يتحولت الرونبوان، مع ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها مدينة الرشيدية ونواحيها، ، إلى مكان يقصده المواطنون ابتداء من الساعات الأولى من الليل للتنزه أو الالتقاء بالأصدقاء والأقارب أو قضاء فترة معينة بين أحضان الطبيعة ويشكل الإقبال على هذه الأماكن، التي تعتبر متنفسا حقيقيا لمدينة الراشيدية وفضاءات للراحة ، أحد الخصوصيات التي تميز المكان خاصة في فصل الصيف والتي تساهم في تنشيطها وفود من العرسان الجدد واهلهم مرفوقين بمجموعة من المسقيين. ويعتبر اللجوء إلى هذا المجال الاخصر، أحد العادات التي دأب عليها منذ مدة طويلة عدد من الأسر بهذه المدينة، حيث اعتادت هذه الأسر القيام في نهاية كل أسبوع أو أيام العطل بما يطلق عليه "جولة العرسان الجدد". ولا يتردد أفراد ساكنة المدينة وزوارها من مختلف الفئات العمرية، وذلك طلبا للراحة والترويح عن النفس وبحثا عن رطوبة الجو والاستمتاع بجمال المكان. ويعد هذا المتنفس مناسب لتبادل الآراء حتى وقت متأخر جدا من الليل، حول مواضيع آنية أو حكي قصص ونكت وطرائف أو المشاركة في لعب الأوراق والتي تتخللها فترات للشرب المرطبات وتناول مأكولات خفيفة تم تحضيرها لهذه النزهة الليلية. كما تستغل مجموعات من الشباب هذا الفضاء الاخضر مصطحبة معها آلات موسيقية لعزف مقطوعات موسيقية أو أداء أغاني محلية (أحيدوس ، والبلدي) مما يخلق نوعا من الابتهاج والسرور لدى مريدي هذه المكان والذين يتجاوبون مع هذه الأنغام بشكل عفوي. ووسط هذه الحركة التي يميز هذا الفضاء كل ليلة من ليالي فصل الصيف، يلاحظ ازدهار نشاط الباعة الذين يعرضون أكلات خفيفة ومشروبات غازية ومثلجات، الشيء الذي يشكل في بعض الأحيان، خطرا على صحة المواطنين لكون هذه المنتوجات لا تخضع لأي مراقبة للتأكد من سلامتها وتوفرها على معايير الجودة.( وحسب آراء الساكنة ، فقد أكد هؤلاء على ضرورة جعل تدبير الفضاءات الخضراء من بين انشغالات السلطات المحلية والمنتخبين وتعزيز الأمن والسلامة داخلها. يجب التحثيث على أهمية المحافظة على النظافة داخل هذه المجال وإحداث نقط مخصصة لبيع مختلف المنتوجات الغذائية تستجيب لكل الشروط المطلوبة في هذا المجال. واعتبروا أنه من الضروري تحسيس الساكنة بأهمية الحدائق والفضاءات الخضراء وحثهم على المساهمة في نظافتها واحترام المغروسات المتواجدة بها، وذلك من خلال تبني سلوك متحضر ومسؤول. ونلاحظ ضئالة المساحة الخضراء، التي لا تسمح لاطفالنا مجالا أكبر للعب . وبخصوص حماية هذا الفضاء الأخضر بالرشيدية، فيجب تنوعها ، على الخصوص، غرس الورود والأشجار وإحداث حدائق على جنبات الشوارع وتطوير الحدائق بالتجمعات السكنية، علاوة على تهيئة بعض المنتزهات والحدائق . ومن بين الأنشطة التي يجب اخدها بعين بالاعتبار، عملية تجديد الأغراس وحفر أبار، إحداث مشتل ، وهو ما سيمكن من توفير الأغراس في مختلف الفضاءات الخضراء. وعلى الرغم من كثرة المبررات لا تزال الرشيدية بلا متنفس صحي ومناسب لصغارها وكبارها على حد سواء فما بين انعدام في وجود مدينة ملاهي قادرة على خدمة المدينة وحدائق عامة يشكل الكثير منها مكاره صحية واخلاقية تُبقي الشوارع بكل ما تحمله من مغامرة بحياة المواطنين وحياة ابنائهم هي المتنفس الوحيد لاهالي المدينة ولد قصر السوق