صدامات مستقرة الزمن، باتت تنشب بين تنظيمات الحركة الأمازيغية وتيارات سلفية إسلامية، بخصوص احتفالات رأس السنة الأمازيغية التي تصادف 13 يناير من كل سنة، فقد تفرقت السبل بين الطرفين، للتخليد افتخارا وآخرين اختاروا التحريم قطعا. وبينما يترقّبُ تحرّك على أعلى مستوى لاعتماد رأس السّنة الأمازيغية عطلة وطنية مؤدّى عنها، خرج سلفيون ونشطاء إسلاميون بتصريحاتٍ رافضة لهذا التّوجه الحقوقي، مؤكّدين أنّ "السنة الأمازيغية مجرد خرافة لتقسيم المسلمين في بلاد المغرب الإسلامي". ويضغط النّسيج الحقوقي الأمازيغي والبرلماني من أجل إقرار رأس السنة الأمازيغية، على اعتبار أنّ الاحتفال بها يمثّل تقليدا راسخا في الثقافة الشعبية لشمال إفريقيا؛ بينما تؤكّد السّلطات الحكومية المغربية أنّ هذه الورقة "سيادية في يد الملك محمد السادس". لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي للصخيرات وتمارة، قال إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هو من الأعراف الثقافية والعوائد الاجتماعية التي توارثها الخلف عن السلف في سوس والأطلس والريف ونقلها الأمازيغ معهم حيثما توجهوا واستقروا، وهي احتفالات لا تخالف الدين والشرع". ويضيف السكنفل: "عشنا هذه الاحتفالات مرارا في قرانا ودواويرنا، وهي عبارة عن اجتماع الأهل والأقارب والجيران حول طعام خاص تهيئه النساء ويعرف هذا اليوم بليلة يناير، الذي هو ترجمة لجملة "ايض يناير" باللغة الأمازيغية، وهذه الليلة مرتبطة بالتقويم الفلاحي، الذي يعتبره الأمازيغ تقويما يساير حياتهم". وأورد المتحدث أن الرجال والنساء والشيوخ والشباب والأطفال يشاركون في هذه الاحتفالات في المناطق الفلاحية في الجبال والسهول التي يقطنونها، كما يشارك فيها العلماء بدروس علمية وعظية داعية إلى شكر النعمة والفرح. وأشار المصرح لهسبريس أن جميع أهل الدواوير يشاركون بأهازيج تعبر عن الفرح والسرور وعن الهوية التي يمتزج فيها ما هو ثقافي، ويتمثل في المأكولات الخاصة والعادات الاجتماعية في اللباس وما هو فني يتجلى في الأهازيج المعبرة عن الفرح والسرور. ويتم كل ذلك بعيدا عن المجون والفسق والفجور الذي لا يتفق مع هوية الأمازيغ، هو إذن احتفال عائلي بامتياز، وعليه فإن هذا الاحتفال ليس حراما بل هو جائز شرعا؛ لأنه من الأعراف والعادات التي لا تناقض عقيدة، ولا تنافي خلقا ولا تعارض شرعا. وأكمل السنكنفل تصريحه قائلا: العرف والعادة من أصول التشريع في الإسلام، وقد جاء هذا الدين ليؤلف بين القلوب لا لينشر الفتنة والكراهية لكل ما هو جميل؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما لما بعثها إلى اليمن: "بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا".