مهنيو قطاع النقل الطرقي للبضائع يرفضون مضامين مشروع مرسوم ولوج مهن النقل ومزاولتها    فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني .. وطهران تؤكد فقدان الاتصال    المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : احتفاء بالذكرى ال19 تحت شعار التعبئة والتوعية بالأهمية الحيوية للأيام الألف الأولى من حياة الطفل    شركة تسحب رقائق البطاطس الحارة بعد فاة مراهق تناوله هذا المنتج    شبيبة الأحرار تستنكر "التشويش" على الحكومة    الجيش الكونغولي يعلن إحباط "محاولة انقلاب"    الرياض وواشنطن تقتربان من توقيع "اتفاقيات استراتيجية" تمهد للتطبيع    ساكنة الناظور تستنكر إبادة الفلسطينيين في وقفة تضامنية    أخبار الساحة    ألف تذكرة لمشجعي بركان أمام الزمالك    المعرض الدولي للنشر والكتاب.. إبراز تجليات مساهمة رئاسة النيابة العامة في تعزيز جودة العدالة    الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تُبرز حضور الشباب المغربي في صلب أولوياتها    البطاقة البيضاء تحتفي بالإبداع السينمائي الشبابي خلال مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة    انفجارات السمارة.. أكاديمي يحمل المسؤولية للجزائر    باحثون مغاربة وأجانب يتخوفون من تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب والفن    بسبب الجفاف.. الجزائر تتجه لخطف المركز الثاني من المغرب    مجموعة «إمديازن» تعود لجمهورها بأغنية «إلى الجحيم يا حساد»    الإطار المرجعي للامتحانات يخلق الجدل ومطالب بحذف بعض الدروس    إحباط "محاولة انقلاب" في كينشاسا بحسب متحدث باسم الجيش الكونغولي    المالكي : السينما.. جسر تواصل ولغة عالمية تتسامى على الاختلافات    عطية الله: سقوط سوتشي "أمر مؤسف"    "لا داعي للمالديف".. مصممون سعوديون يعرضون أزياءهم على شواطئ المملكة    أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: تسليط الضوء على تحديات وفرص استعمالات الذكاء الاصطناعي في المرافق الأمنية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    تصادم بين سيارتين يرسل 5 اشخاص الى مستعجلات طنجة    بعد إسبانيا.. مزارعون فرنسيون يعتدون على شاحنات مغربية محملة بالطماطم    موقع أمريكي يصنف طنجة وشفشاون ضمن أرخص الوجهات السياحية في إفريقيا    نجم المنتخب الوطني قريب من مجاورة حكيم زياش    أنشيلوتي يوضح موقفه من أزمة تشافي مع برشلونة    المغرب وفرنسا يعززان التعاون السينمائي باتفاق جديد    مهرجان "فيستي باز" ينتقد وسائل الإعلام الوطنية والقنوات الرسمية    بعد صفعة العزل.. بودريقة مطلوب في جامعة الكرة لهذا السبب    سائقون يتركون شاحنات مغربية مهجورة بإسبانيا بعد توقيعهم على عقود عمل مغرية    استعدادا لموسم الصيف.. حملة تستهدف تحرير كورنيش طنجة والشاطئ    بسبب أمطار شهر ماي.. فلاحون يتخوفون من تضرر المحاصيل الزراعية    مستشفى بغزة يعلن مقتل 20 شخصا في قصف إسرائيلي    مهرجان كناوة بالصويرة من المواعيد الموسيقية الأكثر ترقبا خلال 2024 (موقع أمريكي)    في سابقة بالسعودية.. تنظيم أول عرض أزياء لملابس السباحة    في ظرف يومين فقط.. عدد زوار الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بأكادير يبلُغ 770.000    بعد شجاره مع المدرب.. إشبيلية يزف خبرا سارا للنصيري    مواجهات مسلحة بين مغاربة وأفراد عصابة في إسبانيا    أفغانستان: مصرع 50 شخصا بسبب الفيضانات غرب البلد    أوسيك يهزم فيوري ويصبح بطل العالم بلا منازع في "نزال القرن"    لماذا النسيان مفيد؟    كمال عبد اللطيف: التحديث والحداثة ضرورة.. و"جميع الأمور نسبية"    ندوة علمية بمعرض الكتاب تناقش إكراهات وآفاق الشراكة بين الدولة والجمعيات    الزليج ليس مجرد صور.. ثقافة وصناعة وتنظيم "حنطة" وصُناع مَهَرة    أطعمة غنية بالحديد تناسب الصيف    الأمثال العامية بتطوان... (602)    أخنوش يقود الوفد المغربي بمنتدى الماء العالمي بإندونيسيا.. وجائزة الحسن الثاني تخطف الأنظار    هكذا يهدد المغرب هيمنة إسبانيا في هذا المجال    ملتقى الأعمال للهيئة المغربية للمقاولات يبرز فرص التنمية التي يتيحها تنظيم كأس العالم 2030    المغرب يسجل 35 إصابة جديدة ب"كوفيد"    دراسة: توقعات بزيادة متوسط الأعمار بنحو خمس سنوات بحلول 2050    الأمثال العامية بتطوان... (600)    السعودية تطلق هوية رقمية للقادمين بتأشيرة الحج    وزارة "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    العسري يدخل على خط حملة "تزوجني بدون صداق"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هم أحق الناس بالتحقيق معهم ومتابعتهم:عصيد أم خصومه؟
نشر في هسبريس يوم 30 - 04 - 2013

تناقلت بعض الصحف والمواقع نبأ حشد بعض بني علمان من الاستئصاليين لقواهم ومنظماتهم وتقديم شكوى عن طريق بعض المحامين للتحقيق مع محمد بولوز وحسن الكتاني بحجة التحريض على حبيبهم وقرة عينهم "قداسة العصيد" مما يثير العجب والاستغراب على منهج المثل المغربي "ضربني وابكى وسبقني وشكا".
وأحب بداية أن أبين جملة أمور : ومنها أني هنا ومن قبل في مقال "عصيد والمثال السيء للطغمة العلمانية الاستئصالية الحاقدة" أتكلم بصفتي الشخصية وليس بالصفة الحركية التي يحاولون بكل جهد الإشارة إليها، فما من غنم فهو لأمتي وأسأل فيه الأجر والثواب وما من غرم فأتحمل مسؤوليته وحدي وأسأل الله فيه الصفح والغفران.
ثم إن المومن المتفقه في دينه له حرص كبيرعلى إدخال الناس في الدين وليس أبدا إخراجهم منه، وهو يفرح بكل داخل جديد فيه، فكيف بمن نشأ فيه بفعل الولادة والبيئة الاجتماعية. وإن التكفير أمر خطير، وكلما وجد المسلمون سبيلا لإبقاء الناس في دائرة الإسلام فعلوا وحتى لو شعروا بنفاقهم فحسابهم على الله، ومن أبى وأخرج بنفسه بقول صريح لا يحتمل التأويل، أو فعل إرادي لا يفهم منه إلا الكفر، فالله غني عن العالمين.
وإن أحكام الدين في هذه المستويات المتعلقة بالحكم على الناس لا يتناولها إلا الراسخون في العلم والأمناء على دين الله ولا يتولى أمر البث فيها إلا ذوي السلطان الشرعيين وليس من هب وذب.
ثم إن الأصل في الدين العناية بالبناء وعدم تضييع الأوقات مع السفهاء والمغرضين، ولكن الغضب لله ولرسوله ولدينه إذا وجب الأمر ومست الحرمات وانتهكت المقدسات محمود أيضا إن لم يكن واجبا، وإلا فهو الموت والبرود الذي لا حرارة معه ولا حياة، وقل بربك متى تغضب؟ وهل بعد التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم من خطوط أخرى ننتظر أن تمس وتنتهك؟
نعم، السب والشتم وقول السوء ليس من شيم المسلم ولا من عادته ولكن قد يباح له أحيانا كما يباح الخنزير عند الضرورة والاضطرار، ألم يقل مولانا وهو الحكيم العليم" لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا " ألم يقل في حق اليهود لما تجاوزا الحدود "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء" ووصف قوما بالكلاب وآخرين بالحمير، وقال في أبي لهب "تبت يدا أبي لهب وتب" ولعن أناسا ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرين ووصف صلى الله عليه وسلم مع ذلك بأنه لم يكن طعانا ولا لعانا، فهل يلام من ظلم في دينه وعقيدته ومقدساته ولا يلام من يضرب في كل ذلك في كل وقت وحين؟ وهل يكون المس برسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتا أو خلقا وأفعالا من قبيل حرية الرأي والفكر والمعتقد ويصبح المس "بقداسة العصيد" موجب للتحقيق والمتابعة وحشد شرذمة المفلسين بمقياس الدين؟
فما قاله الرجل صريح وواضح في المس بفعل من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله، فرسائله التي ينص فيها على عبارة "أسلم تسلم" قال فيها بعظم لسانه " هي في الحقيقة رسالة إرهابية" والشريط موجود بين أيدي الناس يمكن أن يتحققوا منه، ونحن نعرف الشحنة الدلالية لكلمة "إرهابية" في مثل زماننا، حيث تختزن كل قبيح ومشين، وما يغني بعد ذلك أن يتنصل الرجل بأنه لم يقل "النبي إرهابي" وصدق بعض الشباب ممن على لف الرجل ودورانه بالمثل المغربي القائل"ما ماتش غير خرجو مصارنو"..
ثم قال عصيد بشكل صريح عن تدريس هذه الرسائل النبوية لتلامذتنا " هذا شيء غير مشرف" وما أدري ما الذي يشرف عنده؟ أندرس جاهليات الدنيا بما فيها سيرة "الكاهنة" و"كسيلة" و"البورغواطيين" وحروب الرومان والبزنطيين وحروب المغول والصليبيين وغزوات الأوربيين في الأمريكتين والحربين العالميتين..كل ذلك يغرس في أبنائنا روح السلم والتسامح وثقافة حقوق الإنسان، بينما رسائل النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته ينبغي أن تقصى وتشطب حتى لا يتعلم أبناؤنا "ثقافة الإرهاب" بئس المنطق فحالك يثير الإشفاق، وحري بك أن تعتذر للمغاربة والمسلمين بل ولبني الإنسان على سخفك وسوء تقديرك، ولا تركب رأسك، وتزيد في تسفيه نفسك وتسفيه جوقتك بأعذار مهزوزة لا تقنع نفسك التي بين جنبك ولا الأطفال الصغار من حولك.
فهذه منك ليست الأولى، بل هذا ديدنك وحالك مع دين الأمة وثوابتها ورموزها منذ أن عرفناك، همز ولمز وغمز وتحقير.. غير أنك هذه المرة سقطت بالواضح في حفرة لم تحسب حسابها، وعوض التوبة والاعتراف ها أنت تستمر في التعالي والكبرياء والغرور والذي سيكسرك بلا انجبار، وتتهم الجميع بأنهم لم يفهموا قصدك وكأنك تكلمت بالعبرية أو كتبت بالهروغليفية، فلم يفهمك لا الكتاني ولا بولوز ولا الزمزمي ولا الفيزازي ولا باهشام ولا جمعية التربية الإسلامية ولا بنكيران ولا بلال ولا الشقيري ولا الخطباء والوعاظ ولا شباب الفايسبوك ولا معلقي هسبرس ولا السواد الأعظم من المغاربة وربما حتى في العالم الإسلامي..الجميع أبله إلا "سعادة العصيد"
فزلات عصيد كثيرة وعديدة يصعب استقصاؤها وعدها وهذا بعض ما حضرني منها:
- جعل الأمازيغية وكأنها في مقابلة الدين وبأنها لم تحقق مرادها في الدستور ما دام الدين لا يزال يحتل مكانة فيه، قال في مقال:"الأمازيغية،أوراش ما بعد الترسيم":"ضرورة التمسك بمبدإ الدمقرطة الشاملة التي لم تتحقق بعد مع الدستور المراجع، والتي تنبني على كون الأمازيغية ليست مجرد لغة بل هي قيم ثقافية ديمقراطية لا تجد إطار تحققها في الدستور الحالي الذي استمر عبر استعمال الدين في التحفظ على الحقوق والحريات الأساسية،"
- التعريض بالصلاة وإيهام أثرها السلبي على العمل (الصلاة والعمل)
- -يجعل سلوك المسلمين حجة على الإسلام للانتقاص منه يقول""إذا كان الإسلام دينا بريئا من كل النعوت السلبية وليس فيه مشكل في حدّ ذاته، فأين يكمن المشكل إذن، ما دام المسلمون يبررون كل مشاكلهم مع العالم ومع بعضهم البعض وكل أخطائهم انطلاقا من الدين ومن نصوصه؟".(مقال "أسئلة الإسلام الصعبة")
- -فما هو عند المسلمين خير القرون هو عند عصيد شيء آخر حيث قال: "لأن اللحظات التي تصور على أنها "عصر ذهبي" للإسلام والتي هي مرحلة النبوة والخلفاء الراشدين كانت أيضا مرحلة حروب فظيعة واقتتال شنيع وأحداث مهولة ولم تكن مرحلة سلم وحضارة وازدهار.."،(مقال "أسئلة الإسلام الصعبة"
- -وصفه الدين بالتناقض يقول:""إذا قام بعض المسلمين بالدفاع عن دينهم باستحضار نصوص ذات مضامين إيجابية، فإنّ بعضهم الآخر يرتكب الأخطاء الشنيعة اعتمادا على نصوص أخرى هي أيضا من القرآن والسنة، مما يطرح مشكل التعارض الصريح الموجود بين نصوص الدين الإسلامي، والارتباك في استعمالها، وهي تناقضات إن كان المسلمون يبتلعونها صامتين باللجوء إلى ألاعيب "الناسخ" و"المنسوخ" و"الضعيف" و"الصحيح" فإن باقي العالم لا يمكن له القبول بالتناقضات التي لا يستسيغها العقل السليم".(مقال "أسئلة الإسلام الصعبة")
- عدم إيمانه بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان يقول:""صالح لكل زمان ومكان"، حيث قال: "وكأن الإنسان لم يقم بثورات قلبت معارفه رأسا على عقب وجعلته يعي وجوده ووجود العالم بشكل مختلف لا نظير له في التاريخ ولا علاقة له بما كانت تقوله الأساطير والديانات المختلفة"(مقال "أسئلة الإسلام الصعبة")
- وقوفه مع التبشير المسيحي مقال(حول التبشير المسيحي بالمغرب)
- تأييده لقبل الممثلين، ورفضه تحكيم المعايير الدينية في الفن (انظر:مقال:"القبلة التي كادت تسقط الطائرة" ومقال:الدراما بين الدين والتاريخ)
- الدفاع المبطن عن حركة "فيمن" الاحتجاج بالتعري (مقال: توظيف الجسد بين الوعي التقليدي والوعي العصري )ودفاع عن تعري أحرار على خشبة المسرح، ووقوفه إلى جانب معظم أنواع الشذوذ.
- الطعن في نسب المولى إدريس حيث أصدرت الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة بالمغرب بيانا في الموضوع وتدعو فيه إلى وقفة احتجاجية وذلك بسبب طعن أحمد عصيد في نسب المولى إدريس الأزهر و التشكيك في نسب الملايين من ذريته من الأدارسة في المغرب والعالم بكل ما يتخلله ذلك من غمز ولمز، وتشكيك بلا حجة أو دليل، والطعن في شرف وعرض كنزة البربرية زوجة المولى إدريس الأول،
- ضرب الأسس التاريخية للدولة:يقول مقال:"الأسئلة القلقة في تاريخ المغرب (1) ":"وجعل الدولة المغربية مرتبطة في أساس إنشائها بالبيعة لآل البيت، وهي شرعية لم تعد تتناسب مع الشعارات التي تعلنها السلطة نفسها، مثل "المجتمع الحداثي الديمقراطي" و"الانتقال الديمقراطي" و"المساواة على أساس المواطنة" إلخ.."
- الضرب في العلماء يقول في الدكتورمصطفى بنحمزة "غير أن هذه القراءة الاجتهادية تجد في طريقها عائقا كبيرا هو تراكمات الفقه الإسلامي الميت، الذي ارتبط بعهود سابقة على التطور الذي حصلته البشرية في القرون الثلاثة الأخيرة، مما جعل ضحاياه من فقهائنا كثيرين ومنهم السيد بنحمزة. "انظر:"إلى مصطفى بنحمزة في معنى القيم الكونية"
- ويقول في شأن الريسوني في مقال"عندما يُشعل الإسلاميون نار الفتنة ويُتهم بها الأمازيغيون؟ ":"وبعد استماعنا إلى تصريح السيد الريسوني ضدّ الحركة الأمازيغية، لا يسعنا إلا أن نقول بالعامية المغربية: الله إنعل لّي ما يحشم !"
- ولم يسلم منه آخرون مثل الدكتور عباس الجراري وعبد الحق المريني وعبد الكريم غلاب بعد أن عبروا عن بعض مواقفهم اللغوية و قال عباس الجراري"بأن حرف تيفيناغ "غريب" فقال عصيد: "من ذلك ما أصبحنا نلاحظه في الآونة الأخيرة من ترامي مجموعة من الشيوخ الطاعنين في السن، من أعضاء الأكاديمية الملكية، ومن المتواجدين بالمحيط الملكي، على موضوع لم يحسنوا تدبيره بحكمة عندما كانوا شبابا، فلم يستوعبوا بالتالي تطوراته المتلاحقة، ولا أدركوا كيف يفهمونه بعد أن خرج من بين أيديهم بشكل كامل.من هؤلاء السيد عباس الجراري الذي تصدّر للفتوى في الأمازيغية داخل معهد التعريب ( (!! والسيد عبد الحق المريني الذي سبق له أن عقب على الخطاب الملكي بأجدير على صفحات جريدة الشرق الأوسط السعودية سنة 2001، والسيد عبد الكريم غلاب الذي هو من منظري الحزب المعلوم، هم جميعا أظهروا نشاطا وهمّة في الآونة الأخيرة لمناقشة موضوع "الهوية"، بعد أن حسم فيه الدستور في اتجاه مصلحة الأمة بكل مكوناتها،" (انظر: عندما ينشغل التعريبيون بالإفتاء في الأمازيغية وكذا مقال:اللغة الأمازيغية المعيار)، وقال لهم في سخرية واضحة:" وعلى الأكاديمية الملكية أن تنظم لأعضائها دورة تكوينية في مضامين الدستور الجديد، ليدركوا معنى اللغة الرسمية، ومعنى المساواة، ومعنى الكرامة." ولم ينج حسن أوريد من شرره (نماذج حية من "الهوس الهوياتي").
- ومثال ضرب الرجل ذات الشمال وذات اليمين وفوق وتحت يقول في مقال "نماذج حيّة من"الهوس الهوياتي":"الواقع أنني وأنا أستمع إلى الأستاذ أوريد، انصرف ذهني بالكامل إلى الذين يعتبرون أنفسهم أنبياء جددا يبعثون شرع الله على الأرض، كما ذهب فكري إلى ذلك الخطيب المتهوّر الذي ما فتئ يصرخ من على منابر الخطابة، إلى أن بلغ به الغلو أن هدر دم أحد الصحفيين بدون وجل لأنه اختلف معه في معنى الحرية. وتذكرت كذلك الخطيب الذي ينتمي إلى الحزب الأغلبي في الحكومة، والذي يحظى منذ سنوات بمقعد في البرلمان، حيث لا يتوقف أبدا عن إدهاشنا وإتحافنا بأفكاره السمحة، كمثل مطالبة وزير الأوقاف بمنع الأفلام السينمائية التي لا تنسجم مع "هوية البلاد" (كذا!)، التي يختزلها الخطيب فيما يشغله هو ومن معه، متناسيا بالطبع زميله في الحزب الذي هو الوصيّ الفعلي على القطاع. وكمثل اعتباره قبل أيام فقط الثقافة "ميوعة" و"مجونا" إلى أن تنضبط لوصفاته المحنّطة، واعتباره التعدّد "تبدّدا" إلى أن يعود الناس إلى الحظيرة مثل القطيع ليضع عليهم الخطيب ميسمه، ويشملهم برعايته ورضاه، هو ممثل "الأمة"، والداعية إلى الله بعد أن أفسدت الحضارة الناس واشتد حنينهم إلى البداوة.
انصرف ذهني أيضا وأنا أستمع إلى الأستاذ أوريد إلى الداعية الذي قال: لو بُعث بنبركة لجاز قتله ثلاث مرات وأربعا، كما تذكرت المنظّر المقاصدي الذي أعلن أن "الدولة مليئة بالملاحدة"، وأنّ على المغرب بتر الأعضاء والرجم بالحجارة والعودة إلى الطقوس الهمجية التي هجرتها أمم وشعوب الأرض. وتبادر إلى ذهني أيضا المواطن ذو اللحية الطويلة الذي اعتبر أنّ "الإرهاب مصطلح قرآني"، إذ يأمرنا الله ب"إرهاب أعدائه"، كما فكرت في الوزير المتخصص في "الإقتصاد الإسلامي" الذي أعلن بمجرد اعتلائه منصبه أنّ على الحكومة وضع "خطوط حمراء" للإبداع الفني والجمالي، مراعاة لذوق وزراء الحزب الأغلبي، الذين لم يكونوا قط من جمهور الفن أو محبيه، وكأن معايير الجمال تتغيّر بتغيّر الحكومات والوزراء والخطباء وقادة العسكر. وتذكرت زميله الوزير الذي عبر بدوره عن انزعاجه من كثرة المهرجانات الفنية والثقافية، وزميلهما راعي العدل والحريات الذي اعتبر السواح القادمين إلى مراكش "بعيدين عن الله"، دون أن ننسى زميلتهم الوحيدة في الحكومة، التي لا تخفي عداءها لمكتسبات المرأة المغربية في معركة المساواة ومحاربة الميز باسم "الخصوصية" و"الأصالة المغربية".
- فهم الدستور وفق هواه وإلزام الناس بما لا يلزم
وتحميله ما في دماغه هو حيث قال في مقال:"محاربة الأمية في الأمازيغية ":"التصريح الحكومي الذي أعلن أن الأمازيغية ضمن أولويات الحكومة، وأن قانونها سيتم إعداده في إطار «صيانة المكتسبات»، والمكتسبات كما هو معلوم أربعة: الإلزامية، والتعميم، والتوحيد، وحرف «تيفيناغ»."فجعل هذه الأربع وكأنها مسلمات لا مجال للتراجع عنها أو فتح نقاش مجتمعي على الأقل في شأنها.
سياسيا:
- تأييده لحركة أزواد الانفصالية في مالي (تعصبا للعنصر الأمازيعي على حساب وحدة الدولة وهو ما يؤشر على قبول ما يشبه ذلك في مناطق أخرى انظر:مقال(السلفيون، "الصليبيون" و"المستضعفون")
وغير هذا كثير من شذوذه وصلفه، مما يمكن أن يكون مواضيع مناقشة وتفنيد، فالرجل تجاوز كل حد وخصوصا لما وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعمري ما الفرق بين الرسوم المسيئة التي هزت العالم الإسلامي ومن ضمنها صورة تجسد النبي وعليه عمامة على شكل قنبلة وبين من يقول بين ظهرانينا عن رسائله إرهابية،فأي الفريقين أحق بالتحقيق والمتابعة والمحاكمة؟ من هذا حاله وهذه بعض أفكاره و"جرائمه الفكرية"في حق الأمة وتاريخها،أم من حركتهم الغيرة والغضب على دين الله وثوابتها وقالوا في حق عصيد ما قالوا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.