صَبَاحٌ أطلَّ بابْتسَامَة عَريضَة في أسْواق مَدينَتي وليْسَ مِن عَادتِه أن يَبْتَسِمَ في أسْواق مَدينَتي إلاّ أنّ بَعْض النِّسْوة ألْزَمُوه بالابْتِسَام نِسْوَةٌ أصروا أن يُدخِلوا بَسْمة إلى مَنَازل غابَ عن وجوه أهْلِهَا الابتسام بسمة رُسِمَت على لَوْحَة اسْمُها الخُبْز ألوانُهَا من الدَّقيقِ رَسَمَتْهَا أنَامِلٌ بحَنانٍ رَقِيقِ و حينما جَهِزَت جاؤوا بِهَا بِمَوْكِبٍ إلى باب السّوقِ يَتَكَلَّم! ومن يجرؤ على مَوْكِبٍ يُشَابه شجاعته خالد بن الوليد المَوْكِبُ يَحُطُّ و يُجَهِّز بِسَاطا لبَيْع ربْحُه زَهِيد نِسْوةٌ و فَتيَات لَن يمهلن قَسْوَة الفَقر في هذا الزمان فاقوا الرجال صبرا و قوة و شجاعة و رِيادةًة و حنان رغم أن الفقر لسعاته أشد من لسعات أفعى الكبرى فإنهن وجدن في الخبز دواء وخيرا لم يُعِرْن اهتِماما لنَظرة الناس فَزُبَنَائَهُنَّ ذَهَبٌ و نُحَاس هناك من يُقَدِّرُ عَمَلَهُن بالجِهادِ ويُعَامِلهن بإحْسَاس وهناك من يُوَسْوِسُ له الوَسْوَاس بِأنَّهُن بَائِعَات الهَوى فَبِأسَ ظَنُّ تُبَّاع الخَنَّاس عِنْدَ الظَّهِيرَة يَشْتَدّ الجوع و الحَرّ و كَأنَّهُ حِصَار الحرب يَأتي أوْلادهن بالغِداء فَبِسَبَب تأخُّرِهِم جَهَّزوا آذانَهُم للجَرّ و السّب يأكُلْن فَتَرى السّعَادة في وجوهِهِن وكَأنّهن رَبِحْن غَنِيمَة مِن الحَرْب ألا يَسْتَحِقُّون جَائِزة نُوبْل للكِفَاح ألَمْ يُحَرِّكوا عَجَلَة الاقْتِصَاد فانْتَفَعَ مِن أنَامِلِهِن الحَمَّال مُرُورًا بالخَبَّاز وُصُولا إلى الفَلاَّح مَعَ ذلك هُنَاك مَن يُحَاربُهُن يَطْرُدُهُن و يَأخُذُ لَهُنّ خُبْزَهُنّ تَارِكٌ في أجْفَانِهِنّ دَمْعَة تَقُول لا.... سَنَسْتَمِرّ بِدَعْوَى أنَّهُن يَقْطَعْن الطَّريق أو المَمَرّ أيُّها المَجَانِين أنْظُرُوا للَّذي يَقْطَعُ الطَّريق في عِزِّ الظُّهْر يَأخُذُ رَشْوَةً مِن سَيَّارة مُحَمَّلَة بالمُخَدِّر ويَدَعُهَا تَمُرّ لا وألف لا فَهَذِه البِلادُ بِتِلْكَ النِّسْوَة تَفْتَخِر