احتجاج "جيل زد" يضع الحكومة أمام اختبار نيل الثقة وفعالية الإصلاح    الأميرة للا حسناء تحضر مؤتمرا بأبوظبي    "الأحمر" يختم تداولات بورصة البيضاء    فوز صعب لأسود الأطلس ضد البحرين أمام حضور جماهيري باهت في المدرجات    تشكيلة "الأسود" للقاء البحرين وديا    كرة القدم .. المغرب يعادل الرقم القياسي لإسبانيا ب15 انتصارا متتاليا    أمن العرائش ينجح في توقيف شخص مبحوث عنه وطنيا    توقعات أحوال الطقس غدا الجمعة    "الترجمة في سياق الاستشراق" .. قراءة جديدة في علاقة المعرفة بالهيمنة    حزب التقدم والاشتراكية: الكيان الصهيوني مُطالَبٌ بأن يَحترم فورًا اتفاق وقف العدوان على غزة دون تلكُّؤ أو مناورة    بايتاس: أزيد من 66 ألف مستفيد من دعم السكن إلى نهاية شتنبر 2025    الرصاص يلعلع في سلا من أجل اعتقال ذو سوابق قاوم عناصر الشرطة بضراوة    المنتخب الوطني الرديف يفوز على نظيره المصري بهدفين لصفر    أطعمة شائعة لا يجب تناولها على معدة خاوية        من فوضى المطالب إلى الأفعال: هكذا تواجه الحكومة حراك "GenZ 212" ....        اسرائيل تحتجز ابن الحسيمة ياسين أكوح المشارك في أسطول الحرية                            الحسيمة.. انطلاقة فعاليات المهرجان النسائي للإبداع والتمكين (فيديو)        فدوى طوقان : القصيدة الفلسطينية المقاوِمة    المناظرة الوطنية الأولى حول الإشهار.. الدعوة إلى وضع إطار قانوني موحد لتحديث القطاع وتقوية تنافسيته        تفكيك شبكة للاتجار غير المشروع في الأنواع الحيوانية المحمية بسيدي بوقنادل    فوز المجري لازلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل للآداب    إصدار القرار الرسمي لتحديد مؤسسات المجموعة الصحية الترابية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة    طوفان الذاكرة    قصة قصيرة : الكتَابُ الذي رفضَتْه تسع وثلاثون دار نشر    المؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي: من البناء التنظيمي إلى الانبعاث السياسي    الزاوية الناصرية تكشف تفاصيل منح "إسكوبار الصحراء" شهادة انتساب    منتجون مغاربة يتسلحون ب"الصمت" وتنويع الأسواق أمام غضب فلاحي أوروبا    حل بالمرتبة 47 عالميا.. تقرير يصنف المغرب ضمن فئة "الجوع المنخفض" ويوصي بدعم الفلاحين الصغار    دراسة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تغير أعداد البكتيريا المعوية النافعة    اللجنة المنظمة تدعو الجماهير إلى الحضور المبكر لمباراة المغرب والبحرين وضمان الانضباط داخل المدرجات    المغرب وبلجيكا يبحثان آفاق شراكة اقتصادية جديدة    الأوقاف تحرر خمسة ملايين مغربي من الأمية وتقلص المعدل الوطني بأكثر من 29%    أولى مراحل اتفاق غزة.. التنفيذ في 5 أيام وترامب يزور مصر وإسرائيل    سنة 2025 شهدت ثالث أكثر شهر شتنبر حرا على الإطلاق    ترامب: العالم توحد حول "اتفاق غزة"    ناشطة سودانية تدعم سحب نوبل كرمان    لأول مرة في العالم .. زراعة كبد خنزير في جسم إنسان    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    الأرجنتين وكولومبيا والنرويج وفرنسا تواصل مسيرتها في مونديال الشباب    ترامب يعلن التوصل لاتفاق ينهي حرب غزة ويصفه بأنه "حدث تاريخي"    الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة    رواد مسجد أنس ابن مالك يستقبلون الامام الجديد، غير متناسين الامام السابق عبد الله المجريسي        أردني من أصل فلسطيني وياباني وبريطاني يفوزون بنوبل الكيمياء    دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بسبب عوامل وراثية    عنوان وموضوع خطبة الجمعة القادمة    الجالية المسلمة بمليلية تكرم الإمام عبد السلام أردوم تقديرا لمسيرته الدعوية    وزارة الأوقاف تخصص خطبة الجمعة المقبلة: عدم القيام بالمسؤوليات على وجهها الصحيح يٌلقي بالنفس والغير في التهلكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفلسفة من خلال فن الرسم
نشر في لكم يوم 15 - 10 - 2019

"الفيلسوف هو أيضا ذلك الشخص الذي يعيش حياة فلسفية. هل فعلا عاش ما كان يحاول تعليمه للناس؟ هذه اللوحات تؤكد بأنه لا وجود لفلسفة بمعزل عن الجسد الذي أنتجها." بهذه الكلمات يقدم ميشال أونفري كتابه الجديد " تمساح أرسطو : تاريخ للفلسفة من خلال الرسم" (Albin Michel, 224p1).
فكرة الكتاب سهلة ومبدعة: بكل لوحة تمثل فيلسوفا معروفا، يرتبط حدث تاريخي وشرح مفاهيمي. على هذا المنوال، يجد ميشال أونفري في لوحة نيتشه على الدرابزين والمرسومة من طرف إيدفار مونك (1906) فرصة من أجل الحديث عن فترة مرض الفيلسوف وعزلته، لكن أيضا عن فلسفته من خلال استعراض مقتضب لأهم لحظات هذا الفكر الخارج عن المألوف. لوحة برودون على سلالم بيته الباريسي رفقة ابنتيه، والمرسومة من طرف جوستاف كوغبي (1853)، كانت أيضا فرصة مواتية من أجل العودة إلى حياة وفكر هذا الفوضوي الذي امتدحه ماركس قبل أن ينقلب عليه. سبب الخلاف؟ اشتراكية ماركس الديكتاتورية التي لم ترق للفرنسي الذي ينادي باشتراكية تحررية.
في حقيقة الأمر، ما يقوم به ميشال أونفري في هذا العمل، هو إرشادنا في رحلة استكشافية داخل أروقة معرض للرسوم الفلسفية. على امتداد 34 لوحة، يستمتع القارئ بتعليقات غاية في الحبكة والدقة، وأحيانا المفاجأة. فالكاتب له العديد من الكتب في موضوع الفن، لكنه أيضا صاحب فكرة الجامعة الشعبية (2002) وثلة من المؤلفات في الفلسفة كنمط للعيش. مع ذلك، يظل السؤال ملحا: كيف سينجح فيلسوف ذو حس تربوي في تقديم تاريخ للفلسفة من خلال اللوحات الفنية التي تستعص أحيانا حتى على كبار النقاد؟
مهما يكن من أمر، فإن لوحات الفلاسفة تختلف بعض الشيء، وغالبا ما يرسمها أصحابها انطلاقا من أحد أغراض الفيلسوف، أو شيء ارتبط ارتباطا مركزيا به، كما هو الحال مع كوب السم الذي تناوله سقراط، أو تمساح أرسطو ( وهو العنوان الذي اختاره المؤلف لكتابه)، أو قصاصات باسكال التي كان يحملها باستمرار معه، أو سترة برودون التي توصل بها من أحد أصدقائه خلال سنوات سجنه….في المقابل، أليس من شأن هذا الإجراء تبسيط فكر الفيلسوف حتى يصير مبتذلا، مختزلا في مجموعة من الأدوات الفلسفية؟ هذا ما لا يتفق معه صاحب نفي اللاهوت: " لا يمكن رسم الفيلسوف إلا انطلاقا من حدث طريف، من خلال الحفر في حياته والتي هي بالأساس حياة فلسفية. يتعلق الأمر ]…[ بباب ولوج نقوم باقتحامه حتى نفتح القمع في الاتجاه المعاكس ونمضي قدما في العمل حتى نصل إلى عمقه"2. ما يعني أن درسا فلسفيا حول الرواقية، قد ينطلق من الشفرة التي وضعها بها سينيكا حدا لحياته !
غير أن ما يقترحه كتاب "تمساح أرسطو" أيضا، هو بورتريه فلسفي لميشال أونفري نفسه : عدائية ضد الأفلاطونية ونسختها الدينية، أي المسيحية، إعجاب بمتعوية مونتايين، تفضيل لبرودن على ماركس، حب منقطع النظير لنيتشه، كره لكل من فرويد وسارتر…لكن الكتاب، يمثل أيضا، وإن بطريقة مغايرة، امتداد لمشروع الفيلسوف في نفى اللاهوت : ليست الرسومات الفنية بحكر على الآلهة، الملائكة والقديسين، فحتى الفلاسفة قد وصلوا إلى مجد جعل كبار الراسمين ينبرون لأخذ البورتريهات واللوحات لهم، وأحيانا، حتى بعد مضي سنوات على وفاتهم. فليس الخلود من سمات الآلهة وحدهم.

1 – من حوار كان قد أجراه ميشال أونفري مع مجلة لوبوان (3 أكتوبر 2019) بمناسبة صدور كتابه الجديد "تمساح أرسطو : تاريخ للفلسفة من خلال الرسم".
2 – من حوار كان قد أجراه ميشال أونفري مع مجلة لوبوان (3 أكتوبر 2019) بمناسبة صدور كتابه الجديد "تمساح أرسطو : تاريخ للفلسفة من خلال الرسم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.