لا يختلف واقع التنمية المحلية بالجماعة الترابية تغزوت نايت عطا، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم تنغير، عن غيره في جماعات ترابية أخرى بالإقليم نفسه، والتي تنطبق عليها مواصفات قرية أو دوار؛ وهو ما جعل الساكنة المحلية، خصوصا بمنطقة تغزوت نايت عطا، تسأل عن موعد مرور قطار التنمية من أجل فك العزلة عن بعض الدواوير وتخليص قاطنيها من المعاناة شبه اليومية على جميع الأصعدة. ما إن تطأ قدمك مركزي آيت عيسى أوبراهيم وتغزوت حتى تبوح لك هذه المنطقة بمشاكلها المتعددة، إذ يمكن أن تلاحظ أن التنمية بها ما زالت متعثرة وأن الفقر والهشاشة والبطالة ورداءة البنيات التحتية من أبرز السمات العامة لهذه الجماعة الترابية. حمو بنعدي، واحد من سكان مركز تغزوت نايت عطا، قال، في تصريح لهسبريس، إن ساكنة هذه الجماعة الترابية بمراكزها وقراها ألفت ويلات الإهمال والتهميش و"السياسة الإقصائية" الممنهجة من قبل بعض المسؤولين، مشيرا إلى أن المنتخبين بالجماعة لا يستطيعون تحريك عجلة التنمية ولم يستطيعوا تغيير ملامح هذه الجماعة الصغيرة خاصة مركزي آيت عيسى أوبراهيم وتغزوت، وفق تعبيره. وأضاف بنعدي أن الأزمة التنموية التي تعرفها الجماعة بمختلف المجالات ترجع بالأساس إلى الأزمة التدبيرية للهيئات السياسية الممثلة في المجلس الجماعي بدون استثناء، لافتا إلى أن تغزوت نايت عطا تعاني من غياب واضح وصريح لمخططات تنموية تجابه الصعوبات والإكراهات لمعالجة المشاكل التي تتخبط فيها المنطقة والتي قلصت من فرص تنميتها. من جهته، أكد براهيم مسعودي، من ساكنة الجماعة سالفة الذكر، أن الصراعات بين الأقطاب السياسية تسببت في التعثر التنموي بهذه الجماعة التي تمر وسطها الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين إقليمي تنغير والرشيدية، مشيرا إلى أن الساكنة تتحمل المسؤولية في اختيارها من يدير شؤون الجماعة خاصة مع ارتفاع حدة الصراعات السياسية والشخصية في الآونة الأخيرة. وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: "هذه الجماعة لم تستفيد في الولاية الحالية إلا التعثر والصراعات بين بعض الأقطاب السياسية"، مشددا على أن الصراعات التي أدت إلى توقف التنمية هي صراعات شخصية لا غير، داعيا الإدارة الترابية إلى التدخل من أجل تنمية المنطقة والتصدي لكل من يقف حجرة عثرة أمام تنمية وتطور الجماعة، وفق تعبيره. "الجماعة تعاني من غياب مسالك طرقية، ومن غياب برامج التأهيل الجماعي لتهيئة مركزي آيت عيسى إبراهيم وتغزوت"، تقول خديجة تركاتي، من الساكنة المحلية، موضحة أن هذه الجماعة بإمكانها أن تكون جوهرة من جواهر الإقليم لو تم استغلال الإمكانيات المتوفرة، مضيفة "يكفي زيارة الجماعة لتعلم أنك في دوار بعيد، وليس جماعة تخترقها طريق وطنية"، وفق تعبيرها. وتابعت المتحدثة في تصريح لهسبريس قائلا إن الساكنة جمعاء تنتظر نصيبها من التنمية وخلق فرص العمل لفائدة الشباب، مبرزة أن "كل من يريد تصفية حساباته الشخصية على حساب مصلحة المواطنين علينا التصدي له"، خاتمة بالقول: "أملنا في تحقيق تغيير شامل ومعقول في جميع المجالات". وفي المقابل، كشف مصدر منتخب داخل أغلبية مجلس جماعة تغزوت أن الجماعة لا تتوفر على إمكانيات مادية لإنجاز كل البرامج التنموية التي ينتظرها المواطن، مضيفا: "الجميع يعمل وفق استطاعته والقدرة المالية للجماعة"، مشيرا إلى أن "الجماعة قامت بتنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بالماء؛ فيما قامت إدارات عمومية أخرى بمشاريع أخرى، خاصة المتعلقة بالمسالك الطرقية". وأكد المسؤول ذاته، في تصريح مختصر لهسبريس، أن الجماعة لوحدها غير قادرة على تنفيذ كل البرامج المنتظرة من طرف المواطنين، داعيا جميع القطاعات الحكومية إلى التدخل من أجل تقديم المساعدة لتحقيق انتظارات المواطنين، وفق تعبيره.