في بيت لايتجاوز عدد مرافقه غرفة ومطبخا ومرحاضا بحي عرصة الحوتة بالمدينة العتيقة لمراكش، يتكدس أزيد من 20 مهاجرا افريقيا من بلدان دول جنوب الصحراء، في ظروف لا انسانية يجترها النساء والرجال الذين يعيشون على عائدات أنشتطهم التجارية كباعة متجولين. في هذا البيت البسيط الذي يقطنه المهاجرون على سبيل الكراء، كان الجميع أمس الإثنين 4 أبريل الجاري، على موعد مع قدر قوَّض عيشتهم على مرارتها بعدما اشتعلت النيران في قنينة غاز أثناء انشغال زميل لهم في إعداد وجبة طعام، لتمتد النيران إلى أغراضهم وسلعهم البسيطة التي يعرضونها في الشوارع والطرقات بحثا عن مورد للعيش بعدما ضاقت بهم السبل في بلدانهم.
الحادث تسبب في إصابة الضحية المسمى "علي ساو" والذي يحمل الجنسية السينغالية بحروق على مستوى الوجه واليدين والرجلين وصفت بالبليغة، ما عجل بنقله على متن اسعاف الوقاية المدنية إلى مستعجلات إن طفيل بمراكش لتلقي العلاج.
بعد شيوع الخبر الذي كانت "كش24" سباقة إلى نشره انتقلت كامير "القناة الثانية" إلى عين المكان رفقة مصور الجريدة لتغطية الحادث، ويبدوا أن الأفارقة الذين كانوا يتابعون التصريحات التي استقتها القناة لم يستسيغوا ما جاء على لسان مغربية من القاطنين بالجوار والتي وجهت من خلالها انتقادات للاجئين فهم بعضهم فحوى كلامها باللغة، فمباشرة بعد مغادرة طاقم القناة لعين المكان نشب بين الطرفين شنآن حيث نعتها المهاجرون بكونها "لسيت طيبة وغير مسلمة".
ويشار إلى أن السلطة المحلية وعناصر الأمن والشرطة العلمية والوقاية المدنية انتقلت إلى عين، حيث تم فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق الذي خلف هلعا وسط الجيران.
ويذكر أن العديد من المنازل بأحياء المدينة العتيقة ولاسيما القريبة من ساحة جامع الفنا، يقطنها المهاجرون الأفارقة من دول جنوب الصحراء على سبيل الكراء، بالنظر إلى موقعها القريب من قلب المدينة وممر "البرانس" حيث ينشطون كباعة جائلين.