حسن أبراهيم رسائل أمازيغية الجزء الأول : الأمازيغية سلوك و معاملة « Υir ḥlu tettecdi » حكمة أمازيغية. ( كن طيبا و أكلني) يذهب البعض إلى أن الدفاع عن الأمازيغية لا يتأتى إلا بالتهجم على الآخرين من الذين لا يشاركونهم التصور، في حين أن الأمر لا يستوي إلا من خلال الصورة الإيجابية التي يمررها حامل الهم الأمازيغي. إن كيفية معاملة الناس هي من أهم الأشياء التي توضح سلوك و شخصية الإنسان، وبفضلها يمكن للآخر الإنصات لما تقول. من هنا وجب الحرص على السلوك الطيب بين الأفراد بعضهم البعض لأن سلامة أي مجتمع تتوقف على المعاملة الحسنة لكي تسود العادات المحببة بين البشر كالإخلاص، الاحترام، و التقدير بين أفراد الشعب... إن الآخر واقع مفروض لا محالة، و من يهيم في تصفيته لا يعدو إلا أن يكون كمن يسبح ضد التيار. إن الاختلاف في الفكر و الاعتقاد ضرورة يجب الاعتراف بها، ومن لازال يفكر في توحيد فكر الجميع و اعتقادهم فقد ضل سبيله. إن الأمازيغية بحاجة إلى أناس يتقنون و يمتهنون سلوكا و معاملة إنسانية تعترف بالآخر، ذلك أنها (الأمازيغية) لا تشكل وحدها بديلا(حاليا)، بل طرفا في البديل، و إن الذين ينشرون خطابات من قبيل أن الأمازيغية هي البديل الوحيد، محو الآخر و تصفيته، يظنون بأنهم بذلك يحسنون صنيعا، في حين أنهم يدفعون بالناس إلى النفور و الحقد ضد كل ما هو أمازيغي و قد يصل الحد إلى تكريس كراهية بغيضة تجاه كل ما هو أمازيغي. إن معاملة الغير بالسوء تظهر بأشكال عدة، فقد نجدها تلقي بأسوأ الألفاظ علي الآخرين، لا تبالي بمشاعر الآخرين، فيسير اللسان قبل العقل. وهناك سلوكات عصبية لا يعلم أصحابها، أن عصبيتهم تعتبر من سوء المعاملة، بل أنها من أصعب أشكال سوء المعاملة لأنها توقع الفرد في ما لا تحمد عقباه ... فالإنسان العاقل، الحر، الحليم، شخص معروف بسعة صدره و قدرته على التفاهم مع بني البشر بسلاسة و بعقل "رزين" كما نقول المغاربة... ليس بأسلوب العصبية و التعصب، سنجعل الناس يعترفون بالأمازيغية و يحترمونها، بل بحسن معاملتنا لهم، فكم من إنسان ليس أمازيغي "اعتنق" الأمازيغية، عندما تعامل مع أمازيغي أحسن معاملته و معاشرته، ووجده نموذجا فريدا فارتاح له. وكم من أمازيغي غير "أمازيغيته"، و تخلى عنها عندما تعامل مع إنسان "أمازيغي" و كان ضحية لاحتيال أو غش أو خيانة من طرف أخيه الأمازيغي .يتضح إذن أن حسن المعاملة و الاحترام بين الناس هو الأساس، و الأمازيغية التي لا تهدف إلى خدمة الإنسانية وإشاعة المحبة والتسامح و المعاملة الحسنة بين الناس لن تبرح الدرجات الدنيا. ختاما، يجب أن نشير إلى أن كسب الرهان المستقبلي لا يمكن أن يتحقق إلا بمعاملة حسنة و اعتراف صريح بالآخر، إذ كيف نريد أن يتقبل الغير أفكارنا في حين أننا لا نعترف به، و عليه وجب أن يبدأ الفرد اليوم في تعديل معاملته مع غيره و أن يبدأ في تهذيب نفسه أولا فيساعده ذلك على احترام و تقدير الغير.