حموشي يتقلد وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني الإسباني    تحيين مقترح الحكم الذاتي: ضرورة استراتيجية في ضوء المتغيرات الدستورية والسياسية    الوالي التازي: المشاريع يجب أن تكون ذات أثر حقيقي وليست جبرا للخواطر    أخنوش: دعم المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة يندرج ضمن دينامية إصلاحات عميقة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك    المغرب يواجه الولايات المتحدة في ثمن نهائي مونديال الناشئين بعد تأهل مثير    المنتخب المغربي ل"الفوتسال" يفشل أمام منتخب إيران    الرشيدي: إدماج 5 آلاف طفل في وضعية إعاقة في المدارس العمومية خلال 2025    إطلاق طلب عروض دولي لإعداد مخطط تهيئة جديد في 17 جماعة ترابية بساحل إقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق    "الفتيان" يتدربون على استرجاع اللياقة    استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    قراءة تأملية في كتاب «في الفلسفة السياسية : مقالات في الدولة، فلسطين، الدين» للباحثة المغربية «نزهة بوعزة»    المنتخب الوطني يجري حصة تدريبية مفتوحة امام وسائل الاعلام المعتمدة بملعب طنجة الكبير    حادثة سير خطيرة بالطريق السيار العرائش – سيدي اليماني    (فيديو) بنسعيد يبرر تعين لطيفة أحرار: "كانت أستاذة وهل لأن اسمها أحرار اختلط على البعض مع حزب سياسي معين"    كيف أصبح صنصال عبئاً على الديبلوماسية الجزائرية؟    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    مطلب برلماني بربط الحسيمة والرباط بخط جوي مباشر    برلمانية تستفسر وزير التربية الوطنية بشأن خروقات التربية الدامجة بتيزنيت    اقتراب منخفض جوي يجلب أمطارًا وثلوجًا إلى المغرب    لتعزيز جاذبية طنجة السياحية.. توقيع مذكرة تفاهم لتطوير مشروع "المدينة المتوسطية"    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    مجلس القضاء يستعرض حصيلة 2024    "واتساب" يطلق ميزة جديدة تتيح للمستخدمين الوصول إلى جميع الوسائط الحديثة المشتركة    الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تعرض تجربة الذكاء الاصطناعي في منصة "SNRTnews" بمعرض كتاب الطفل والشباب    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    بموارد ‬تقدر ‬ب712,‬6 ‬مليار ‬درهم ‬ونفقات ‬تبلغ ‬761,‬3 ‬مليار ‬درهم    المغرب ‬رائد ‬في ‬قضايا ‬التغيرات ‬المناخية ‬حسب ‬تقرير ‬أممي ‬    رصاص الأمن يشل حركة مروج مخدرات    تستر ‬عليها ‬منذ ‬سنوات‮ ‬.. ‬    منيب تتقدم بمقترح قانون للعفو العام    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    ملايين اللاجئين يواجهون شتاء قارسا بعد تراجع المساعدات الدولية    تفجير انتحاري يوقع 12 قتيلا بإسلام أباد    مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يكشف عن قائمة المسابقة الدولية للأفلام الطويلة    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    وزير الداخلية يبدأ مرحلة ربط المسؤولية بالمحاسبة؟    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    مع تعثّر انتقال خطة ترامب للمرحلة التالية.. تقسيم قطاع غزة بات مرجحاً بحكم الأمر الواقع    أتالانتا الإيطالي ينفصل عن مدربه يوريتش بعد سلسلة النتائج السلبية    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفات مع نعمة الله الجزائري في أنواره (2)
نشر في هوية بريس يوم 20 - 10 - 2013


هوية بريس – الأحد 20 أكتوبر 2013م
نتابع وقفاتنا مع كتاب الأنوار النعمانية، لنعمة الله الجزائري الرافضي، وما جادت به قريحته من خرافات و شركيات، هي أساس دين الشيعة الإمامية.
يذكر في الصفحة(29) في فضائل علي -رضي الله عنه- كونه فُتحت له الحجب وأبواب السماوات حتى نظر في الملكوت الأعلى، وثمت التوصية به في السماوات العلى، إلى أن قال: "…وهذه الحالة قد كانت للائمة أعني مشاهدة الملكوت و بها فضلوا على سائر الأنبياء عليهم السلام".
فالأئمة ينظرون في الملكوت الأعلى، ويعلمون الغيب، دعاوى باطلة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار إلا في عقول هؤلاء الروافض، الذي يغلون في علي -رضي الله عنه- و الائمة من بعده حتى أخرجوهم من بشريتهم و ألبسوهم صفات الألوهية والله المستعان من حماقات هؤلاء القوم.
الأئمة يعلمون الغيب[1]:
نقل السيد نعمة الله الجزائري عن صاحب مشارق الأنوار بإسناده إلى مفضل بن عمر قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الإمام، كيف يعلم ما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره؟ قال: يا مفضل إن الله جعل فيه خمسة أرواح: روح اليحوة وبها دب ودرج، وروح القوة وبها نهض، وروح الشهوة وبها يأكل، وروح الإيمان فبها أمر وعدل، وروح القدس وبها حمل النبوة فإذا قبض النبي صلى الله عليه و سلم، انتقل روح القدس إلى الإمام فلا يغفل ولا يلهو، وبها يرى ما في الأقطار، وأن الإمام لا يخفى عليه شيء مما في الأرض ولا مما في السماء، وأنه ينظر في ملكوت السموات فلا يخفى عليه شيء، ولا همهمة، ولا شيء فيه روح، ومن لم يكن بهذه الصفات فليس بإمام".
ودعوى علم الأئمة للغيب عند الشيعة مما لا تقبل النقاش ولا الجدال لأنها من أركان دينهم، وليس بإمام من لم يكن يعلم الغيب عندهم.
قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}؛ (الأنعام59).
وقال جل شأنه: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}؛ (النمل65).
فضائل علي-رضي الله عنه-:
لقد أسهب المؤلِف وأطنب في ذكر فضائل علي-رضي الله عنه-، التي لا تحصى ولا تعد، فمن ذكر واحدة منها مقرا بها غُفر له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ثم قال:"…قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: النظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه".
أولوا النهى عجزت عن والعارفون بمعنى ذاته تاهوا
إن أدعه بشرا فالعقل يمنعني وأتقي الله في قولي هو الله
وروي عن الرضا عليه السلام: "أن عليا عليه السلام قال: يا رسول الله أنت أفضل أم جبريل؟ قال يا علي إن الله فضل أنبيائه المرسلين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل لك يا علي وللأئمة من بعدك".
بل لم يكتف القوم بهذا فقد فضلوا عليا على النبي صلى الله عليه وسلم.
فائدة:
تفيد هذه الفائدة بأكملية علي على النبي صلى الله عليه وسلم وأفضليته عليه.
يقول: "… وقد أورد أصحابنا رضوان الله عليهم إشكالا في هذا المقام، وحاصله أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يطلب زيادة المعرفة بقوله اللهم زدني فيك معرفة، وقوله تب علينا فإنا بشر ما عرفناك حق معرفتك. قال: وعلى هذا فيلزم أن يكون علي عليه السلام أكمل في المعرفة منه عليه الصلاة والسلام"؛ وأكد ذلك بأقوال أئمته في الضلال.
والمستفاد من هذه الفائدة أن عليا أكمل من النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو بشر وعلي غير ذلك نعوذ بالله من الخذلان.
فالنبي الذي يطلب زيادة معرفة الله ويتوب إليه، هو دون علي الذي تجاوز هذه المرحلة بالتقلب في أكمل كمالات المعرفة الإلهية ولا يحتاج إلى توبة.
قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ }؛ (النساء171).
وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}؛ (المائدة77).
وأي ضلال هو أكبر مما وصل إليه الشيعة وتاهوا في دروبه، بعدما زاغوا عن طريق الحق وجادة الصواب فأزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين.
نور مرتضوي:
يبتدئ المؤلف هذا النور بالانتصار إلى أفضلية علي -رضي الله عنه- على باقي الصحابة، مبينا الفضائل والكمالات النفسية التي يتفوق بها علي على باقي الأصحاب، الذين لم ينلهم إلا الذم والتحقير من هذه المقارنات الشيعية.
ويرد التصنيف والترتيب السني القائم على الدليل الساطع، والبرهان القاطع، والذي يجعل أبا بكر أفضل البشر بعد الأنبياء، ثم عمر، ثم عثمان، فعلي، على خلاف بين هذين الأخيرين، إلا أن الرأي الأقوى تقديم ذي النورين على علي، رضي الله عنهم جميعا.
الملاحظ أن أهل السنة والجماعة يعتمدون في هذا الترتيب على العلم الشرعي والأدلة الواضحة، مع حب جميع الصحابة، بخلاف الرافضة الأشرار الذين ينطلقون من أحقاد وضغائن تملأ قلوبهم، فتجدهم يحبون هذا ويألهون ذاك، ويلعنون ويكفرون الباقين والله المستعان.
فائدة:
فائدة في أفضلية علي كونه أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث المحرمية قال: "فقد روى عليه السلام قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات، فحميت ولم يكن عند النبي سوى لحاف واحد، وكانت معه زوجته عائشة فأنامني معه ومع زوجته تحت ذلك اللحاف، ولما قام لصلاة الليل ثنى بعض اللحاف بيني وبين زوجته".
هذه العلاقة القريبة يعتبرها الشيعة ذريعة لتكذيب أبي هريرة-رضي الله عنه- إذ كيف يعقل أن يروي أكثر من علي وهذا الأخير كان ألصق منه بالنبي صلى الله عليه وسلم بفهم هؤلاء الأحداث؟؟
وهذه الرواية تطعن في شرف النبي صلى الله عليه و سلم وعفته، وفي علي -رضي الله عنه- أيضا، فكيف يرضى مسلم أن يُدخل النبي أحدا في فراشه ويقوم للصلاة ويدعه مع زوجته، وهل يقبل الشيعة الأحرار أن يُدخل علي-رضي الله عنه- أحدا في فراشه و يقوم للصلاة ويتركه مع زوجته، طبعا لن يقبلوا ذلك فكيف قبلوا هذه الرواية في خير الخلق، سبحان الله، إنه عمى البصائر والأبصار والعقول.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً}؛ (الأحزاب57).
ومن تلكم الأفضلية توليه منصب القضاء، وظل السيد نعمة الله يخترع الروايات التي تنتصر لرأيه، ليفضي إلى أن القاضي يلزمه أن يكون محيطا بالعديد من العلوم، ولتولي علي القضاء فهو أعلم الصحابة، بل و ربط القضاء بالأئمة حيث قال: "…إن علماء الإمامية رضوان الله عليهم في هذه الأعصار منصوبون للقضاء من الإمام عليه السلام عموما، و لا يجوز لأحد رد حكمهم، ومن رد حكمهم كان على حد الشرك بالله".
وقد نال الأئمة هذه المكانة لكون علمهم من علم علي عليه السلام، ومن رد حكمهم بالتالي كمن أشرك بالله. {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}؛ (النور40).
ازدراء الصحابة و تكفيرهم:
لا يلبث السيد نعمة الله الجزائري أن يرفع أنفه من الأرض مفتشا عن أخطاء الصحابة حتى يفوز بموقف من تواضعهم معتبرا منه نقصا، أما إذا لم يظفر بشيء فيصنع الأقاويل للحط من شأن هؤلاء النجوم الذين يكفيهم شرفا و فضلا أن ترضَّى عليهم ربهم من فوق سبع سماوات، وهل يضر الجبال الشوامخ نباح الكلاب؟
قال في الصفحة (39): "… وهذا يدل على أنه عليه السلام لم يكن متمكنا في وقت خلافته من إقامة الأحكام على وجهها لما تقدمه المتخلفون في البدع، فصار لا يقدر أن يغير ما فعلوه"، وذكروا على ذلك أمثلة تنم عن جهل عميق بتاريخ الصحابة.
فعلي -رضي الله عنه- كان لا يستطيع تطبيق الأحكام على وجهها لما خلَّفَه أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- من البدع، فهل كان ذلك منه ضعفا أم تقية عليه السلام؟
وقال بعدها: "…وهذا أحد أسباب غضب فاطمة عليها السلام على أبي بكر وعمر".
مضيفا أن رجلا عرض لعلي بن موسى الرضا عليه السلام، و سأله عن قوله في أبي بكر وعمر، فقال له: "كانت لنا أم صالحة ماتت وهي عليهما ساخطة ولم يأتنا بعد موتها خبر أنها رضيت عنهما".
ويعزون غضب فاطمة عليها السلام على الصديق والفاروق لكونهما لم يردا عليها فدكا اغتصب منها ومن أهلها على حد صناعتهم لهذا الخبر، وهذا ما يميز دينهم الذي يقوم على الكذب واختراع الروايات، ووضع الأحاديث حتى اختلط عليهم الأمر وتاهوا في دوامة التشيع المقيت، فلم يبق لهم أي دين.
ومن ذلك ما يروونه كذبا وزورا أن أبا بكر الصديق وعمر الفاروق -رضي الله عنهما- كانا يعبدان الأصنام ويضمران الكفر ويظهران الإسلام.
قال في الصفحة (45): "فقد روي في الأخبار الخاصة أن أبا بكر كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والصنم معلق في عنقه، وسجوده له".
مصدر هذا الخبر وكالة إبليس للإعلام، حيث أذاعت هذه الوكالة في عقول الشيعة أن أبا بكر كان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم والصنم معلق في عنقه، وهذه الوكالة لا تنقل إلا الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.
قال تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}؛ (التوبة40).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أُبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِي المَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ".
فالشيعة يتهمون الله عز وجل ورسوله، فكيف يختار الله لصحبة نبيه من يعبد الأصنام، وهل يعقل أن يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم بالفضائل التي خولت لأبي بكر خلافة صاحبه من بعده، وهذا الأخير يصلي خلفه و الصنم معلق في عنقه.
كما يصُبُّ الروافض جَامَّ غضبهم على الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ينقل نعمة الله الجزائري في هذا النور أيضا أن عمر بعث عهدا إلى معاوية بن أبي سفيان يقول فيه: "اعلم يا معاوية أن محمدا قد جاء بالإفك والسحر ومنعنا من اللات و العزى وحول وجوهنا إلى الكعبة التي يزعم أنها القبلة الإسلامية… إلى أن قال: ونحن على الذي كنا قبل ذلك وما تركنا اللات و العزى و الهبل".
مضيفا تأليب عمر على علي، و جمعه الناس على بيعة أبي بكر مستترا بالإسلام حتى لا ينفك الناس عنه، وأَمْرُهُ معاوية بقتل أولاد علي -رضي الله عنه- والعهد على عبادة الأصنام باطنا و التخفي بالإسلام ظاهرا.
وكلها روايات لا يصدقها من كانت لديه مسحة من عقل، بله من كان على دين الإسلام الذي أعطى لكل ذي حق حقه بالبرهان الواضح والدليل الساطع.
ففي صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة"، فقلت: من الرجال؟ فقال:"أبوها"، قلت: ثم من؟ قال: "ثم عمر بن الخطاب" فعد رجالا…
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ".
وأهل السنة والجماعة يترضون عن هؤلاء النجوم اهتداء، واقتداء، وتعبدا، وضدا على دين الروافض الأشرار الذين يلعنون من رضي الله عنه من فوق سبع سموات.
ويتهم نعمة الله الصحابة مبينا أن إسلامهم كان طمعا في الولاية والمال، قال صاحب الزمان: "وأما ما قال لك الخصم بأنهما أسلما طوعا أو كرها لمَ لمْ تقل بل إنهما أسلما طمعا".
فهو يطعن في إسلام أبي بكر وعمر الفاروق ليكفرهما، على دين الزنادقة الروافض الذين يتبعون منهج اليهودي عبد الله ابن سبأ، الذي أسس مذهبهم ووضع قواعد دينهم، فهو أول من غلا في علي -رضي الله عنه-، وقال عنه نبي بل ألَّهَهُ، وكان ينقطع إلى القول بتكفير الشيخين من هنا سار الشيعة الأشرار على سير من سبقهم من اليهود الفجار.
وفي مقابل هذه الصفات التي يلحقها بالشيخين رضي الله عنهما والصحابة الكرام، يصنع السيد قصصا وأساطير لشجاعة علي -رضي الله عنه و أرضاه-، ففي خيبرعندما رفع علي سيفه ليقتل مرحبا، أرسل الله إسرافيل وميكائيل ليشدا على عضده حتى لا يضربه بكل قوته، ومع ذلك قسمه نصفين، وشق طبقات الأرض، فأمر الله سبحانه جبريل أن: " بادر إلى تحت الأرض وامنع سيف علي من الوصول إلى ثور الأرض حتى لا تنقلب الأرض".
إن من شر البلية ما يضحك كنا نسمع في الصغر أن الكرة الأرضية فوق قرني ثور، وبعدما كبرنا عرفنا خرافة هذا القول ولكن لم نعرف من أين جاءتنا إلى اليوم ونحن نطالع كتب الشيعة، اتضحت حقيقة هذه الخرافات ومن يفتها سموما في جسد الأمة الإسلامية.
ويضيف العلامة في شأن شجاعة علي رضي الله عنه قائلا: "…قال النبي صلى الله عليه و سلم: يا صفية إن عليا لما غضب وهز الحصن غضب الله لغضب علي فزلزل السماوات كلها حتى خافت الملائكة ووقعوا على وجوههم، وكفى بها شجاعة ربانية".
وانتقل المؤلف للحديث عن سخاء علي رضي الله عنه وجوده وكرمه، بما هو أهله عندنا أهل السنة والجماعة وزيادة وغلوا عند الروافض المرجفين.
والله المستعان على ما يصفون.
[1]– نور علوي(1/30).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.