممي". ومنذ بداية الأزمة اللّيبية، سَعى المغرب إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف عبر مجموعة من المفاوضات التي احتضنتها الصّخيرات. وقد نتجت عن هذه الاجتماعات العديد من المخرجات التي كانت تصبُّ في اتجاه دعم المرحلة الانتقالية وعدم وصول ليبيا إلى المجهول. واسْتمرت الجهود المبذولة من قبل المغرب لمواجهة المخاطر التي تهدّد المنطقة ككل، سواء من قبل التنظيمات الإرهابية أو مشكل الهجرة. كما دعت جامعة الدول العربية إلى دعمِ الجهود والمخارج التي سلكتها مفاوضات الصخيرات في مسار تعزيز الأمن في ليبيا. وفي السياق، أورد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن "السيناريوهات التي طرحها الطيب البكوش هي الصحيحة؛ فالأزمة الليبية قضية مغاربية، ويجب أن تساهم دول المنطقة في حلها"، مشددا على "ضرورة اجتماع المغرب والجزائروتونس مع الفرقاء، رغم الرغبة الدفينة لدى "قصر المرادية" في إقصاء المملكة من الحل". وأضاف الحسيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجزائر تحاول طرح حل الملف بشكل يقتصر على الدول الحدودية (تونسوالجزائر)"، مشيرا إلى أن "المغرب متشبث بقرار الصخيرات، الذي أفرز حلولا ناجعة، تجاوزها مع الأسف الجنرال خليفة حفتر"، ومسجلا أن "المغرب كان ذكيا من خلال رفضه التدخل الأجنبي، دون ذكر المعني مباشرة". وأوضح الأستاذ الجامعي أن "تدخل تركيا ستتبعه تدخلات أخرى، من طرف دول تكن لها العداء، وهذا غير مقبول بالمطلق"، مؤكدا أن "الاتحاد الأوروبي يتداول هو الآخر بشأن الأزمة القائمة، فيما من المرتقب أن يعقد "مؤتمر برلين" لمناقشة واقع ليبيا، بحضور الجزائروتونس فقط"، وزاد: "الوضعية حرجة ميدانيا وأي توجه نحو مزيد من العسكرة ليس في صالح المنطقة".