أجرى الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، مشاورات مكثفة مع نائب وزير الشؤون الأوربية بليتوانيا، فيتوتاس ليسكيفيسيوس، الذي ترأس بلاده، حاليا، رئاسة مجلس الاتحاد الاوروبي. وتناولت المشاورات التي أجريت بالعاصمة الليتوانية فييلنيوس، جدول عمل الرئاسة الليتوانية للاتحاد الأوروبي خلال هذه الدورة والتطورات الإيجابية للوضع المتقدم، وكذا آفاق العلاقات الثنائية، فضلا عن القضايا المتعلقة بالتعاون الإقليمي والسياسة الأوروبية للجوار. ورحب المسؤولون الليتوانيون بالتقدم المهم الذي أحرزه المغرب في تعزيز عملية انتقاله الديمقراطي وعمق ما وصغها ب"الأوراش الإصلاحية المتعددة الأبعاد التي باشرتها المملكة"، مؤكدين في السياق نفسه على أن هذه الإصلاحات تضع المغرب في موقع الشريك الاستراتيجي وذي المصداقية بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وشددوا على أهمية الرقي بالعلاقات المتميزة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وذلك على ضؤ القضايا المسجلة في جدول عمل الطرفين، والتي تكتسي صبغة مهمة من قبيل اتفاقيات الصيد البحري والحركية وتحرير الخدمات. وبخصوص انعقاد الدورة المقبلة لمجلس الشراكة تحت الرئاسة الليتوانية، اعتبر الجانبان أن ذلك يشكل فرصة للتأكيد مجددا على جودة العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي وتعميق الشراكة الثنائية لكي تصبح نموذجا يُحتدى به في إطار السياسة الأوروبية للجوار. كما تم الترحيب بقرار الملك محمد السادس دعوة الحكومة المغربية إلى وضع إستراتيجية ومخطط عمل في أفق بلورة سياسة شاملة للهجرة، مشددين على دعم الاتحاد الأوروبي لهذه المبادرة المغربية وعلى أهمية الربط بين الهجرة والتنمية في إطار تعاون متعدد الأطراف ومتجدد ومقاربة متشاور بشأنها، مؤكدين على أهمية دعم الإتحاد الأوروبي لهذه المبادرة ومواكبتها من خلال تبني مقاربة تنموية، كما أن الجانبين اتفقا على تبني رؤية مشتركة من أجل عقد اجتماع وزاري أورو متوسطي حول قضايا الهجرة والتنمية. من جهته، أشاد يوسف العمراني بالمقاربة التي تبنتها الرئاسة الليتوانية في تحديد الأولويات والمتسمة حسب وصفه ب"التناسق والتوازن"، بغرض تعميق الشراكة مع دول من شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط والعمل على خلق آليات مكملة لهذه الشراكة مع كلا المسارين في السياسة الأوروبية للجوار. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية وخاصة الساحل، أكد المسؤولون الليتوانيون على الدور الرئيسي الذي اضطلع به المغرب في هذه المنطقة وعبرا عن أهمية إشراكه في استراتيجية الاتحاد الأوروبي حول الساحل.