ينتصب دوار تعبيت بخنيفرة كنموذج صارخ في التهميش والهشاشة والاستهتار وهدر المال، فتبليط زقاق حي قبل قنوات الصرف الصحي يجعل من مبادرة التبليط غير مفهومة أو ذرا للرماد في الأعين، وانطلاق مشروع مستوصف قبل الواد الحار هو خلط في تقدير وترتيب الأولويات، نساء الحي لازلن يحفظن أسماء من تعاقبوا على تمثيلهم منذ 50 سنة ونقطة شبكة الواد الحار لم تدرج في مجالس لا تمثلهم وينتمون إليها، صوتوا لها والآن يشكلون نموذجا استُخِف بمطلبهم الآني، ويؤكدون بأن لا أهمية لأصواتهم في الاستحقاقات، بل يهددون بمقاطعة الانتخابات والمنتخبين، كان هذا ما عبرت عنه ساكنة حي تعبيت اليوم الثلاثاء 10 فبراير2015 لكاميرا أونلاين. تعبيت من أقدم الأحياء بالمدينة وارتبط اسمها بالمقاومة التي كانت ترابط عند قدم جبل أقلال شرق خنيفرة سنة 1908 وكممر للجبل ومنطقة استراتيجية لحراسة المدينة أنداك، والآن من أي نقطة من المدينة يمكن أن تشاهد ذلك الحي المهمش، نساء وأطفال حي تعبيت المكون من حوالي 600 مسكن هم الفئة الأكثر تضررا من العيش في حي بلا ماء ولا واد حار، قادوا ولسنوات العديد من المسيرات الاحتجاجية ورفعوا الشكايات للعمالة والباشوية وقيادة جماعة موحي أو حمو الزياني، وفي كل مسيرة واحتجاج وعود زائفة، وفي كل سنة انتظار وحجة والتفاف، آخر مسيرة في 5 فبراير الجاري 2015 قادتها نساء الحي نحو العمالة فضُرب لهن موعد مع عامل الإقليم من أجل استقبالهم ووضع شكاية وطلب جديد، إلا أنهن في اليوم الموعود فوجئن بموعد آخر لأسباب إدارية، أو لم يحضرن في الوقت المناسب ورد عليهن مستقبلهن بعبارة "اتعطلتو" وهو ينظر لساعته. ساكنة الحي اليوم وفي وقفة خاصة بالحي لمناقشة الوضع بتاريخ 10/02/ 2015.يوجهون رسالة للمحسنين وذوي القلوب الرحيمة لفك محنتهم بعد خذلان المسؤولين محليا وفراغ صناديق الجماعة على حد تعبيرهم وما قيل لهم ، كما يوجهون نداء استغاثتهم إلى الجهات العليا. ساكنة الحي وبعد إلحاح متكرر على المنابر الإعلامية المحلية لمعاينة الحي وإسماع صوتهم من عين المكان وكما موقع خنيفرة أونلاين دائما يستجيب تأكد أن الحي الذي يطل على خنيفرة عند الشرق لا يرى شمسه إلا عند المغيب على جبل باموسى في الضفة المقابلة. حي تعبيت تمثل نقطة بيئية سوداء، ففي الوقت الذي تجاوزهم البنيان والتجهيزات يقبعون في التهميش المتعدد الأوجه بين تدبير لقمة العيش وتكلفة الدواء الناجمة عن تداعيات الوضع البيئي والمترتبة عن غياب الماء وشبكة الواد الحار حيث يتعايش الداء والدواء هناك في حي واحد. المتحدثات من حي تعبيت يحكين عن وضع كارثي يخجل الإنسان من تداوله أو سرده والإحاطة به!، كيف يمكن تصور حياة 600 مسكن بلا مرحاض، للمسؤولين قولهن "جربوا كل الوسائل التقليدية في وسط شبه حضري ويبعد عن أقرب حي مجهز ب 300 متر؟" كيف نسرد الحياة والحياء بحي سكانه يوميا من أجل قضاء حاجياتهم يقطعون المسافات في الخلاء والأحوال الجوية المتقلبة والعديد من الإكراهات، الحي يعيش بنافورة واحدة لماء الشرب غير كافية للتزود بالمادة الحيوية، حي تعبيت في ما مضى كانت قنوات الماء الشروب في المتناول لكنها تحولت لتوجه آخر ولم تعد تصل إليهم في ذلك الوادي الموسمي الذي يخترق حي تعبيت المحاذي للطريق الرئيسة المؤدية إلى أجدير وأكلمام على هامش حي أمالو. الغريب في الحي وبشهادة الساكنة هو مشروع بناء مستوصف يستغرب السكان كيف يمكن تداول فكرته قبل الواد الحار؟. بعض شباب الحي ممن صادفنا يحكي بحرقة عن التهميش رغم العديد من الاحتجاجات وإسماع صوتهم لكل المسؤولين والمحتجين المدنيين في إشارة لما يعرف بخنيفرة "بمسيرة الأقدام نحو العاصمة ضد التهميش وغلاء الفواتير"، المتحدثون أمام الكاميرات يؤكدون أن مطلب الواد الحار الآني غالبا ما يقابل بجواب "صندوق الجماعة فارغ" دون أن يغفل مطالب أخرى تخص التعليم والصحة والشغل والأمن، وللإشارة حدث هذا اللقاء الخاص بساكنة حي تعبيت اليوم 10/02/2015، الذي صادف وصول مسيرة محتجين تابعين لجماعة أم الربيع إقليمخنيفرة إلى مبنى البرلمان ومنه إلى وزارة الداخلية من أجل طرح ملفهم الذي لم يجد الآذان الصاغية محليا، وتعد المسيرة الشعبية الثانية من خنيفرة في اتجاه العاصمة علما أن الأولى كافأت السلطات القائمين بها ومعهم مراسل موقعنا، فأرسلت لهم أوسمة من نوع خاص، استدعاءات لحضور جلسة المحكمة بتهمة مطبوخة " المساهمة في تنظيم مظاعرة غير مرخص لها والتجمهر غير المسلح". تحرير: المصطفى زيان تصوير: محمد المالكي