بعدَ أزيد من عامين على دسترةِ وثيقةِ الفاتح من يوليوز البعدَ الحسانِي للهوية المغربيَّة، باعتبارهِ بعدًا من أبعاد الهويَّة المغربيَّة، يبدُو أنَّ البوليساريُو منزعجة من عمدِ المغرب إلى تسليط الضوء على التراث الحسانِي، وخصهِ بعددٍ من التظاهرات. انزعاجُ انفصاليِّي البوليساريُو من اهتمام المغرب بالثقافة الحسانية، تبدَّى من خلال تصريحاتٍ، لمسؤولة فِي الجبهة، تحتَ مسمَّى "وزيرة الثقافة"، خديجة حمدِي، قالتْ إنَّ المغرب لم يتوقفْ عن تقدِيم الثقافة الحسانيَة كما لوْ كانتْ له، معتبرَةً المساعيَ المغربيَّة لتكريم الموروث الثقافِي في جنوبه، محاولةً لقتل الشخصيَّة الأصليَّة للصحراويِّين، على قناة "نوميديا نيوز" الخاصة. منبرُ ناطق باسم الصحراويِّين، أردفَ فِي المنحَى ذاته، أنَّ النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريُو حول الصحراء، أضحَتْ رحاهُ تدور على جبهتين، لا تغيبُ عنها الاعتباراتُ الإيديلوجيَّة، محيلةً إلَى ما نصَّ عليه الدستُور المغربِي، الذِي اعتبرتْ تطرقهُ إلى الثقافة الحسانيَّة عمدًا إلى احتوَاء ما حققه الانفصاليُّون، من مكاسب، كيْ يثبطِ عزيمتهم. المسؤولة الانفصاليَّة وهي عقيلة زعيم البوليساريو، زادتْ أنَّ جعلَ المغربِ اللهجة الحسانيَّة، ركنًا من أركان هويته، ليستْ خطوةً ثقافيَّة صرفةن بقدر ما تجسدُ عمليَّة سياسيَّة تحكمُهَا خلفيات مدروسة وواضحة، تصبُ إلى قطعِ الطريق على البوليساريُو، وجعل الثقافة الصحراوية تصبحَ جزءً من الكل الذِي هُو المغرب. حمدِي زادتْ أنَّ المغرب أضحَى ذَا إقبالٍ كبير على رعاية تظاهراتٍ لإبراز الثقافة الحسانية، متهمةً إياهُ ببذلِ كلِّ ما فِي وسعهِ لطمسِ الهوية، قائلةً إنَّها لا تلقِي بالًا لمَا ينصُّ علي الدستور المغربِي، لأنَّ الجبهة سبقَ لهَا أنْ "اعتبرتْ الأقاليم الجنوبيَّة فِي المغرب غي مشمولة بالاستفتاء على الدستور، الذِي جرتْ الدعْوة إليه بالمغرب، فِي أعقاب التغيير الذِي هبتْ رياحهُ على المنطقة. جديرٌ بالذكر أنَّ دستور الفاتح من يوليوز، كانَ قدْ أقرَّ بتعدد الهوية المغربيَّة، موردًا في تصديره أنَّ المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية - الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية". وهُو ما يبدُو أنَّهُ لا زالَ يزعجُ البوليساريُو، رغم مضيِّ أزيد من عامين على الإقرار، الذِي فتحَ الباب أمامَ عدَّة تظاهرات تروم إعادة الاعتبار للموروث الثقافي الحسانِي.