في تصعيد جديد للتوتر القائم بين المغرب والجزائر، طالب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الإثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنظيم استفتاء ل"تقرير المصير" في الصحراء، ومنددا بما وصفه ب "تعنّت" المغرب في تسوية النزاع. وقال لعمامرة إن "تنظيم استفتاء حر ونزيه لتمكين هذا الشعب الأبي من تقرير مصيره وتحديد مستقبله السياسي، لا يمكن أن يظل إلى الأبد رهينة لتعنت دولة ..". وأعاد الوزير الجزائري تأكيد نفس الطرح الذي تتبنه بلاده معتبرا أن الأمر يتعلق ب "قضية تصفية استعمار لا يمكن أن تجد طريقها للحل إلا عبر تفعيل مبدأ تقرير المصير". ولم يصدر، حتى الآن، أي رد فعل من الجانب المغربي على هذه التصريحات التي تأتي لترفع من وتيرة التوتر بين البلدين المغاربيين اللذين تمر علاقاتها بواحدة من أسوأ مراحلها في السنوات الأخيرة. والمعروف أن الرد المغربي على هذه التصريحات المستفزة، لن يتأخر، وربما سيأتي من نفس المنبر الذي أطلق منه العمامرة تصريحاته. وفي منتصف شهر يوليوز الماضي، دعا سفير المغرب بالأمم المتحدة عمر هلال، خلال اجتماع دول عدم الانحياز، إلى "استقلال شعب القبائل" بالجزائر، ووصفت الجزائر تلك التصريحات بأنها "عدوانية" ، وطالبت المغرب رسميا بتوضيحات. وفي نهاية غشت االماضي قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفتها ب "الأعمال العدائية" للمملكة ضدها، وهو قرار اعتبرته الرباط بأنه "غير مبرر". وفي 22 شتنبر قرّرت الجزائر أن تغلق "فورا" مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية. ولطالما ساد التوتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، خصوصا على خلفية ملف الصحراء وإغلاق الحدود بين البلدين منذ عام 1994.