تشكل التغييرات المناخية التحدي الأكبر أمام التنمية في العصر الحالي، إذ تعد إفريقيا هي القارة الأكثر عرضة للعواقب السلبية لهذه التغيرات. وينتظر المزارعون الأوغنديون بلا كلل هطول الأمطار، بينما يشق الناجون من الإعصار في موزمبيق وزيمبابوي طريقهم للخروج من الوحل ويدفنون موتاهم. حيث تساعد هذه الصور على فهم ما يمكن أن يعنيه تغير المناخ وظروفه القاسية بالنسبة للأفارقة العاديين. كشف استطلاع أنجزته مؤسسة “أفرو باروميتر” أن 16 في المائة فقط من المغاربة يتفقون على أن التغييرات المناخية لها عواقب سلبية على الإنتاج الزراعي، في مقابل أن الأغلبية الساحقة في أوغندا يدركون أن الأنظمة المناخية هي الأسوأ على الإطلاق بالنسبة للزراعة، كما هو الشأن في ملاوي وليسوتو بنسب 81 و 79 في المائة على التوالي. وذكرت نتائج الاستطلاع كما وردت بتفصيل في تقرير “التغيرات القادمة: اختبار ومعرفة تغير المناخ في إفريقيا” أن 30 من أصل 34 دولة شملها الاستطلاع تعتقد أن المناخ ساء بدلا من تحسنه، حيث يعتبر المغرب إلى جانب السنغال وبوتسوانا وزيمباوي هي الاستثناءات الوحيدة التي تشمل من 30 إلى 40 في المائة من الادعاءات التي تقول بأن الظروف المناخية تحسنت. انطلاقا من سؤال وجهه باحثو الباروميتر الإفريقي إلى مستجوبين من بلدان القارة بناء على تجاربهم خلال السنوات العشر الماضية، وما شهدوه من تغيرات مناخية خطرة أو أقل خطورة، من خلال زيادة موجات الجفاف والفيضانات؛ يعتقد 18 في المائة من المغاربة أن موجات الجفاف ازدادت بشدة، في مقابل 52 في المائة الذين يرون أن الجفاف في المغرب ارتفع بوتيرة أقل خطورة. وهي نفس النسب تقريبا بخصوص الزيادة في وتيرة الفيضانات، أي أن 15 في المائة من المغاربة يعتقدون أن الفيضانات ارتفعت بوتيرة خطيرة جدا، على عكس 52 في المائة يعتبرون أن الفيضانات التي حصلت في المغرب خلال السنوات العشر الماضية لا تثير الانتباه إلى أي خطر قادم في المستقبل. على العكس من ذلك يعتقد 87 و 84 و81 في المائة من المواطنين من أوغندا وملاوي ومدغشقر، على التوالي، أن موجات الجفاف توالت في بلدانهم خلال العقد الماضي بوتيرة خطيرة جدا. وفي المقابل لاحظ الأفراد الذين شملهم الاستطلاع من مدغشقر وإسواتيني والغابون بنسب 67 و64 و60 في المائة، على التوالي، أن الفيضانات التي شهدتها بلدانهم كانت أشد خطورة من ذي قبل. ولاحظ التقرير أن 54 في المائة من المغاربة لم يسمعوا أبدا عن التغيرات المناخية ولم يتحدثوا حولها، في مقابل 39 في المائة الذين أكدوا أنهم يعرفون بشأن هذه التغيرات. في حين أن 33 فقط من المغاربة الذين شملهم الاستطلاع أكدوا بأنهم يدركون ما تعنيه التغيرات المناخية والعواقب السلبية المترتبة عنها. كما يدرك 41 في المائة من المغاربة أن التغيرات المناخية ما هي إلا نتيجة لأنشطة الإنسان، في مقابل 31 في المائة الذين يعتقدون أن المناخ ساء حاله بسبب أنشطة الإنسان والعوامل الطبيعية.