يجد المغرب نفسه مطالبا بوضع منهجه الخاص لتحديد مستقبله، ما دامت الدول الأخرى متخبطة في مواجهة الجائحة وتبدو أقل احترافية من النظام المغربي. بعد 20 أبريل سيكون التحدي الأبرز للمغرب هو الرفع التدريجي لحالة الطوارئ دون عودة الجائحة بشكل أكبر على شاكلة أمواج، كما حذر من ذلك كبير مستشاري منظمة الصحة العالمية بروس إيلوارد. بإمكان النموذج المغربي أن يكون استثنائيا فعالا وقابلا للتصدير. هذا المقال يقترح خطة مندمجة تروم التعامل الإيجابي مع المرحلة القادمة. خطة تعتمد على خلق التوازن بين الحفاظ على أرواح الناس والحفاظ على موارد رزقهم كما تجنب الدولة تنشيف ينابيعها الاقتصادية وكارثة استقرار تصاعد الحالات بشكل دائم. تعتمد الخطة على ثلاثة محاور أساسية: 1. الدولة المنطقة، 2. التناوب الزمني، 3. العمال المرابطون. 1. الدولة المنطقة: يتم تقسيم البلاد إلى مناطق موبوءة وأخرى آمنة. يتم حماية المدن والأقاليم الآمنة والربط بينها إن كانت مجاورة لبعضها البعض، مع إعطائها رقما موحدا لها يكتب على الكمامة ليتم التأكد من عدم دخول غير ساكنتها إليها وهذا يعوض آلية التحكم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. أما بالنسبة للمدن الكبرى فيمكن تقسيمها إلى مناطق يربط بينها إن كانت متجاورة وآمنة ويعطى لها نفس الرقم. يتم حراسة المناطق بقوات الأمن مع وضع المتاريس. 1.2. المناطق العازلة: بين المناطق الآمنة والموبوءة مناطق عازلة تحرسها السلطات وفيها يتم التبادل التجاري وتكون المنطقة معقمة إن كان ممكنا. 2.2. المناطق الآمنة: تكون معفية من الحجر وإن انتقلت المنطقة من موبوءة إلى آمنة فآنذاك يرفع عنها الحجر مع إغلاق حدودها ليعيش الناس بشكل طبيعي، أما المناطق الموبوءة فيفرض فيها التناوب الزمني. 2. التناوب الزمني: يتم إعطاء مهلة أسبوع تحت حالة الطوارئ الحالية للناس، قصد قضاء أغراضهم وابتياع حاجياتهم ليتم بعده فرض حظر شامل على الخروج مع إغلاق كل المحلات، ليتم الكشف عن الإصابات وغالبا ما تظهر بعد خمسة أيام. بعد أسبوع الحظر يباح للناس المتواجدين في منطقة موبوءة أن يمارسوا حياتهم بشكل عاد وفتح كل المحلات مع الإبقاء على عدم التنقل من منطقة إلى أخرى. تستمر الحركة أسبوعا فيكون فيه "يغاث الناس وفيه يعصرون" 3. العمال المرابطون: بالنسبة للقطاعات الحيوية والتي يسكن عمالها في مناطق بعيدة عن أماكن إقامتهم فبإمكناهم العمل والبقاء في أماكن عملهم بعد أن يكونوا قد احضروا لوازمهم الخاصة بهم مثل ما يفعل كثير من الأطباء في بلدان مختلفة وكما هو منتشر في اليابان بين الطبقة العاملة. حتى عمال القطاعات الغير حيوية فبإمكانهم القيام بنفس الأمر شريطة تحمل عدم ترك مقرات عملهم. وغاية هذا التشديد هو ضمان عدم تنتقل العدوى من منطقة إلى أخرى وحصر الإصابات في مواقعها الجغرافية. بفضل التناوب الزمني يحدث ما يلي: يسمح بظهور كل الإصابات في أيام الحظر الشامل في المنطقة الموبوءة دون السماح بتواصل تنقل الفيروس إلى حالات أخرى جديدة لغياب التواصل الاجتماعي ولما يرفع الحظر في الأسبوع الموالي وعند خروج الناس يكون بالإمكان تحديد مناطق الإصابة الجديدة لتطويقها وممارسة أكبر قدر من الفحوصات. هاته الطريقة تسمح أيضا بتجنب الضغط على القطاع الصحي لأنها تبطئ انتشار الوباء. 2. في النظام الحالي تتوقف العدوى بالليل وقد تحدث بعض الحالات بالنهار أما في المرحلة المقترحة يتم وقف العدوى بشكل كلي عند الحظر وتستمر الأنشطة الاقتصادية بشكل شبه كامل في الأسبوع الموالي مع تركيز أكبر لتعويض ما ضاع من نشاط تجاري وخدماتي وقت أسبوع الحظر. 3. تستطيع كل المحلات فتح أبوابها مما يخفف على كثير من المهن التي تعاني في الوقت الحالي، كما أن الإقبال المضاعف في أسبوع العمل ستعوض خسائر أسبوع الحظر. تستمر التعبئة من أجل اتخاذ أسباب الوقاية والنظافة ومسافة الأمان مع منع التجمعات وإغلاق المدارس ومنع الانتقال من منطقة إلى أخرى إلا كما بينا أعلاه. كما يجب التركيز على إجراء الفحوصات بشكل أكبر في المناطق الموبوءة ودعوة رجال الأعمال إلى المساهمة في توفير التجهيزات الطبية.