خلفت عملية اجتثات مجموعة من الأشجار بقلب غابة السلوقية ضواحي مدينة طنجة، ردود فعل قوية وسط الحركة البيئية بالمدينة. وطيلة الثلاثة أيام الماضية عرفت المنطقة زيارة، مجموعة من الوفود يمثلون مختلف المكونات المهتمة للوقوف على حقيقة ما يجري، وكذا لتجميع المعطيات الكافية على حجم الأضرار التي لحقت بمساحة هامة من هذا الفضاء الغابوي، ووجه مرصد حماية البيئة بطنجة وجه مجموعة من المراسلات للجهات المعنية يطالب فيها بتدخل عاجل بخصوص القطع العشوائي للأشجار بغابة السلوقية، كما أن الشباب الأخضر نظموا أمس وقفة احتجاجية بساحة الأمم وسط المدينة احتجاجا على الاقتراب من منطقة تعتبر من المتنفسات الطبيعية الهامة بالمدينة، قبل أن يضعوا شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطنجة بشأن هذا الخرق المرصود. واضطرت جماعة طنجة إلى الخروج إلى الرأي العام عبر بلاغ تؤكد من خلاله، عدم قانونية الأشغال المنجزة، كما أنها تمت بدون ترخيص مسبق من الجهات المختصة، متوعدة بتطبيق العقوبات والجزاءات الجاري بها العمل، في حق القائم بهذه الأعمال، في حين أكدت مصادر من داخل المندوبية الإقليمية للمياه والغابات لموقع "لكم" فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنه تم إيفاد لجنة مختصة إلى عين المكان حيث أكدت على أن القطعة الأرضية خارج الملك الغابوي وتابعة للمجال الحضري. في حين أعلنت فعاليات أخرى، أن على جماعة طنجة، أن تصدر بلاغات اخرى عما تتعرض لها غابات "الرهراه" و"مديونة" و"الشجيرات" و"الهرارش" من حالات مشابهة تنتطر الوقت المناسب والاذن لتفريخ مزيد من الاحياء العشوائية المنعدمة التجهيز. المرصد يدخل على الخط مرصد حماية البيئة والمآثرالتاريخية بطنجة، من أبرز المتدخلين حيث قام وفد مشكل من أعضاء من المكتب التنفيذي و المجلس الإداري بزيارة لغابة السلوقية للوقوف على حقيقة الأمر، وعلى إثر هذه الزيارة أكد المرصد ان الأمر يتعلق بجريمة مكتملة الأركان في حق الفضاء الغابوي السلوقية لا زالت معالمها و فاعلوها بادية و تثير مجموعة من التساؤلات عن من يوفر الحماية لأصحابها؟ معلنا أنه بصدد تسطير خطوات نضالية سيعلن عنها قريبا. وقال في بلاغ له، تلقى "لكم" نسخة منه، إنه يتابع بكثير من القلق والإستياء ، أعمال اجتثات مجموعة من الأشجار بقلب غابة السلوقية، وسط صمت مريب و حياد سلبي للجهات الإدارية الوصية ، و هو ما يفسح المجال للتمادي في هذا السلوك المشين و يهدد التوازن الايكولوجي بالمنطقة و يشجع على انتهاك حرمة هذا الفضاء الذي يحظى بمكانة خاصة لدى ساكنة طنجة و زوارها لاعتبارات عدة. واعتبر المرصد أن هذا السلوك الذي وصفه بالاستفزازي، يكتسي خطورة كبيرة على الغطاء الغابوي و المنطقة التي تتمتع بخصائص طبيعية متفردة و تلعب أدوارا حيوية في إنعاش طنجة بالهواء النقي و تلطيف مناخها و توفر فضاء للنزهة و الترفيه لساكنتها. وسارع المرصد إلى مراسلة رئيس المجلس الجماعي لطنجة، مطالبا بتدخل عاجل، بالإسراع لوقف هذا الاعتداء على واحد من الفضاءات ذات الرمزية والحساسية لكل ساكنة وزوار المدينة، مؤكدا على ضرورة تفعيل المقتضيات الزجرية المخولة للجماعة بمقتضى صريح القانون. الشباب الأخضر من جهته قام وفد من حركة الشباب الأخضر بزيارة طارئة لغابة السلوقية، قال إن قصدها تجميع المعطيات وجميع التفاصيل المتعلقة بالأشغال التي انطلقت، وخلال الزيارة إلتقى الشباب الأرض صاحب الأرض بغرض استيضاح طبيعة أشغاله، وكل التفاصيل المحيطة، وكذا باقي الأطراف المعنية بالموضوع. كما نظمت مساء أمس وقفة احتجاجية بساحة الأمم قبالة محكمة الاستئناف بطنجة، حيث عبر كلمة لأحد رموزها زكرياء أبو النجاة عزمها التقدم بشكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لطنجة، بشأن الخرق المرصود على مستوى غابة السلوقية. وكان المكتب المركزي لحركة الشباب الأخضر، قد أعلن أنه أجرى وعلى امتداد الأيام الثلاث الماضية، لقاءات مراطونية واتصالات مكثفة، مع عدد من المسؤولين، بحيث تم استيضاح عدد من المسائل، والخطوات التي ستلي وقف الأشغال، مشيرا إلى أن "الاشغال" التي جرى رصدها على مستوى موقع غابة السلوقية ، لم تكن محط أي تصريح أو ترخيص، و هو المعطى الذي يؤكد أن "الاشغال" التي جرى رصدها ليست إلا اعتداء على الرصيد الغابوي لطنجة. وسجلت قيادة الشباب الأخضر، في ذات البيان الذي وصل "لكم" نسخة منه، تجاوب السلطات المختصة التي عاينت الخروقات بموقع غابة السلوقية، مع التدخل للوقف الكلي "للأشغال"، مشيرة إلى توصلها بتأكيد واضح من مصلحتي التعمير والبيئة وتدبير المخاطر بعدم الترخيص أو التساهل مع أي محاولة لتغيير وضعية غابة السلوقية باعتبارها "رئة طنجة"، مع إعادة الحالة إلى ما كانت عليه، وإعادة تشجير المنطقة. وجددت حركة الشباب الأخضر مطالبتها للسيدات والسادة المشرعين -خاصة منهم المنتخبين عن دائرة طنجةأصيلة، العمل في إطار الاختصاصات المخولة لهم على إنتاج حلول لمعضلة تملك الخواص للمجال الغابوي عبر استغلال ثغرات قانونية باتت معلومة للجميع.